٢بارت

1.8K 16 1
                                    

في الديرة كان واقف ضيدان ومشمر اكمامه والشماغ على كتفه ويناظر لابوه اللي واقف مع الرجال يزكي ويجهزون للعزيمة وليالي شتاء الباردة و اجواء الديرة الليله غير بمناسبة جمال وعبد اللطيف راجعين من امريكا سافروا لاجل دراسة بناتهم وعشان شغلهم واصلهم ساكنين في جدة والان جاين القرية عند اخوهم مر وقت طويل وسنين طويلة ما شافوا بعض ولا تجمعوا لاول مره يجون بعد عشرة سنين يلتقون ،
بهاج كان واقف مع حسين عند النياق وضيدان يراقب ابوه نزل نظره من رن جواله و رد : هلا اميمتي ،
ام ضيدان : يا امي وينكم واحد منكم يجي يساعدني كلكم يم ابوكم وانا لوحدي مو قادره الحق على شيء بيجون الناس الحين بيضحكون علينا يا ولدي ،
ضيدان بضحكه : محد بيضحك عليتس الان جايتس ركض ،
ام ضيدان ابتسمت : يلا لا تتاخر احتريك انا ، ضیدان هز راسه وقفل الخط وناظر لابوه و رفع كفه لاخوه بهاج من بعيد
ياشر له ، توجه له بهاج باستغراب : وشفيك تلوح ؟ ضيدان : انا رايح يم امي بالله خلك عند ابوي بيحتاج شيء يمكن
بهاج هز راسه از هلني ، ضيدان ابتسم ومشى للبيت نزل راسه لاجل يدخل الباب لانه طويل و ابتسم وهو يشوف امه بالحوش تفرش السجادة الاحمر
الاجواء باردة بيجلسون في الخارج ،
مشى لها ونطق : بتجلسون هنيا ؟
ام ضيدان : اي انت شرايك؟ ولا ما يناسبهم ؟
ضيدان : والله ما عندي علم بس احسن تسذا عشان الاجواء ،
ام ضيدان ابتسمت : حتى انا فكرت الاجواء براد نجلس هنا ،
ضیدان هز راسه بالايجاب و انحنى يساعد امه بعد دقايق وقف ينفض
يدينه و ثوبه : خلاص بيوصلون وحنا ما تجهزنا ،
ام ضيدان : يا حسرتي صارت الساعة ثمانية يلا يا امي ادخل غير ثوبك وكلم اخوانك يجون يلبسون ثوبهم ، ضیدان هز راسه والتفت للحوش يناظر يمين يسار سكت من شاف الدجاج والديك بالحوش ونطق : وراه ما ذلفوا لبيت الجيران ؟
ام ضيدان : وش حليلهم خلهم ليه نرسلهم لبيت الجيران و زوجة عمك
وبناته ترا قبل كانوا يعيشون بالقرية بيننا ، ضيدان : بس لهم عشره سنين اكيد تغيروا ،
ام ضيدان ابتسمت : والله بخاطري اشوف هالبنات وعسى اخطب وحده فيهم لك او لاخوانك ،
ضیدان بضحكه : صاروا بنات امريكا ماعاد ودهم فينا اكيد ،
ام ضيدان : وش هالكلام اتفل ولا تقول تسذا ،
بهاج انحنى بالارض يغسل يدينه ووقف يمسح على ثوبه وهمس : بدخل
اغير اكيد انهم بالطريق ،
ابو ضيدان : يلا اخلصوا وتعالوا جهزوا القهوة ما به وقت ،
لحقوه حسين و بهاج دخلوا البيت غيروا ثيابهم ، طلعت ام ضيدان بيدها البخور تبخر الحوش طلع ضيدان يثبت العقال
على راسه ومشى عند امه يتبخر فز من سمع صوت السيارة ونطق : وصلوا الظاهر ،
ابو ضيدان مشى من الباب الخلفي بهاج و حسین لحقوه ،
ام ضيدان : انت افتح الباب دلهم هنا اكيد ما يعرفون ، ضیدان هز راسه بالايجاب ومشى فتح الباب ابتسم وهو يشوف ابوه مع اعمامه جمال وعبد اللطيف متجمعين يحضنون بعض و يصافحون ونزلوا البنات لابسين عبايات ملونه والحجاب على راسهم وشعرهم طالعة ، بهاج ناظر فيهم وبقق عيونه بصدمة
كل اللي بالقرية يلبسون براقع وعبايات راس لاول مره يشوف بنات كذا ، الهنوف عدلت الحجاب على راسها ولحقت امها تدخل و ريوف خلفها ضيدان عقد حواجبه من منظرهم و ابتعد عن الباب و رد السلام الزوجة عمه : وعليكم السلام ،
ام الهنوف ابتسمت من دخلت ومشت تحضن ام ضيدان ، الهنوف وقفت من التفتت للبر وشافت النياق و شهقت ونطقت : ايووو ريوف شوفي ،
ضيدان سمعها وضحك ومشى لمخيم الرجال ، دخلوا الهنوف و ريوف والتفتوا يطالعون بالحوش يشوفون الديك ومشت الهنوف تصافح ام ضيدان و تتصنع الابتسامة
ام ضيدان ابتسمت تحضنهم و دمعت عيونها ،
ام الهنوف : تبكين وحنا جينا ؟ لا تخلينا نصيح معاك الحين ، ام ضيدان ابتسمت بخفة : لي سنين ما شفتكم اشتقت لكم ،
ام الهنوف : والله اننا اشتقت لك اكثر ،
الهنوف : والله عمتي لو ندري انك بتبكين كذا كان ما جينا ، ابتسمت ام ضيدان و همست: اجلسوا يا امي ارتاحوا ،
جلسوا كلهم على الفرشة والتفتوا من دخلوا الحريم ،
ام ضيدان بضحكه : بمناسبة جيتكم عزمنا كل اهل الديرة ،
وقفوا يستقبلون الحريم ، ريوف والهنوف كانوا مستغربين مو متقبلين اجواء الديرة و تصنعوا الابتسامة وجلسوا بصمت

    أغلى مجاديف الغرام أبطالنا الهنوف & ضيدان ًWhere stories live. Discover now