'اهلاً وو ، إن كنت جائعاً كُل قبلي لن أعود مبكراً'
ظهرت تلك الرسالة بالضبط عندما كان جونغوو يراقب عقارب الساعة التي دقت للساعة العاشرة تواً
أمله بالكاد كان معه فقد إنتظر حوالي ساعتين و الطعام لم يبقَ فيه من الدفئ حتى و رسالة دويونغ لم تكن إلا آخر إشارة ان يومه لن يتغير عن الأيام السابقة
و كل ما فعله أنه نهض تاركاً كل شيء في مكانه على الطاولة فاقداً ذرة الأمل الصغيرة التي حاول ان يصبر و يبقيها بداخله
و من ثم له الآن ان يقابل مآسيه جميعاً كل ليلة و كل يوم في المنزل ذاته الذي حمل ما يكفيه من صورٍ و بؤس يحتويه
و ايضاً لا يزال يفكر كثيراً ، دويونغ أصبح يتأخر في الآونة الأخيرة ، و لطالما نام غافياً أثناء إنتظاره لعودته
و الآن كل ما يراوده هو تخاوف و أفكار مضمورة تتمثل بأمورٍ قد توصلهما الى المحطة الأخيرة .. و جونغوو يرى أنه قريب منها للغاية
ـ
خلال عدة ساعات قضاها في الفراش يقظاً يعجز عن النوم و في مخيلته كل ما يدمر نفسيته و كل شيء سيء يخطر له
سمع صوت المفاتيح تُدوّر في قفل باب المنزل و يُفتح مقبضها يصدر صوتاً مرتداً في المنزل الهادئ
و ما كان سوى دويونغ ، يعود منزلهما بعد مشاجراته الشبه يومية و يكاد لا يحتمل ذاته أكثر
كالمخمور إتجه للداخل مباشرةً الى غرفة النوم حيث إنارة المنزل خافتة و الغرفة مظلمة ، إستطاع رؤية هيئته على السرير يبدو نائماً
فخلع حذائه و معطفه بهدوء ، بينما جونغوو كان مستيقظاً ، تدور في رأسه الكثير من التساؤلات و أولها أين كان دويونغ قبل مجيئه في وقت متأخر كهذا
و لكنه على الأقل قد عاد ، أحياناً جونغوو يغط في النوم بعدما يُحبط من إنتظاره و احياناً يستيقظ و يجد أنه لم يعد للمنزل ليلة البارحة
كل هذه التصرفات تثير فضوله و مخاوفه ، مخاوفه من ان يعود دويونغ لمساراته السابقة و شخصيته القديمة و إختياراته لأصدقاء معينين يغيرونه بشكل تام
جونغوو واجه ما يكفي ، لا يملك الطاقة ان يواجه وضع مشابه لما كان عليه ، كما أنه يشكك بمصداقية كلام دويونغ له و الذي بات من النادر ان يسمعه
عندما ذهب إليه لمنزل والدته حاملاً باقة ورد و يخبره أنه قطع علاقات السوء و ترك الإدمان ، كل ذلك لأجل ألا ينهدم ما بينهما
أنت تقرأ
(متوقفة) أفكـارٌ مضمـورة | Dowoo
Romance﴿ الحب ليس عادلاً فلا فرق بينه و بين الحياة المُرّة ، كما يمنح و يأخذ و قد يأخذ أكثر من الطاقة المستحملة للعاشق و جونغوو كان منهم .. من العشاق عديمي الصبر متلهفٌ لنفحات الحب ترتعش في أوردته و تحيي سالف ثغرات قلبه او ربما هذا ما يظنه عن الحب ﴾