○ChApItEr2●:سماء الطيش

302 15 4
                                    




أنت الجريمة التي أرتكبها بيدي،......
...... العقوبة عليها أن أعيش في هذا العذاب لأجل غير مسمى."

-------------------------------------------
--------------------------------




كانت أمها تخبرها في الرسالة أن أخاها "ألفريد سانت ماري" سيقيم حفلة خطوبته من حبيبته، وأخيرًا... وتتمناها لو تأخذ أيامًا قليلة كعطلة وتأتي لتحضر هذا الحدث السعيد، مشددة على أنهم يشتاقون إليها ويريدون رؤيتها بشغف. فتلك السنوات التي قضتها هاربة من وطنها الأم كانت كالعمر بأسره، كأنما سلبتها الحياة ألوانها.

شعرت بالصدمة التي ألزمت صدرها، وخفقان فؤادها يتسارع ما إن تلمح اسمه، واحتلها شعور بالدنيوية والقرف. كانت اللحظات تتداخل كخيوط سوداء تنسج أحلامها المكسورة، فتدور في فلك من الحيرة والارتباك و كره الذات.

أعادت قراءة الرسالة بهمس خافت، وكأنها تحاول أن تؤكد بلسانها ما قرأته للتو، تتذوق الكلمات ببطء، كمن يحاول تثبيت حقيقة ما في أعماق قلبها المرتبك.

---

" عزيزتي باندورا،

أرجو أن تكوني بخير، فغيابك طال ونشتاق إليك بشدة. لا أعلم لماذا تتجنبين مكالماتي الآخيرة، ولكنني أكتب لك هذه الرسالة لأن الأمر هذه المرة ضروري. أريد إخبارك بأن أخاكِ ألفريد، وبعد سنوات من التردد، سيقيم أخيرًا حفلة خطوبته على حبيبته في وقت قريب. لقد كان الخبر صادمًا لكل أفراد العائلة، لأن هذا الصبي الأبله لم يظهر يومًا اهتمامًا بالارتباط، فما بالكِ بالزواج... لكن الأهم أنه يبدو سعيدًا جدًا، و سيصبح أكثر سعادة إن شاركته فرحته هذه ، وأعتقد أنك ستتفاجئين بجمال المناسبة.

نتمنى أن تتمكني من أخذ بعض الأيام كعطلة لتكوني معنا، فنحن بحاجة لرؤيتك في هذه اللحظات السعيدة. أتمنى حقًا أن تأتي وتشاركيننا الفرح،فكل شيء ينقصه وجودك." .

محبتك،
والدتك
و تذكري إن لم تآتي سآتي بنفسي لأحضرك


عيونها اسودّت وأظلمت كسماء يبتلعها الليل فجأة، إذ غمرها إحساس بحريق يفترس أعماقها ببطء؛ أخوها ....،بالتبني، ألفريد......، سيتزوج...

خبر كهذا سيملأ قلب أي أخت بالبهجة، سيجعل أساريرها تتوهّج فرحًا، ويُطلق خيالها للتفكير في فستان ساحر يتلألأ بأنواره في مناسبة عزيزة كهذه. فالأخ لا يخطب كل يوم، وهذه لحظة يجب أن تزهو فيها أي أخت فخرًا وسعادة.

أما هي، فكان لهذا الخبر وقع ثقيل، كأنه حجرٌ ضخم يسحق قلبها المتعثّر، يغمرها حزن صامت لكن عميق، يكاد يلتهم كل إحساس بالراحة. بدلاً من البهجة، وجدت نفسها أسيرةَ شعور عميق بالخواء والارتباك، وكأن شيئًا ما يُنتزع من أعماقها؛ حبها الأول، وأغلى ما تملك مشاعرها، صار مِلكًا لامرأة أخرى، وسيكون بأكمله لها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 17 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

《Can You Be my lawyer 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن