2

5 1 0
                                    

في ساحة بيت "بركات" كان هو و آدم، يحكي له عن ما حدث بينه و بين "بيليارد"، ملامح "بركات" تعكرت بعد سماعه لحديث "آدم" و مزاجه أصبح من السيء إلى الأسوأ، تمتم ببعض الكلمات غير المفهومة و عيناه تتراقصان يمينا و شمالا، ثم بكلمات مسموعة قال:

- لنتجهز للأسوأ، لم يكن هذا ما أريده، و الأسوأ من كل هذا، هو ابنتي، التي ستكون الضحية الثانية لأي هجوم... سيصيبها ما أصاب "نوران". و هذا هو خوفي الوحيد..

ظل آدم ساكنًا لا يبدي أي ردة فعل، مرت قطة صغيرة بجانبه، لاحظها فابتسم لها، جثم على احدى ركبتيه ثم راح يداعب رأسها بيده، و من جانب آخر، كانت نورجهان تراقبه و الضحكات المشرقة بالشوق والحب له تعلوا وجهها لا تكاد تخفيها، تطالعه بحماس و هي تردد في نفسها:

- ليتني أتحول إلى قطة الآن، كم أغبط تلك القطة بشدة حقا،

كانت متلهفة لرؤيته، لسماع صوته، و الأكثر من ذلك للحديث معه، تراقبه و يديها مضمومة إلى خافقها الذي يكاد يخرج عن محله...

في حين هي كانت تراقبه، لاحظها، وانتبه إلى وجودها و مراقبتها له، فعدل وقفته و نفض ملابسه، و من خلال كل هذه الأحداث مازال "بركات" يفكر فيما قاله له ساعدهُ آدم، و الهمّ يساوره،

راحت نورجهان تركض في رواق المنزل فرحانة، دخلت غرفتها و توجهت مباشرة نحو درج صغير بجوار سريرها، فتحته و أخرجت منه قارورة زجاجية صغيرة به سائل أزرق اللون

راحت نورجهان تركض في رواق المنزل فرحانة، دخلت غرفتها و توجهت مباشرة نحو درج صغير بجوار سريرها، فتحته و أخرجت منه قارورة زجاجية صغيرة به سائل أزرق اللون

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

فتحت الغطاء و راحت تستنشق رائحته و تتأملها ثم تقول:

- هذا عطر صنعته خصوصا من أجلك يا حبيبي يا آدم، كم أتمنى أن تحبه، و تقول لي " رائحته راائعة كروعتك "..

فضحكت بابتسامة مشرقة على وجهها و هي تعانق زجاجة العطر، راحت تركض بسرعة نحو الخارج بدون مماطلة، وصلت إلى الساحة و تقدمت نحوهما و بدون أن يشعرا بها، سمعت والدها بركات يقول لآدم:

” لن أنسى ذلك اليوم الذي ماتت فيه نوران أبدا، ولن أنسى تلك الطريقة التي قتلت بها “

دنت من والدها وألقت التحية عليهما، تفاجآ من وجودها بقربهما دون دون أدنى شعور منهما بوجودها، فنظر "بركات" إليها بتوجس، لكنها غضت مسامعها و ادعت أنها لم تسمع شيئا، ثم قالت لأبيها و هي تمد يديها إليه ممسكة بالزجاجة:

- أبي، أأعطها له رجّاءا، و أخبره أن.. أن يحتفظ بها...

شعرت بالارتباك و التوتر، ابتسم أبوها و أخذ القارورة منها و ضحك قائلا: 

- ما هذا يا ابنتي؟، هل هي زجاجة عطر؟... هل صنعتها بنفسك؟!

تفاجأت نورجهان من سؤاله الأخير ففتحت فاهها مصدومة سائلة اياه:

- و كيف عرفت أني صنعته يا أبي

ضحك من كلماتها مبتسما ثم أجابها:

- أَتَخْفَى عنّي هواية أمك التي كانت تمارسها منذ أن تزوجنا و التي ورثتها عنها؟!

ابتسمت بحزن ثم غادرت بدون أن تقول شيئا، كانت تفكر بما سمعته من والدها،

” لن أنسى ذلك اليوم الذي ماتت فيه نوران أبدا، ولن أنسى تلك الطريقة التي قتلت بها “،

ظلت تتذكر هذه الكلمات و هي تتساءل في نفسها:

- ماذا يعنيه هذا، كيف ماتت؟... قتيلة؟، و لكن قال لي أبي أنها ماتت بسبب مرض أصابها... صحيح!..

و لنا من الحياة هدفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن