"نحن نضع كل جهودنا لإيجاد من قد يكون قاتل الخنجر ونأمل أن تكون هذه آخر جريمة تشهدها واشنطن من قِبله ، نحن نكرس كل مواردنا لإمساكه والحفاظ على سلامة كل مواطن بواشنطن ."
أردف بصوته المبحوح ، بنيته الضخمة و ملامحه الخالية من أي نوعٍ من التعابير مع خصلاته الشائبة التي جعلت من هيأته المهيبة تملؤ المكان حتى أن فتاتنا قد شعرت بهالته من شاشة التلفاز ! ومن غيره ؟
نائب المدير التنفيذي للمكتب الفيدرالي، جايمس جونز المتحدث الرسمي بإسم مكتب التحقيقات الفيدرالي عن كل جرائم قاتل الخنجر نظرا لكون أغلب ضحايا القاتل من الفيدراليين وأعضاء الحكومة
"شكرا لتصريحك سيد جونز...كانت معكم كايلا هارت وهذه قد كانت تغطية مُباشرة من آخر مسرح جريمة لقاتل الخنجر ، لقاؤنا غدًا بنفس التوق...."
أطفأت المتكئة على الأريكة المُكتسية روب إستحمامها التلفاز لتفلت ضحكة ثائرة منها ، فيال سخافة عملاء المكتب الفيدرالي ! فهم يُكررون نفس الكلمات طوال الثلاث سنوات التي مضت منذ أن أصبحت جرائم قاتل الخنجرتُنشر بالصحف والأخبار وصارت تُعرف كقضية للعامة...سالفيا هنا قد استذكرت كل حرفٍ من تصريحاتهم المعتادة حتى أن الأمر قد بات يُشعرها بالضجر...
مررت كفها على وجهها تحبس قهقهاتها ثم إستقامت بجذعها ببطئ متوجهة نحو المنضدة بالمطبخ لتحضر كوب قهوتها ..
كانت شقتها شاسعة المساحة ذات تصميم عصري قد أضفت لها لمستها الخاصة لتبدو أكثر كالمنزل... فمُقابلاً للمطبخ المفتوح على غرفة المعيشة بنوافذٌ عصرية كبيرة سوداء تغطي كامل الجدار الخارجي كاشفةً كل شيءٍ بشقتها لمرأى أي شخص بالمبنى المجاور...
اعتمدت سالفيا إختيار ستائر خضراء حاجبة للإستعمال اليومي....لكنها لم تقم بإغلاقها هاته المرة فقد كانت الستائر مفتوحة على مصرعها لتضمن رؤيتهُ لها ..رجلها المرغوب لليلة.
حدّقت بنافذة المبنى المقابل ولمحته واقفا يحرك يديه بهيجان ... بدا أنه في عراك مع زوجته ...مرة أخرى...تلك المرأة المسكينة كيف لم تهرب منه وتهجره بعد ؟ فكرت سالفيا بنفسها... اه صحيح هي لا تستطيع لكونها تحت رحمة رجل مهيمن ذي سلطة.
زفرت سالفيا بضيق واشتدت ملامحها حينما لمحته يرفع يده عليها... اناستازيا، كانت فتاة في نفس عمرها فقد كانت بربيعها الخامس والعشرين ولكن بزواجها من روبن رجل حكوممة ذي معارف وقوة يسيطر عليها بها جاعلا من فرارها منه أمرا مستحيلا هي قد حكمت على نفسها بالشتاء القارص الأبدي بمجرد اختيارها له ...أو أذلك ماتظنه ؟
في عرض عراكه الذي بدا من طرف واحد أحس بنظرات تخترق روحه فإذا به يلقي بصره للخارج ويلمحها واقفة بشقتها تراقبه بينما ترتشف قهوتها بهدوء
أنت تقرأ
عدالة |Justitia
Mystery / Thrillerلطالما عُرفت الولايات المتحدة بكونها بلد الحرية ،السلام والعدل! لكن ذلك لم يكن من نصيب أيٍ من بطلينا في تلك البلاد ذات الوجهين فيسعى كلاهما للإنتقام والثأر بطرقٍ مُختلفة، فماذا يحدث حين إلتقائهما؟ هو رجل القانون المحقق الفيدرالي إينزو كاساندرو ذو ال...