جنازة | Funeral

74 6 0
                                    

كنت جالسة في انتظار شيئين ، اولا اتصال من امي حتى تؤكد لي ان كل شيء بخير و ان السائق سيأتي ، و ثانيا مارك حتى يعود من العمل

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كنت جالسة في انتظار شيئين ، اولا اتصال من امي حتى تؤكد لي ان كل شيء بخير و ان السائق سيأتي ، و ثانيا مارك حتى يعود من العمل.

فتح باب المنزل ليدخل مارك و معطفه في يده ، لا اظن انه توقع وجودي لهذا توجه نحوي مباشرة ملقيا التحية ، سأل كذلك عن سبب وجودي و اخبرته بكل بساطة انه لم يصلني اي اتصال او خبر.
جلس هو كذلك يحكي لي عن ما مر معه في اليوم موضحا انه التقى بوالده ليرمي عليه بعض الكلام و يرحل مجددا.
كان يبدو عليه الانزعاج ، و لم اتردد في سؤاله على الاطلاق ، لكن ما كان يزعجه لم يكن بوالده ، بل كان رحيلي ، لطالما كان مارك شخصا شفافا معي دون اي سطحيات ، و هذا ما فعله بالضبط حينها ، حين اخبرني انه يتمنى لو انني لا ارحل و ابقى معه ، لم يترك لي فرصة حتى اتكلم ، و ربما كنت احتاج اكثر من فرصة نظرا للكلام الذي علق في حنجرتي مسببا حرارة في وجهي ، كانت يداه محيطة وجهي و ربما لو حدث ما حدث لما قاومت ، في النهاية هذا ما كنت اريظ قوله كذلك لكن لم يسمح لي الوقت و الظرف ، اذا باتصال يقاطع الموقف ، و لم اشعر بنفسي الا و انا اسحب وجهي من يديه و اضع الهاتف على اذني منتظرة صوت امي ، لم تكن امي ، كان صوت رجل مألوف و الذي كان خادم امي الخاص ، كان يتحدث بنبرة مرتعشة ، التعب و الحزن يغشى صوته و هو يتمنى لو يقطع الاتصال في وجهي و يحفر لنفسه حفرة ، لم يعد يحتمل السطحية و التهرب ليسكب علي الخبر كالماء الحار ، شعرت بأن احدا سحب مني فجأة كل الطاقة التي كانت في جسمي تاركا بعضها لقلبي كي يخفق و لعقلي كي يستوعب ، و كل ما اتذكره هو الظلام ، لا اعلم ما حصل ، لكنني لا اذكر شيئا بعد الخبر سوى الظلام.

استيقظت و كان الوقت ليلا ، مارك جالس عند رأسي و عيناه منتفختان ، يبدو كأنه كان يبكي لمدة طويلة بينما كنت انا مغشيا علي ، رمشت لبعض الثوان و اعتدلت في مكاني بما كان في جسمي من قوة بعد ان عطف علي مارك و لم يتركني على الارض مرمية ، دمعة واحدة نزلت ، و ما تلاها كان صراخا و انينا ، حاول مارك بكل قوته ان يعانقني و يجعلني اتمسك بالوعي و الصبر ، اي صبر و اي سلوان سيزورني بعد الفاجعة ، للتو كلمت امي و كانت احسن مما كانت عليه ، و الان هي ميتة بسبب الوباء ؟ بهذه السرعة !

OBSESSIONحيث تعيش القصص. اكتشف الآن