رغمَ كل ما شعرت بهِ تجاهك من حب
ورغم كُل ما فعلته من اجلك ، لَم يجمعنا الواقع في مكانٍ واحد
بل لم يجمعنا تحت سماء مدينة واحدة حتى ، ربما ليس هذا التقدير الالهي
ربما حُبَكَ لي لم يكن كافياً
ربما لم تشعر اني جديرة بالحب او لم تشعر بالحاجة لفعل شيءٍ بسيط تجاهي ،
دائماً كان تركي في منتصف الطريق سهلاً بالنسبةِ اليك ، اما انا فلم ادرك أن حبك لي كان كذبة الا بعد فوات الاوان ،
بعد ان تبلدت مشاعري من الالم ،
لم يكن سهلا ان اقاوم كل هذا الالم وحدي ، لكن الله يعلم انني قاومت ،
لقد غادرت روحي من جسدي عدت مرات
لستُ اعلم كيف لم امت لكن شعرت برحيلها مئات المرات
شعرت بألم الموت مئات والاف المرات ، لكنّي في النهاية
لم أمُت ،
ربما لستَ بِتَلك الشجاعة لنجتمع مرةَ اخرى ،
لكن خيالي سيجمعنا .نون هو حرفي الاول وحرفُكَ والاخير ،
ما ابتدأ بهِ انا وتنتهي به انتَ
نقطة لقائنا الوحيدة .....................................................................
ركضتُ كثيراً حتى اصبحت لا اشعر بأقدامي من كثرة الركض انفاسي اخذت تنقطع ، يجب ان اتوقف لكن ماذا ان امسك بي ذلك الوحش ، ماذا ان لم استطع الهروب منه مجددا ،
اخيرا في وسط كل ذلك الظلام هناك بيوت استطيع الاختباء خلفها
ركضت متجهة نحو احد تلك البيوت التي كانت على مقربة من بيتنا القديم ، دخلت حديقة المنزل بعد ان قفزت من ذلك السياج القصير الذي يحاوط البيت كأنه احد وسائل الامان
مشيت بخفة واختبأت تحت نافذة كبيرة بين جدارين خارجيين للبيت ، سحبت انفاسي بقوة اخيراً
ارتميت بعدها على الارض اذ لم يسعفني جسمي على الجلوس من شدة التعب ،
دب الفزع في جسدي مرة اخرى بعد ان سمعت اصواتهم تتعالى صارخة بأسمي
نوليتا ... نوليتاا .... نوليتا ..
كان جيشاً من الرجال يجول القرية بحثاً عني
اغمضت عيناي بشدة من شدة الرعب الذي اجتاح قلبي ، شعرت بيدٍ توضع على فمي بقوة من جهة النافذة جحضت عيني بقوة حاولت الصراخ بشدة لكن لم استطع
حملني من الارض بخفة وهمس في اذني
_ (( لا تخافي سيدتي ، لن يجدكِ احد ))
سأرفع يدي عنكِ ببطئ لا تصرخي كي لا يسمع جيش الرجال المنتشر في الارجاء ، رفع يده ببطئ عني اخذت بعض الانفاس المتقطعة ثم سحب يدي وقفزنا من النافذة الى داخل البيت ،
اغلق ذلك الملثم النافذة واغلق الستائر بسرعة ثم استدار نحوي بينما كنت في حالة رعبٍ وذهول ، اقترب قليلا وهو يحدق بي بعينيه الفاتنة ثم نطق سائلاً
_ هل انتِ بخير ؟
بينما كنت افكر هل رأيت شيء جميلاً لهذا الحد من قبل !! نطقت اخيراً
+ نعم ..... انا بخير
من انتَ ؟
قال بينما هو يفك لثامه عن وجهه متجهاً نحو بابٍ مغلق
_ إليون ، انا مالك هذا المنزل ، يمكنكِ البقاء في هذه الغرفة ، سأتأكد من رحيل مَن في الخارج الان ، ثم نتحدث عن سبب اختبائكِ في حديقة منزلي فيما بعد
+ لماذا ؟ ، لمَ تساعدني وانت لا تعرف من اكون حتى !!
_ ليس من الصعب معرفتكِ يا انسة نوليتا ، المهم انقاذكِ
قال جملته الاخيرة وخرج من البيت .
شعرت بدفئ البيت قليلا بعد خروجه رحت اتجول قليلا في البيت بينما انا كذلك سمعت صراخ الرجال خارج المنزل
من بينهم كان صوت والدي يصرخ بشدة وكأنه يتشاجر مع احدٌ ما اقتربت قليلا من النافذة واسترقت النظر
رأيت والدي ومجموعة الرجال حوله يتشاجرون مع ذلك الفتى الذي استضافني في بيته
ركضت الى الغرفة واغلقت الباب نظرت حولي لم اجد مكاناً جيداً لاختبئ فيهِ غير خزانة كبيرة تتكئ على حائط الغرفة
اغلقت باب الغرفة وركضت نحو الخزانة فتحت الباب وجلست داخل الخزانة ،
اخذت التقط انفاسي ببطئ لِ الا يسمعني احد او يشعر بوجودي هنا ،
بعد مدة من الزمن سمعت صوت إليون ينادي بهدوء
_ نوليتا اين انتِ !!
لم استطع الخروج من الخزانة خوفاً من وجود احد اخر معهُ ،
لكنه سرعان ما فتح الخزانة وقال ضاحكاً
_ اخرجي لقد ذهب الجميع
+ اا اين ؟ ... اين ذهب الجميع ؟!
_ يبحثون عنك في القرى المجاورة كما اخبرتهم
+ لكن لماذا تساعدني ؟؟ مَن انتَ ؟؟ كيفَ تساعدني من دون ان تعرف ما اصابني ومن ماذا اهرب !
_ على مهلكِ انستي هل عليَ اجابة كل هذه الاسئلة دفعة واحدة !
+ بالتأكيد
_ حسناً ، اعرف اسمكِ الا يكفي ؟
اقتربت منه قليلاً ضيقت عيني وانا انظر اليه وقلت بشك
+ لاا ، اخبرني كيف تعرفني الان ولمَ تساعدني
_ هههههههههههههه حسناً سأُخبركِ ، في الحقيقة لا اعرفكِ جيداً ، لكن سمعت صوت جيش الرجال الذي كان يصرخ في الخارج بحثاً عنك ورأيتك عندما خرجت لأرى ماذا يحدث ، لم استطع ادخالكِ الى المنزل من الباب لان السياج قصير كان بأمكانهم رؤيتكِ ، ادخلتكِ من النافذة
اما باقي الحكاية سأسمعها منكِ ان كنتِ تريدين ذلك بالطبع !
+ حسناً بصراحة يا سيد إليون كلامك ليس مقنعاً ، لكن لا بأس سأمثل اني صدقت ، وبصراحة اكثر انا لا اثق بكَ كثيراً لذا لا يمكنني اخباركَ اي شيء عني انا اسفة ،
اطلق ضحكته الجميلة تلك ثم قال
_ كيف لا تثقين بي وانتِ تبقين في منزلي !
ثم ضحك مرة اخرى
+ حسناً هذا ليس موضوعنا الان ، لن بقى هنا اساساً
سأخرج بعد قليل .
_ اين ستذهبين في هذا الظلام الحالك ؟؟
+ سأذهب حيث يأخذني الطريق
_ لا يمكنكِ الذهاب الان ربما يجدونكِ
+ لا تقلق لن يجدوني ، وان وجدوني في الصباح فلا بأس بذلك
_ كيف لا بأس ! لمَ تهربين اذاً ؟
نظرت له مستغربة لكثرة تدخله ، رفعت حاجبي بأستغراب ثم قلت
+ لمَ كُل هذا التدخل ؟
_ ولماذا كل هذا العناد ؟
+ يا لكثرة اسألتك ايها الغريب ، كلما ظننت اني انتهيت من سؤال حتى تسأل سؤال اخر ،
قلت وانا ذاهبة نحو الباب رافعة قطعة القماش الكبيرة التي كانت على كتفي لاضعها على رأسي ،
+ اما الان فشكرا لحسن الضيافة ، اتمنى ان يكون لقائنا القادم افضل .
فتحت الباب بسرعة وذهبت دون ان اسمع جوابه .
كانت القرية غارقة في الظلام لا يضيئها سوى فوانيس اضوائها خافتة مشتعلة عند ابواب بعضها وقليلٌ من ضوء القمر الساقط عليها ، اخذت نفساً عميقاً ثم تقدمت قليلاً الى الامام ، حاولت الخروج من القرية لكن استوقفني التفكير قليلاً اين سأذهب ؟؟
نظرت حولي لعلي ارى شيء ينقذني من سوء هذه الليلة ، فرأيت ما ينقذني حقاً ،
منزلنا القديم !!
ركضت بسرعة نحوه قبل ان يأتي احد ويظن اني لصة
كان الباب قديماً ويسهل فتحه من دون مفتاح ، دفعته بقوة ودخلت الى البيت ،
كان باردا جداً ويملؤه الغبار لحسن الحظ كان هناك فانوس قديم وبعض اعواد الحطب القليلة ،
حاولت اشعال النار في المدفأة لكن دون جدوى حاولت مرارا لكنني لم انجح في ذلك
جلست على الارض متكأة على المدفأة ضممت اقدامي الى جسمي واسندت رأسي عليها لعلي ادفأ قليلا ،
اصبحت رئتاي لا تسحب سوى هواء ممزوج بالغبار ، وضعت ردائي على انفي عله يبعث الي بأنفاس صافية غير ممزوجة بالغبار ، بينما انا هكذا سمعت طرقا خفيفا على الباب رفعت رأسي واذا بي ارى ذلك الغريب الذي انقذني قبل قليل حاملا معه فانوس وبعض الحطب نهضت من مكاني بينما هو يتقدم بأتجاهي ،
+ لن تتركني اليس كذلك ؟
- وهل من الشهامة ترككِ في هذا المكان البارد المغبر لوحدكِ !
+وهل بقى امر انقاذي عليكَ انت ؟
- وهل من احدٍ غيري هنا ؟
قال جملته الاخيرة بينما هو يضع الحطب ارضاً قرب اقدامي
ثم نظر حوله حاملا الفانوس واتجه نحو طاولة قديمة يملؤها الغبار واضعاً الفانوس عليها ليضيئ المكان بشكلٍ افضل ، ثم عاد الى الحطب وضع بعض الحطب داخل المدفأة واخذ يفرك خشبة بأخرى ليشعلها
لقد نجح بالفعل اشعل الخشبة ثم رماها في المدفأة فاشتعل باقي الحطب ابعد باقي الحطب الى الجانب ثم جلس قرب المدفأة رفع رأسه ونظر الي ثم قال :
- هل ستراقبيني طوال الليل ام انكِ ستجلسين قليلاً ؟
جلست الى جانبه يفصل بيننا بضع خطواتٍ قليلة ، ركزت انظاري على نيران المدفأة حتى كسر صوته الصمت الذي بيننا قائلاً
- ماذا فعلتي حتى اصبح الجميع يركض خلفكِ !
+ تمردت على التقاليد يا سيد إليون
- كيف ؟
+ انها حكاية طويلة لا اريد الحديث عنها .
بينما نحن نتحدث سمعت صوت الخيول مجددا وهذه المرة كان الصوت سريعاً جداً
نهضت فازعة ابحث عن دلو ماء اطفئ به النار حتى لا يرونا لكن لا فائدة ليس هناك قطرة ماءٍ في البيت حتى اقتربت بسرعة من نافذة البيت لعلي ارى فرصة للهروب لكن لا فائدة لقد رأى والدي دخان المدفأة والمكان محاصر بجيش الرجال امسك اليون بيدي من الخلف وتقدم بي نحو الباب حاولت دفعه ولكن من دون فائدة ، لم افهم لم فعل ذلك !!
انفتح الباب بقوة ودخل والدي برفقة ذلك الوحش الذي كانت تعلو وجهه ابتسامة ساخرة الى المنزل ،
سرعان ما تقدم بي اليون ونطق
- اعتقد ان هذه هي الفتاة التي كنتم تبحثون عنها سيدي
اخذ ابي بيدي وشدني بقوة خلفه صارخا
- شكرا ايها الفتى الغريب
بينما اخذ إيريس الوحش يرمقه بنظرات مخيفة وما لبث الا بضع ثواني حتى اتى خلفنا تاركا اليون مكانه ،
ربط احد الرجال يدي بالحبال حالوت جاهدة ان افلت يدي منه لكن دون جدوى صرخت فيهم اني لا اريد الزواج من هذاا الوحش ولكن ايضا ذهب صراخي سدى
فلم يرد احد علي او يعيرني انتباه
سحبني ايريس خلفه واركبني على الحصان واخذ يسحب الحصان من الحبل المربوط بهِ قاومت كثيرا من غير فائدة تذكر ، تعالت صرخاتي مجددا ولكن لا فائدة ايضاً
نظرت خلفي رأيت اليون واقفا عند باب المنزل يراقبنا بنظراتهِ صرخت فيه سأنتقم منك يا اليون .
اشحت وجهي بعداً عنه وجلست افكر عن خطة للهروب مجددا من هذه الليلة المشؤومة لا اخفي انني اشعر بالاحباط جدا ، وكأنني لا استطيع الهروب من قدري السيء هذه الليلة
بدأ ظلام الليل يشتد اكثر حتى سمعت صراخ والدي قائلا
- اسرعو فالليل بدأ يشتد سيختفي القمر بعد قليل
كان الجيش يحاوطني من كل مكان ليس لدي اي فرصة للهروب ،
وصلنا الى القرية وكان الجميع ينتظر قدومنا
كان الحكيم جالساً على عرشٍ كبير وسط القرية يتوسط الناس الواقفين من حولهِ وقف عند رؤيتنا مبتسما ثم قال اخيرا :
جهزو العروس بسرعة وانا سأحضر سيف الحكيم المبارك
قبل اختفاء القمر
حملني اريوس من على ظهر الفرس واخذني بيده الى الخيمة اخبر مجموعة النسااء التي كانت تستعد لتجهيزي مهدداً بأن لا يتم فك الحبل من يداي ، ثم خرج من الخيمة
اخذت اثينا العجوز تفك وشاحي عني لكي تتمكن من وضع الوشاح المبارك الذي يتم وضعه لكل عروس يتم زواجها في ليلة مقمرة كهذه، ما هي الا بضع دقائق حتى سمعت اصوات الناس تتعالى بالصراخ خرجت جميع النساء من الخيمة وخرجت معهم راكضة لارى حرقاً كبيرا في طرف القرية هب الجميع مسرعا ليطفأ الحريق قبل ان يلتهم جميع المحاصيل القريبة منه حاولت التخلص من الحبال التي تربط يدي لعلي احمل الماء معهم لاطفاء الحريق لكن ، شعرت بيدٍ توضع على فمي وتسحبني خلف الخيمة هذه المرة لم استغرب ولم اصرخ اصبحت اعرف جيداً يد من هذه سرعان ما همس في اذني
- انا اليون سيدتي سأنزل يدي ان لم تصرخي
انزل يده وادارني نحوه بسرعة محاول فك وثاقي بسكينٍ صغير قطع الحبل فعلاً وامسك يدي وركضنا بعيدا من خلف القرية كان هناك حصان بين الاشجار ينتظرنا كنت اتلفت يمينا ويسارا اثناء ركضي خوفا من ان يمسك بي احد مجدداً
اركبني اليون الحصان ثم ركب خلفي وانطلق الحصان مسرعاً بعيداً عن القرية بأتجاهٍ مجهول ،
بعد بضعة دقائق من هروبنا وصلنا الى بحيرة كبيرة تحيطها مرتفعات خفيفة واشجار متفرقات ، كان الهواء اكثر برودة فيها
اوقف اليون حصانه ببطئ واخذ يلتقط انفاسه بعد ان نزل عن ظهر الحصان ثم ابتسم قائلاً
- ها انا استغل موهبتي التي طورتها منذ الصغر في انقاذكِ مجددا ايتها الانسة
وقلت انا الهث
+ وما هي موهبتك ؟!
- اشعال النار
ثم ضحك واتجه نحو احد الاشجار ساحبا الحصان معه ليربطه هناك ،
نزلت من الحصان واتجهت نحو صخرة كبيرة الحجم قرب البحيرة جلست عليها اتأمل في كل شيءٍ حولي حركة امواج البحيرة الخفيفة وصوت اوراق الاشجاء والاهم من ذلك النسيم الذي كان يهب بلطف حاملاً خصلات شعري بعيداً عن وجهي
تسلل ايليون بخفة من خلفي حتى انتهى الى جانبي قال والحماس يعلو وجهه
- نعم يمكننا اكمال الحكاية الطويلة الان !
+ لمَ فعلتَ هذا ؟
- ماذا ؟
+ لمَ سلمتني لهم بيديك ثم انقذتني وكيف احترقت القرية
- لم اكن اريد تسليمكِ لهم لكن لم يكن لدينا حل اخر ، كان علي ان ابدو بريئاً ومطيعاً امامهم لاستطيع تتبعكِ وانقاذكِ في ما بعد ، استخدمت موهبتي في اشعال النار بعد ان ادخلوكِ الى الخيمة لتجيهزكِ ، ولكن لا تقلقي اشعلتها قرب البئر سيطفئونها بسرعة ، وها انا الان متشوق جداً لسماع حكايتكِ العظيمة سأنفجر من الفضول انستي ،
ونظر اليّ مبتسما فأبتسمت انا الاخرى ثم صمت قليلا لاجمع افكاري
وبدأت بقص حكايتي ........