1| ذئاب الليل

408 14 562
                                    

ملاحظة مهمة : الرواية من نسج الخيال

في ليلة باردة مظلمة، حيث عمّ السكون أرجاء المدينة، ولم يقطعه سوى عواء الذئاب المنتشرة في الغابات. توسط البدر السماء، واخترقت ضيائه تلك الغرفة الواسعة التي امتد على أرضها جسدٌ غارق في الدماء، بينما وقف الآخر عند رأسه، ممسكاً بسيفٍ يتقطر الدم منه، كان صدره يعلو ويهبط مع أنفاسه المتسارعة، وكأن الهواء نفسه قد ثقل في جوف تلك الليلة

رفع يده ولوح بسيفه بسرعة ليروي جدران تلك الغرفة بالدماء، ثم أعاد سيفه إلى غمده ودنا من الأرض مقترباً من ذلك الجسد [حسناً أعتقد أنه خطؤك]

فكر في نفسه: *لحظة لا أظن أنه سيسمع ذلك* ثم نهض بهدوء، ومشى بخطوات خفيفة وكأن قدماه لا تلامس الأرض، متجهاً نحو الباب وثيابه ملطخة بالدماء، ولكنه توقف فجأة عند سماعه لصوتٍ ضعيف قادم من الرجل المستلقي على الأرض والذي بالكاد تمكن من نطق كلماته الأخيرة: [سـ..ساعدني] فالتفت له الآخر بدهشة، ثم قال ببرود تتخلله لمحة من السخرية: [ألا زلت تقاوم؟!، حسناً ستكون محظوظاً إذا وجدك أحد الحراس قريباً]

خرج من الغرفة، وأخذ نفساً عميقاً، لعل الهواء البارد يخفف ثقل اللحظات التي تركها خلفه. أكمل سيره في ممرات القصر الكبير، نزل من الدرج الرئيسي بخطوات واثقة، وكأنه لم يرتكب جريمةً شنيعةً للتو، ولكن صوتاً قطع الصمت خلفه: [أيتها الآنسة، مابال ثيابك هذه؟!] آنسة؟!، بالفعل!، لولا خصلات شعرها الطويل الداكن، لما خطر ببال أحد أنها امرأة

نظرت لثيابها الملطخة بالدماء بلا أدنى اهتمام؛ وكأنه أمرٌ بديهي للغاية، عاودت النظر للرجل أمامها وقالت بصوتٍ واثق: [إنها ثيابي المعتادة، لاتلقي لها بالاً، ولكن..عليك الإسراع والذهاب لغرفة سيدك، فلا أعتقد أنه يرتدي ثيابه المعتادة]

رفع الرجل حاجبيه بدهشة وقال بصوت متردد: [مـ..مالذي تقصدينه؟!]، لكن الفتاة تجاهلته تماماً وأكملت سيرها نحو الباب الرئيسي تحت أنظاره المرتبكة، فصرخ مستنجداً بالحراس: [أمسكوا بها!!] تحرك الحراس بسرعة، موجهين رماحهم نحو الفتاة الغامضة

توقفت في منتصف الطريق، وزفرت بانزعاج واضح، التفتت إلى الرجل ونظرتها مليئة بالبرود واللامبالاة، وقالت: [إنه لا يملك الكثير من الوقت، اذهب لإنقاذه]

نظر إليها الرجل بذعر، ثم انطلق ركضاً للطابق الثاني حيث توجد غرفة سيده، عادت الفتاة ونظرت للحراس الذين تجمعوا أمامها ككتلةٍ واحدة، ولكن نظرتها الثاقبة جعلتهم يترددون للحظة، لم تكن خائفة منهم، بل كانت تراقب خطواتهم عن كثب، استلّت سيفها من غمده بهدوء، ثم رفعت رأسها وقالت بثقة: [حسناً..فلتنتهي هذه الليلة بسرعة]

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 21 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الذئب الأسود | Black wolf حيث تعيش القصص. اكتشف الآن