4| ها نحن ذا

226 21 64
                                    


الغد| منتصف الليل

حملت كل واحدة حقيبة ظهر محملة بالضروريات ، نزلتا بهدوء من الدرج نحو الباب الخلفي ، ارتديا ملابس سوداء واسعة لعدم لفت الانتباه كما لتكون مريحة اثناء الرحلة.

خرجتا من المنزل لترتسم الابتسامة على وجوههما رغم التوتر المسيطر على جسديهما، ركبتا في تاكسي و توجهتا نحو المطار ، تحاولان التفاؤل لكن الأفكار السلبية قررت ملازمتهما . دخلتا من البوابة العملاقة ليرتفع ضغطهما ، تقدمتا نحو الموظفة و اعطوها الوثائق اللازمة ؛ هي همهمت و اخبرتهما بالانتظار قليلا الى حين الاقلاع .

"الطائرة الموتجهة نحو روما ستنطلق الآن ؛ يرجى من ركابها الذهاب الى البوابة 'د' ، اكرر ؛ الطائرة الموتجهة نحو روما ستنطلق الآن ؛ يرجى من ركابها الذهاب الى البوابة 'د' "

"هيا روزي "

اكتفت الاخرى بإيماءة و نهضت من مقعدها. وقفتا بالصف ثم صعدتا و جلستا بأماكنهما المخصصة ، الطائرة لم تكن مكتظة نظرا لعدد الركاب .

و مع بداية الطائرة بالارتفاع شيئا فشيئا ، وضعت كلتاهما السماعات التي تبث الموسيقى في اذنيهما .

الرحلة ستدوم لثلاثة عشر ساعة ،اي سيصلون تقريبا عند الواحدة و النصف او الثانية ظهرا .

مرت خمس ساعات و نصف ، اغمضت عينيها و امسكت بيد اختها ، اصاباتها التي لم تشفى بعد تذكرها بعلاقتهما مع والدهما ، هي لم تخبر جيني كي لا تقلقها و اكتفت بقول انها بخير، لكن على من تكذب؟ هل هذه علاقة اب و ابنتيه؟
لا أظن! ما كان اب ليضحي باعز ما يملك من اجل المال، كسلعة رخيصة !! هذه الافكار تجعلها تنهار ، أهذا ما آلت اليه الامور في المطاف الاخير؟!! ان تسافرا خلسة هربا من الواقع الاليم...... يا للعار ! حقا ، يا للعار !!

و ماذا لو وُجِدَتا ؟ هل ستبقيان اسيرتين لاتفاق بين اولياء امورهم؟!

"هل ترغبان بتناول شيء آنستاي؟"

استفاقت من شرودها على صوت المضيفة و هي تسألهما.

"هل نجد عندك بعض المقرمشات ، من فضلك؟"

"طبعا، تفضلا؛ احظيا برحلة سعيدة"

ابتعدت المضيفة نحو باقي الركاب و هنا اردفت جيني للجالسة جانبها.

"مثير للسخرية! أنظري من في الاخير يتمنى لنا رحلة سعيدة؛ مضيفة الطيران!"

"ارأيت كم نحن محظوظتان!"

"بالمناسبة ، حاولي ان تنامي فالرحلة لا تزال طويلة "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 22, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

And what's our fault?حيث تعيش القصص. اكتشف الآن