نهضة العالم البدائي

2. بقايا قبيلة

تربص كايين لعدة ساعات خلف تلة لمراقبة أوضاع هذه 'القرية' المؤلفة من ثلاثة أكواخ.

اكتشف خلالها عدة أشياء.

هناك كوخ تعيش فيه امرأتين في منتصف العمر على الأقل وولدين مراهقين.

وكوخ آخر تعيش فيه امرأة واحدة و ثلاثة أطفال صغار.

والكوخ الثالث فيه رجل وامرأة وفتاتين وفتى غرّ.

هؤلاء هم كل من خرجوا من الأكواخ المؤلفة من غرفة واحدة.

لكن كايين كان يعرف أن هناك المزيد، 'ربما هناك عجائز داخل الغرف، وأنا متيقن أن هناك رجل أو رجلين في الخارج يبحثون عن طعام أو أشياء أخرى، من خلال الصيد ربما..'

'أما الرجل الموجود هنا فعلى الأغلب بقي للحراسة'

رغم تحليله المجتهد، كان محتار بالطريقة التي يجب عليه أن يتصرف فيها، 'حاجتي إلى السيطرة على الرجل مفروغ منها، ولكن هل أنتظر حتى أرى بقية أعضاء هذه الحارة الصغيرة أم أباشر الآن؟'

'ماذا لو كان هناك المزيد من الرجال في الداخل وليسوا جميعهم في الصيد؟'

دارت الكثير والكثير من التساؤلات في باله، وفي النهاية، كان مستعدًا للذهاب نحو هذه القبيلة الصغيرة، ولكنه فجأة ضرب كفه على وجهه.

'كيف أذهب إلى شعب بدائي بدون أي شيء للدفاع عن نفسي؟'

ماكان أمامه إلا العودة الى الغابة والبحث عن فرع أو عصا ما.

بعد دقائق، عاد كايين ومشى باتجاه القرية.

عندما لاحظه الأطفال، ركضوا بسرعة إلى الداخل ونادوا للكبار.

خرج الرجل الحارس ووقف النساء والأطفال خلفه. وبعد ثوانٍ، خرج شيخ مسن ربما في السبعينات من عمره.. لكن يبدو عليه المرض والتعب.

كانت ملامح الرجل شديدة، كمن رأى عدو، أما النساء فكن خائفات. وكان الأطفال فضوليين. فقط الشيخ كانت ملامحه معتدلة بعض الشيء.

قد تكون المرة الأولى التي يرون فيها شخص يرتدي مثل هذه الملابس الغريبة.

"من تكون! قف مكانك!"، قال الرجل بصوت خشن.

توقف كايين ورفع يديه تعبيرًا عن حسن نيته. ربما لم يكن له ما أراد، إذ أن منظر شاب يحمل عصا ويرفع يده غير مناسب.

"هل يمكنني الحصول على شيء آكله؟"، قال كايين بقلق.

تحولت تعابير الجميع إلى الغضب.

"ارحل الآن قبل أن أقتلك! وإياك أن تعود"، قال الرجل بدون تردد.

'اللعنة، لقد أخطأت... بهذا العصر يعتبر الطعام أغلى شيء!'، لعن كايين غباءه سرًا.

تقدم العجوز قليلًا وتحدث مع الرجل، ولكن لم يتمكن كايين من سماعه. بعد انتهاء حديث العجوز، أومأ الرجل وتقدم بسرعة نحو كايين.