-

132 20 13
                                    

وقتها في منتصف الرّبيع.

هناك صرح عظيم لا أذكر متى بُنيَ حتى.
ربما قبل ولادتي بعشر سنوات، أو عشرون،
لم أكن مهتمًّا بمعرفة ذلك.

هناك آوَى المالِك العجيب أطفاله،
أطفاله الذين لا يعرف عنهم شيئًا،
قائلًا أنه والدهم الجديد..
وأنّ الجميع هُنا.. عائلة.

كانوا يتزايدون، بينما لم أكن واعيًا لصِغر سِنّي،
يتفاوتون، يخرج البعض ويأتي آخرون.
كنتُ مِن أصغرهم، لكنني لم أكن.

-هل تعرفون ما الذي تفعله العائلة لأجل بعضها؟

أنا أعرف.
تبني نفسها عن طريق مساعدة بعضها.
تحافظ على هذه الرّابطة الوثيقة.

مشاعر الامتنان أيضًا لا تجعلنا نعي أحيانًا..
فقط في حالة كان هناك سلسلة تسلّلَت نحوك ببطء،
تستطيع ادّعاء عدم انتباهك.

لكن ليس بينما تلتفّ حولك.

ارتأيتُ أنّ.. الانتقام هو الوجه الآخر للامتنان.

نطق المالِك بملامحه التي ما تذكّرتُها في ذلك الوقت:

-العائلة تضحّي لأجل بعضها يا أعزّائي،
حتى لو كان ذلك يضرّهم، فسعادة من يحبّون
تأتي أولًا!

كان يبدو كنصٍّ حرفيٍّ من كتاب.
لا أدري ما الذي فكّرتُ به وقتها.. أو ما الذي أردتُ معرفته، بتلك الملامح والرّغبة البريئة، بتلك العينان الفارغتان.

-إذًا.. أفراد العائلة يُدمِّرون أنفسهم لأجل العائلة؟

كما لم أنسَ شقّ ابتسامته العريضة تلك.
كما لو أنني اختصرتُ عليه الطريق، ازدادَت تجاعيد عينَيه.

كان هذا جميلًا!

أريد الحصول على عائلةٍ أيضًا،
أريد تدمير نفسي لأجل حبِّ شخصٍ ما!

-هذا صحيح، نولان.

.

The South That Inside Himحيث تعيش القصص. اكتشف الآن