Atracción || إنجذاب

Part Three || 3 ||

غابة الأحلام، سيول، الساعة 01:34 ليلا

تجري بكل طاقتها في الغابة لعلها تنجو من هذا المختل الذي يطاردها. يرتدي رداءً خاصا برهبان الكنيسة و يغني بصوت مسموع بالنسبة لفريسته:

_Are you scared?
HeHe...
I can see you from behind
You can hear me in your mind
Run so fast as you can go
I will catch you before you know.

"_هل أنتِ خائفة؟
هيهي...
يمكنني رؤيتكِ من الخلف
يمكنكِ سماعي في رأسكِ
أُركضي بأسرع ما يمكنكِ
سأمسك بكِ قبل أن تعلمي"

تزامنا و انتهاء غنائه، توقفت كل الأصوات عدى صوت لهاثها، استدارت حولها بفزع تبحث عنه، لا أثر له، و مع ذلك، أكملت الركض بخطوات عرجاء، فالوغد سلخ جلد راحتيّ قدميها، و رغم أن الألم لا يُطاق، إلّا أنها واصلت الركض بكل قوتها، ستصبح بطلة، ستبلغ عن هذا السفاح المجنون، فهي قد رأت وجهه، نعم.. ستنجح، ستعيش.....

لم تكمل سلسلة أحلامها البطولية كونها لمحت شيئا براقاً يلمع بين الأشجار، غياب القمر لم يساعدها على معرفة ماهيته، ضيقت عيناها في ريبة إلى أن شهقت بخوف، استدارت لتهرب ممن يحمل في يده سكين... خبز!؟  صرخت بعلوّ صوتها لعل أحداً يُنجدها، لكن السكِّينة الطويلة التي اخترقت صدرها حالت دون ذلك. شهقت بألم و تقيأت دماً.
أحسّت فجأة بأنفاس باردة على رقبتها، أرادت أن تستدير لكنها لم تفعل من شدّة خوفها، إلى أن تسلّل صوته إلى أذنيها:

_أظننتِ فعلا أنه يُمكنكِ الهرب مني!؟ أووه أيتها المسكينة، لكن من الجيد رؤية محاولتكِ المثيرة للشفقة، أنتِ من القلائل الذين استمتعتُ بمطاردتهم، تستحقين مكافأة، و جائزتكِ هي الموت بأكثر الطُرق إيلاماً. أرأيتي كم أنا كريم؟

أكمل كلامه مبتسما بجنون، ثم استدار لمواجهتها

_أوتدرين لِمَ أُفضّل استعمال السكاكين؟ هممم لنرى، أولاً، يمكنني أن أرسم بها على وجوه فرائسي بسهولة.

هنا، صرخت بألم لأنه أخرج سكّينة صغيرة من جيبه و بدأ ينقشُ على وجهها خزعبلاته الغريبة.

_ثانياً، لا يمكنهم تتبع الرقم التسلسلي كما هو الحال مع الرصاصة، لماذا؟ لأن السكاكين لا تترك خلفها سوى الجِراح! و عدا عن كونها مؤلمة بشكل مروّع، إلّا أن أكثر ما يُعجبني بشأنها هو كمية الدماء التي تخرج من الفريسة إن استعملتها بالطريقة المناسبة. تريدين مثالا؟