موهبة مفاجِئة

52 9 3
                                    

    
   في الصباح أتى ادريان إلى كوخ الفتيات، كانت جميلة مستيقظة فأدخلته ، جلس على الاريكة وقال: كيف حالك ياجميلة؟
جميلة: بخير ، سأحّضر لك القهوة..
ادريان: لا لا شكرا لكِ سأرحل بسرعة، جئت فقط لأخبركن ان تتجهزن للاحتفال الليلة
جميلة: أي احتفال؟!
ادريان: اليوم سيقام زفاف مارين و جون
جميلة: مارين صديقتنا القديمة؟
ادريان: نعم.. اراكن الليلة إلى اللقاء
خرج ادريان وذهبت جميلة بسرعة لإيقاظ زهرة وتوليب
زهرة وهي تتثائب: إن لم يكن أمرا هاما سأقتلك
توليب: ماذا هناك لم ايقظتنا في السادسة صباحا ؟
جميلة: اسمعن يا كسولات، أتى ادريان صديقك القديم يا زهرة واخبرني ان نتجهز لاحتفال الليلة، سيقام حفل زفاف مارين وجون
توليب: من هؤلاء؟
زهرة: مارين صديقتنا لكن لا اعرف من جون هذا
جميلة: جون انتقل حديثا هنا. المهم الآن كيف سنحضر الاحتفال نحتاج ثياب جديده
توليب: أحضرن لي قماش فقط وسأتكفل بالباقي
جميلة: هل تجيدين الحياكة؟!
توليب بثقة: والتصميم ايضا
دهشت زهرة وقالت: لم تخبريني انكِ تملكين مواهب، على كل حال جدتي كانت تملك ماكينة خياطة سأحضرها لك
جميلة: وانا سأذهب لشراء الاقمشة، اخبريني بالألوان
ذهبت جميلة لإحضار الاقمشة من السوق واحضرت زهرة الماكينة لتوليب
توليب: الان تبقى فقط ان ارسم تصميم الفساتين
زهرة: هل اساعدك في شيء آخر؟
توليب: نحن لم نتناول شيء بعد هل يمكنك تحضير الفطور؟
زهرة: بالطبع
انهت توليب تصميم الفساتين واحضرت جميلة الاقمشة وكانت تبدو متحمسة للغاية
زهرة وهي تضع الأطباق على الطاولة: جميلة، توليب، كامي.. هيا
كان فطورا خفيفا: بسكويت، زبدة، مربى، جبن ، وفواكه
بعد دقائق انتهين من الفطور، ذهبت كامي للعب مع القطط بالجوار وذهبت جميلة لمساعدة توليب وزهرة تنظف المنزل

                **************

      في المساء كانت توليب انهت حياكة الفساتين ، كانت جميلة طوال الوقت متحمسة ومنبهرة من مهارات توليب. كان فستان جميلة باللونين الاخضر والابيض، اكمامه واسعة، الطبقة البيضاء التي تغطي الفستان مطرزة، كان في غاية الجمال. بينما فستان زهرة كان تنورة حمراء طويلة ، وقميص ابيض بأكمام واسعة، وفستان توليب سماوي اللون، اكمام واسعة، صف ازرار ممتد من الرقبة حتى النهاية، كان يشبه فستان جميلة إلى حد ما. وبالنهاية كامي ، كان فستانها رقيقا جدا، اصفر وبه ثلاثة ازرار من المنتصف، كان لونه متناغما مع لون شعرها.

ارتدت كل واحدة فستانها وذهبن الى حفل الزفاف. كان ادريان يستقبل الضيوف ولاحظ قدومهن. رحب بهن وعندما اقتربت منه زهرة ظل ينظر لها بانبهار فشعرت بالخجل واشاحت وجهها بعيدا ولحقت بالفتيات. كانت الاضواء ملتفة حول الأشجار، طاولة خشبية مستطيلة ممتدة وسط الطريق، تتوسطها مزهرية كبيرة مليئة بالورود البيضاء، اطباق وكؤوس متراصة بدقة على الطاولة، تجلس النساء يمين الطاولة والرجال يسارها. جلس الأربعة بعدما القوا التحية على الجميع. ما هي إلا دقائق حتى أتى ادريان وجلس امام زهرة فنظرت زهرة إلى الاسفل بخجل ، لاحظت جميلة ما يحدث فقالت لزهرة: كنت اظنكما أصدقاء فقط.
زهرة بخجل ممزوج بغضب: نحن بالفعل أصدقاء.
زهرة: لا تظنين انك تستطيعين خداعي ، وجنتاكي قاما بفضحك أليس كذلك يا توليب؟
ضحكت توليب وقالت: ما رأيك أن نزوجهما الان ويكون زفاف ثنائي؟
غضبت زهرة وكانت سترحل فأمسكتها جميلة بسرعة وهي تضحك وقالت: لا ترحلي، نحن اسفتان كنا نمزح
بعد دقائق دخل العروسان فوقف الجميع وقاموا بالتصفيق ، ملأت الموسيقى المكان وظل الجميع يرقصون.
كانت كامي منزعجة جدا من صوت الموسيقى الصاخب فانسحبت بهدوء وابتعدت عن المكان. جلست تحت شجرة تفاح عالية، تنهدت وظلت تنظر في الافق بهدوء، قطع صفوها صوت شخص يتحدث، وقفت بحذر واقتربت من مكان الصوت فوجدت فتاة مستلقية على بطنها وتنظر إلى الزهور وتتحدث معها
كامي: ماذا تفعلين؟
الفتاة: ارحلي ولا تتدخلي
كامي: لم تتحدثين معي هكذا
الفتاة: لا تطيلي الحديث وارحلي انت غير مرحب بك هنا
رحلت كامي وهي تذرف الدموع وعادت لشجرة التفاح وظلت تبكي، لم يمض وقت طويل حتى جاءت الفتاة وجلست بجانب كامي وربتت على كتفها
كامي: اتركيني وشأني
الفتاة: ما اسمك؟ انا داليا
لم ترد كامي عليها فقالت داليا: اعتذر عن قسوتي معكِ لكن كنت اظنك شريرة حتى اُثبت لي العكس
كامي: ومن اثبت لك إذا؟
داليا: الزهور
كامي: ماذا؟!
داليا: سأخبرك لكن هذا سر مفهوم؟
كامي: حسنا أعدك ألا أخبر أحدا
داليا: انا استطيع التواصل مع الزهور
كامي: كيف استطعت فعل هذا؟؟
داليا: لا أعلم، انا هكذا منذ صغري
كامي: جميل.. كامي
داليا: ماذا؟
كامي: اسمي كامي
داليا: اسمك جميل
كامي: وانتِ ايضا... يجب أن ارحل قبل أن تلاحظ امي غيابي
داليا: هل انت ذاهبة للحفل؟
كامي: نعم، هل تودين المجيء معي؟
داليا: اجل، فأبي هناك ايضا وسيقلق إن تأخرت

زهرة توليب جميلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن