حادث .1.

15 1 0
                                    

تنهيدة خفيفة خرجت من فمي أضع أول خطواتي على درج الحافلة... ودرجة أخرى صعدت وأخذت مقعد الأخير لي بجانب النافذة ..ألاحظ دموع الوالدين وهم يودعون أبنائهم ماعداي أنا بالطبع ...وحدي لا أحد يلوح لي ...لكن لم أرد من أصدقائي الضحك علي لذا كنت أبتسم وألوح للهواء ببلاهة وكأني ألوح لوالديا ...أدرت رأسي للأمام بعد أن تحركت الحافلة تأخذنا في جولة لمدة يومين حول بلدنا العزيز ... بلدنا صغير ليس كبير لاتوجد فيه مناطق كبيرة  لذا يومين كافيين لزيارة بلدنا كله إسمه غرينادا هي جزء صغير من الأرخيل وهي تقع فوق ترينيداد وتوباغو مباشرة تتمتع بلادنا بتربة خصبة لإحتوائها على الجزر البركانية وهذا أدى إلى إزدهار تجارة القرفة و الزنجبيل و الحمضيات و القهوة ...إنه بلدنا رائع للغاية مع أنه صغير
"إنتبه !!!"صرخة خرجت من فتاة على يساري  وهي تنبه السائق أخرجتني من عالم الإفتخار ببلدي وبهذا إنقلبت الحافلة عدة تقلبات أحسست بها أن أحد ما يضرب رأسي بقوة ...و شيء ما دخل جانب خصري وكل هذا ونحن نتقلب حتى توقفت وعندها فقط سقطت خارجا ...خارج الحافلة لكون نافدتي كانت  مفتوحة ...لم أعد أرى شيء فقط الضباب و الضباب من حولي وهمسات خافتة حولي...أذني تصدر طنين مزعج حتى أحاطني الضباب ولم أعد أبصر شيء

بكاء ...بكاء ..ظننتها والدتي لبرهة ولكن عند فتح عيني جزئيا لاحظتها والدة أحد الفتيات هنا ...كانت تبكي بقهر وليست هي فقط فحالها كحال جميع الوالدين هنا ...قلبي تألم لكون والدي لم يأتوا هنا حتى وأنا في سرير الموت ولوهلة كنت سأقول للطبيب الذي كان يتفحصني أن يتركني فقط أموت فأنا لا أحدث فارقا سواء كنت ميتة أم حية
"خذها للإستعجالات ..عليها ان تقوم بعميلة فهي في حرج" ،تحدث الطبيب بعجلة وهم يأخذوني نحو قسم الإستعجالات
كنت محيطة بعدة أضواء وأطباء أحدهم يعقم شيء وآخر يجهز نفسه حتى بدأت أغفى بروية بعد أن حقنني بمخدر .

كنت أحذق بالغرفة نحوي بشرود تام ...أتسائل لما أنقلبت الحافلة هكذا !؟لقد كنت مع السائق وهو يتفقد المحرك وأشياء ضرورية أخرى لأمانتنا وكل شيء كان بخير ...لا أعلم لما حدث هذا !!...كل ما أضع قدمي عليه تحدث مشكلة انا جالبة المشاكل ربما !!...تنهدت أرجع رأسي للخلف أمسد شعري الأسود القصير يصل لكتفاي ..كانت هذه الحركة تجعلني أنام بهدوء ...أمسد و أمسد حتى أغفو و أنام ...و للحظة كنت سأغرق في أحلامي إلى ان فتح الباب بقوة مع دخول إمرأة و رجل أظنهم والديا و أخيرا
"لم تموتي ؟؟"بصوتها الجميل الذي ينطق بشيء قبيح هي تكلمت ...أمي ،كانت ترفع حاجبها تطالعني ..كانت أمي صغيرة جذا هي بعمر35فقط وتتسائلون لما !؟ ...فقط صبرا سأخبركم لما ولما أعاني أنا
"ربما لأن حتى ملك الموت لا يريد أخذها...من يعلم ربما ستتسبب في مشكلة ما له!؟"رد عليها والدي وهو يجلس على الأريكة هو الآخر أيضا صغير ذو عمر37 سنة هم صغار تسببوا في مشكلة وهي أنا بالطبع عندما كانوت صغار وأجبروا على الزواج في سن مبكر بعد أن سمعت عائلتهم بمشكلتهم ....أعني أنا ....هم كانوا في عمر 18 يحبون بعض لحد الجنون ..دات مرة ثملوا في حانة ما وقاموا بفعلتهم تلك ..أمي لم تحس بشيء بعدها لأنها كانت على يقين بعدم حملها لأنها تشرب دواء مانع الحمل ..لكن ذلك لم يمنع من إكتشافها بعد أربع شهر بأنها حامل بي أنا ...هي أخبرت والدي بعد فزعها وقال لها أن تجهظني لانهم صغار على تحمل المسؤولية وهي وافقت بالطبع لكن جدي أي أب أمي سمعها وانهال عليهم بالتوبيخ أجبرهم على الزواج و جلبي لهذه الحياة ..وها أنا هنا
"المرة القادمة عندما تريدين الموت موتي حقيقة لا داعي لإنقاقنا العديد من المال لتتعالجي !؟" إلتفت لوالدي الذي تكلم وقد أومأت لهم
"سأقوم بتعويضكم بعد أن أتعافى " قلت لهما ولا أظن أنهما سمعاني لأنهم مشغولين بهاتفهم ....تنهدت مرة أخرى أخرج نفس قوي أغمض عيناي لأغفو ..

معجزة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن