يُحكى أنه في الخامس والعشرين من أكتوبر، كانت هناك عائلة سعيدة، تعيش في بيت جميل على أطراف الغابة..
أمام شاشة التلفاز كان الأب يتحدث، والأم تضحك، وطفلتان تلعبان الغميضة..
يُحكى أنه في تلك الليلة، مات الجميع..○•• ••• ••○
٢٥ أكتوبر ١٩٩٢م
ناداني بصوته الصغير اللطيف " إيديث"
أجبته " ما الأمر، كوكي؟"
ليعلق الآخر بعدم رضا بينما ينزل الجريدة التي بين يديه" توقفي عن مناداته بكوكي، إنه لوكاس" ثم أضاف بينما يناظر الصغير " توقف عن ترك الآخرين ينادونك بألقاب بشعة"
قلبت عيناي متجاهلة كلامه، حتى يمكنني البقاء في هذه الوظيفة لفترة أطول.
مربية أطفال لطفل في عائلة ثرية أشبه بتناول قطعة كعك، مقارنة بوظائف الدوام الجزئي الأخرى التي عملت بها، والأهم من كل هذا أنها بعد انتهاء يومي المدرسي، ويوم إجازة اسبوعي مع الكثير من الطعام الفاخر، وبالطبع بعض المال الجيد في نهاية الشهر.
عمل مناسب لفتاة طموحه في السادسة عشر من عمرها.
أومأ لوكاس ذو السبع سنوات وعينيه السوداء الواسعة تلمع بانتباه مسجلاً في ذاكرته كل ما يقوله شقيقه الطاووس'لوسيان' والذي يكبرني بعامين، بينما يومأ " حاضر أخي" ثم التفت إلي متسائلاً، وبنبرته المليئة بالبراءة، وعيناه اللامعتان اللطيفتان، وخديه المكتنزين بحمرة فراولة ناضجة وسط بشرته البيضاء الحليبية، وأنا أبعد خصلاته السوداء الحريرية عن عينيه ذات الأهداب الطويلة
-"إيديث، كيف يُصنع الأطفال؟"لا أدري بالضبط ما التعابير التي رسمت على وجهي، أما عن لوسيان الشقيق الأكبر فقد بصق الشاي واختنق بنوبة سعال قوية.
نهضت على عجالة أناوله كأس ماء، وأنا أبصر احتقان وجهه ببعض القلق، بينما يمسح لوكاس على ظهره في محاولة لتهدئته، وبعد أن تمكن من إلتقاط أنفاسه ناظرني بنظرات حارقة، ونبرة متهمة " ما الذي تخبرينه لشقيقي بحق الله؟!"
لم أعره انتباهاً بينما أسأل لوكاس الذي ارتعب من كل هذه الدراما التي افتعلناها " ما سر هذا السؤال يا صغيري؟"
أخذ يلعب بأصابعه الصغيرة بتوتر، بعدما استشعر أنه قال شيئاً لم يكن من المفترض أن يقوله
-" جاءتنا معلمة جديدة اليوم.. لديها بطن منتفخ جداً، وقالت أنه يوجد طفل في داخلها، لكن توني قال أمر رهيب.. قال أنها ابتلعت طفل صغير من الأطفال التي تنمو في الغابة، ثم أخذ ذلك الطفل ينمو في بطنها"إنه أمر رهيب بالفعل، لكن..
كان لوسيان قد اعتدل في جلسته واستعاد وضعية التظاهر بقراءة الجريدة، وبينما يرتشف من فنجان شايه، باغته قائله " لوسيان، ألا تريد إخبار لوكاس بشيء ما؟"
YOU ARE READING
الغميضة- hide and seek
Randomيُحكى أنه في الخامس والعشرين من أكتوبر، كانت هناك عائلة سعيدة، تعيش في بيت جميل على أطراف الغابة.. أمام شاشة التلفاز كان الأب يتحدث، والأم تضحك، وطفلتان تلعبان الغميضة.. يُحكى أنه في تلك الليلة، مات الجميع.. •• ••• •• مشاركة في #رباعية_المرايا