• قبل بداية كتابتي هذه الرواية أو القصه أو الكتاب أو اياً كانت دعونا نتفق أن كل ما فيها خيالي و أن جميعها من نسج الخيال ، و ايضاً لِكُلاً منا وجهة نظره في محتوى هذه القصه، لا أطلب منكم تصديق كلامي أو الأقتناع بوجهة نظري فكل له حقه في التعبير و له حرية الرأي ، و شكراً .
لي سو مين .
.................................الجميع يتحدث عن الشياطين و العالم السفلي .
لكن هل أحد منهم يعرف معنى الشياطين و العالم السفلي ؟!
في حقيقة الأمر أننا لا نعلم شيء عنهم و ما نعلمه لم يكن الا جزء بسيطاً مما اوحى الله تعالى على نبيه محمد ﷺ و لكن هناك بعضٌ من الناس الذين يألفون القصص و ينشرونها على أنها حقيقه .
في الحقيقة أنا شيطان مؤمن أو بالأصح جِن مسلم فـ مصطلح الشيطان يدل على الجن الكفار الذين يعصون الله و يخالفون اوامره و عالمنا ليس أفضل حالاً من عالم البشر حيث أن الغدر و القتل و التفاخر بالأحساب و الأنساب منتشر هنا أيضاً .
في أحد جولاتي في عالم البشر وجدت أنسية عند أحد المشايخ يقوم بالبصق عليها و ضربها و كويها متحججاً أنها ممسوسة و في حقيقة الأمر كان كل ذلك الصراخ هو صراخها من شدة الآلام التي تواجهها مع هذا المتمشيخ المتخفي خلف ستار الدين بتلك اللحية الطويلة التي تكاد تكون أطول من ثوبة المخزي ، أنا في الحقيقة في كل جولة لي في عالم البشر أجد من هؤلاء كثيراً و لكن هذه الأنسية لفتت انتباهي لأنها لا يكاد عمرها يقارب الـ 14 عاماً و هي تعاني بسبب هذا المنطق الأهوج الذي أخترعه بعض المتمشيخين أو بالأصح المختلين الذين أقنعوا الناس به حيث أنهم في الحقيقة يقدمون لك الألم و المعاناة و الضغوطات النفسية التي تكاد أن تجعل منك مريضاً نفسياً بجدارة مقابل سيول من الأموال التي تتدفق عليهم من خلف إيلام الناس و أوجاعهم .
لكن المستفز في الأمر ليس فقط أنهم يأخذون الكثير من الأموال بل ايضاً يصعب عليك مقابلتهم فتضطر أن تدرر عليهم المزيد من الأموال لتستطيع مقابلتهم للبصق عليك و تعذيبك ، يعذبونكَ و يسرقون منك أموالك !
عالم عجيب !
تشكلت بشكل إنسي لأستطيع أن اوقف عذاب تلك الفتاة التي تترجاه ان يتوقف عن ايذائها و هو يصرخ بينما يقول بعض الكلام غير المفهوم تارة و تارة أخرى يصرخ بـ أخرج بينما تلك الفتاة تتعذب بسببه و بسبب جشعه للمال ، تستنجد بأحد لكن لا مجيب ، حتى دخلت عليهم و أخذتها من بين يدي ذلك المتمشيخ الذي صرخ عليّ قائلاً :
أتركها فـ هي ممسوسة .
فألتفت اليه و على وجهي ابتسامة متقززة :
لا أحد ممسوس هُنا غيرك .
و تركته و تجاهلته هو و صراخه و ذهبت و أنا أسحب تلك الفتاة معي .
بعد أن خرجنا من ذلك المكان الموحش بينما تلك الفتاة تنظر حولها برعب ملئ ملامحها و ترتجف بقوة فأخرجت من جيبي منديلا و أعطيتها لتمسح به وجهها و يديها من بصاق ذلك المختل ثم أردفت قائلاً محاولاً طمأنتها :
أنتِ الأن بخير ، لا تصدقي هذا المتمشيخ إنكِ لست ممسوسة ... و لا شيء فيكِ سوى العافية .
لتردف تلك الفتاة بنبرة مهزوزة :
من أنت و لما تهتم لأمري ؟
لأبتسم لها ثم أردف :
أنا مجهول ، أنقذتكِ من يدي ذلك المتخلف .
لأراها بدأت بتقشير جلد يديها و حكه بقوه غير أبهة لتلك الدماء التي تسيل من يديها و تارة تقوم بعض يديها بقوة و تارة أراها تحاول أن تخبئ نفسها ، و بـ ردة فعلها هذه عرفت فعلاً أنه قد أدخلها في حالة نفسية مستعصية بالفعل فلم أجد خياراً غير أن امسك يديها و أقوم بمسح الدماء التي خرجت منهما و اردف :
أين منزلكِ ؟
لكنها لم تُجب ، فأعدت السؤال عليها و لكنها تنظر لي و كأنها تسمعني و لا تفهم ما أقول فأعدت السؤال للمرة الثالثة فنظرت الي و قالت :
ليس لدي منزل ، أنا يتيمة !
فسألتها :
مع من تعيشين ؟
فقالت :
جدي اليوم توفي و الأن أنا بمفردي !
كانت تتكلم بينما يظهر من وجهها أنها تعاني فزفرت بـ قلة حيلة فأردفت قائلاً لها :
سأكون والدكِ ... هل ستأتين معي ؟
لكنها بدأت بمحاولة تغطية نفسها من جديد و لكن هذه المرة تصرخ و تقول :
أنا لا أريد أن يتم البصق علي و ضربي أرجوك !
فحاولت أن اهدئ من روعها فأعتقد ليس قليلاً ما فعل بها هذا المختل ثم اردفت بنبرة حنية :
لا تخافي سأخذك معي سأعتني بكِ و لن أجعل أحد يمسكِ .
فهدأت قليلاً و أقتربت مني محاولة تغطية نفسها بي من ذلك المنزل الذي أصبح كابوساً بالنسبة لها لأمسك بيدها و أنتقل من هذا العالم الموحش بالنسبة لها لعالم موحش أخر و لكنه أرحم من ان تبقى معذبة بهذه الطريقة في عالمها .
في الحقيقة لم أخبرها اين نحن و هي لم تسألني بالأساس فتوجهت أمشي في أنحاء منزلي الكبير الفارغ لأتوجه الى أحد الغرف و أدخل بينما هي تتبعني بينما لا تزال يداها تنزفان لأردف :
أجلسي هنا حتى أتي حسناً ؟
لكن لا تتجاوب معي لأعيد كلامي مرة أخرى و لكنها ايضا تنظر لي بصمت لأعيد كلامي للمرة الثالثه و أخيراً أومئت لي بالموافقة لأتركها و أتوجه لأحظر بعض الضمادات التي أخذتها من عالم البشر و ارجع الى الغرفة التي أدخلتها فيها و هي ما زالت في مكانها واقفة و لا تتحرك لأمسكها و اجلسها على أحد الكراسي في تلك الغرفة و أقوم بتطهير جروحها و تضميدها بينما هي تنظر لي بصمت و لا تتحدث و لا تتألم بسبب المعقم ، بل صامته و هادئه و كأنها متيقنة اني اساعدها .

أنت تقرأ
ألحان الشيطان
Fantasyعالم مخيف ... أنقذتها من عالم مخيف ... تفكير متخلف ... عقل لا يعقل و أذن لا تنصت ... ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ وحوش على هيئة بشر ... أنسان على هيئة وحش ... هناك فرق بينهما ... ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ عالم متوحش ... هذه هي ... ~...