+ كان سكان القرية القدامى ينتظرون دوماً قدوم حكيم جديد الى القرية ، ليحكم القرية ، ويتم منحه العلم والمعرفة التي ينفع بها الناس
ويتم تدريبه على القتال والدفاع منذ صغره ليكون جديرا بمهمته ،
- وكيف تقومون بأختيار الحكيم أهو بالتصويت او ما شابه !!
+ طبعا لا ليس كذلك
يقوم حكيم القرية كل ٣ سنوات وفي ليلة اكتمال القمر تحديداً بأختيار شخصين ليتم الزواج بينهما حيث تتم طقوس الزواج على سفح البركان
يقوم الحكيم بجرح يد كلٌ منهما حيث تسيل دمائهما على البركان واذا ظهرت علامة السيف على البركان فهذه علامة على ان مولودهما سيكون هو حكيم القرية ،
اما اذا لم يظهر السيف فأنه يتم قتل الزوجة بعد انجابها طفلها الاول ويتزوج الرجل مرة اخرى متى شاء ، اما اذا ظهرت العلامة فأنه لن تتم طقوس الزواج هذه الا بعد ان يصبح الحكيم الجديد بعمر ٣٥ عاما حيث تبدأ طقوس البحث عن الحكيم الجديد مرة اخرى ،
- هذا سخيف للغاية لمَ يتم قتل الزوجة وترك الاطفال !!
+ نعم يا سيد إليون هذا سخيف للغاية لكنها تقاليد قديمة حاولت القضاء عليها لكن دون جدى ، كيف استطيع وحدي القضاء على العادات المتجذرة كجذور الشجرة القديمة في هذه القرية !!
- بصراحة ، يجب عليكِ التفكير كيف تنقذي حياتكِ من الان فصاعداً بدلا من انقاذ القرية
ضحكت على طريقته في قول جملته الاخيرة واردفت قائلة ؛
+ لا تقلق انهم لن يقتلوني ، سأحصل على عقاب فقط ،
- هذا رائع لان القرية تحتاجكِ ايتها المنقذة
قال جملته واشاح وجهه بعيدا وضحك ضحكة خفية
لم اهتم كثيرا لما يقول انا فقط اشعر بالبرد الشديد والتعب ايضا
القى إليون نظرة خاطفة عليّ ثم اخذ يجمع بعض الاغصان قرب الاشجار البعيدة ،
اقترب بعد دقائق ليست بالقليلة ثم رمى حزمة الحطب على الارض وقال ،
- لقد استنفذت مواهبي الدفينة اليوم ،
اطلقات ضحكاتي واقتربت من النار التي اشعلها سيد المواهب الدفينة لأدفئ قليلاً ، عم الصمت بيننا لدقائق معدودة ثم سألت
لمَ تساعدني وانت لا تعرفني ! ولمَ سلمتني لهم واخذتني مرة اخرى !
- بصراحة لاني كنت اشعر بالملل وليس هناك ما افعله
فقررت ان اساعدكِ واخوض بعض المغامرة لاقتل الملل ، ثم ان والدكِ فاجئنا برجوعه الى القرية خفت ان يأخذونا معا ثم يزوجوني بفتاة من القرية بمناسبة يوم الزواج العالمي لديكم ،
اضحكني تفكيره جدا حتى كدت انسى الايام السيئة التي تجتاح حياتي ، قلت ممازحة
من الان وصاعدا احذر الاقتراب من القرية ، ان علمو انكَ انت من ساعدتني على الهرب سيقتلونكَ حتماً .
لم يعلق اليون على كلامي اكتفى بالاتبسام وساد الصمت بيننا مجددا ،
بعد فترة من الوقت ليست بالكثيرة اشرقت الشمس اخيرا، اعتقد انه يمكنني العودة الى بومبي الان قلتها بصوتٍ عالي
- ماذا عن القبيلة الن يحاسبوكِ على ما فعلتي ؟
سيحاسبونني بالطبع لكن لا بأس لا يمكنني البقاء بعيدة عنهم ، يكفي ان الليلة المقمرة انتهت من دون ان اتزوج اريوس .
التفتت خلفية القي نظرة على طريق العودة ثم توجهت نحو الاشجار الكثيفة حيث اتينا ، اوقفني صراخ اليون حين قال :
- هل اوصلكِ ايتها الهاربة !
قلت دون التفت :
لا سأذهب وحدي شكرا لك .
عدتُ الى القرية وحدي نظرت اليها من بعيد رأيت بعض البيوت محترقة من الخارج لكنها تبدو جيدة اي يمكن العيش فيها ، وقليلة احترقت بالكامل كان الجميع متجمع حول البيوت ، تسللت ببطئٍ نحو المنزل فتحت الباب ودخلت مسرعة اغلقت الباب خلفي والتفت لادخل لكني تفاجئت بأن والدي يقف امامي وهو غاضبٌ جداً
تقدم نحوي وقال
لمَ هربتي وخالفتي اوامر الحكيم !
ثم صرخ قائلاً :
هل تعلمين انه يستطيع قتلكِ الان !! من دون ان اي تردد
تراجعت للوراء بخوف ثم قلت بتلعثم ابي ارجوك
ماذا لو لم اكن انا العروس المنتظرة ماذا لو لم استطع ان الد الحكيم هل تريد ان يقتلوني بعد ان انجب طفلي !!
هل تريد ان يبقى طفلي وحيدا مثليي !! ان اموت الان خيرٌ من ان اترك طفلي وحيدا بين عادات غريبة ، ارجوك يا ابي انت تستطيع الحديث معهُ وتخبره ان لا يقتلني ،
انزلت عيني ببطئ وقلت ؛
ولكن اذا كنت تريد موتي فلا عليك سأقبل بالعقاب الذي تريده انت .
توجهت نحو غرفتي تاركتاً ابي مع صمتهِ
نمتُ على سريري لقد كان يوماً متعبا
لعلي اخذ قسطاً من الراحة قبل ان يكتشف الحكيم وجودي هنا ، اغمضت اجفاني وغرقت في بحر احلام اليقضة ، كم مرة رأيت نفسي اعيش حياة هادئة وجميلة في هذه القرية ان اتزوج من اريد لا من يريدون ذهبت في نوم عميق وانا كذلك ، ما هي الا بضع ساعات حتى فتحت عيناي على صوت طرق الباب قمت من مكاني فازعة اظن الوقت حان اظني سأموت !!
فتحت الباب ورأيت ادورا
تنهدت قليلا براحة ثم قلت هذه انتِ !
ظننت انه الحكيم
ادورا: في الحقيقة الحكيم هو من ارسلني لكي يا نوليتا ،
نظرت بحزن ثم قالت
لمَ فعلتي هذا !! لم هربتي ! كان من الافضل لو انكِ تزوجتي اريوس لعل مولودكما هو الحكيم القادم ماذا سيحدث لكِ الان يا نوليتا ،
اشاحت بوجهها بعيدا وهي تمسح الدموع من وجنتيها ،
ادورا هي صديقتي المفضلة يحزنني ان اراها هكذا لكن ما باليد حيلة ،
نوليتا : لا تقلقي يا ادورا لن يحدث ما هو اسوء من الزواج اطمئني ،
خرجت مع ادورا وتوجهنا نحو المكان الذي يجتمع فيه الحكيم مع سكان القرية اقتربت من الجميع وسط انظارهم المتوجهة نحوي ، وقفت امام الحكيم منتظرة حكمه علي
وقف الحكيم واقترب مني قليلا ثم قال
- تعلمون جميعا بأن نوليتا خالفت اوامري ، وهربت في الليلة التي يجب ان يُقدم فيها دمها قربان الى البركان لكي نرى ان كانت ستلد حكيم جديدا لهذه القرية ام لا ، وتعلمون جيداً ان الحكيم هو فقط من يستطيع الدفاع عن القرية وسكانها
اي انكم حتما ستواجهون الخطر بعد رحيلي ،
رأيت نظرات الجميع قد تغيرت واصبح الكل مستاء مني بعد هذا الكلام حتى نطق الحكيم اخيرا بالحكم وقال :
انتِ لن تموتي لكن ستعملين عوضاً عن كل الاناث في القرية الى ان يولد الحكيم الجديد ولن تتزوجي ابداً حتى بعد موتي !
...................................................................