الفصل الرابع

29 2 6
                                    

يُحكى أنه في الخامس والعشرين من أكتوبر، وبعد مغيب الشمس، وفي بيت لطيف على أطراف الغابة، كان الأب يتحدث، وكانت الأم تضحك، وطفلتان تلعبان الغميضة، الكبرى تختبأ، والصغرى تعُد، ومع قرع جرس الباب..
كانت النهاية..

○••  •••  ••○

وضعت يداي على فمي كاتمة صوت أنفاسي، حابسة دموعي، لكني لم أقدر على منع ارتجافة جسدي، وابتسامة ارتسمت على وجه لوسيان وأخذت في التوسع حتى بانت جميع أسنانه، بينما كلانا يراقب من الجزء المفتوح من الباب، ثم فجأة...

قرع جرس الباب، وبدأت عيناي تذرف الدموع بغزارة، وجسدي ازدادت رجفته، وتلاحقت انفاسي، وتسارعت نبضات قلبي حتى صرت اسمع صداها في اذناي، كانت بداية نوبة هلع لا أدري سببها؟!!

سمعت صوت فتح الباب، وبعدها صوت جدال حاد بين رجلين، والذي اشتد لاحقاً ليضربا بعضهما البعض.

كان صاحب المنزل ذو شعر كستنائي قصير، وعينين بنيتين، وبنية جسد قوية مقارنة بالرجل الآخر الذي كان أطول قليلاً، وبجسد هزيل للغاية، وخصلات شعره الكستنائية أكثر طولاً لكن بشكل فوضوي ومبعثر، بالإضافة إلى الهالات السوداء التي غطت أسفل عينيه البنية.

شيء ما به بدا غير طبيعي...

وعلى حين غفلة، أخرج الشاب الهزيل مسدساً من خلف ظهره، وأخذ يهدد به الأكبر الذي أخذ يصيح فيه بالخروج من منزله قبل الاتصال بالشرطة، وأنه لن يعطيه أي مال..

وفي ركن من غرفة المعيشة، كانت تقف ذات السيدة التي رأيتها سابقاً وهي تحمل سماعة الهاتف -على الأغلب- تحاول الاتصال بالشرطة.

سمعت صراخ الطفلة وبكاءها، وخطوات ركضها على درجات السلم بهلع باتجاه أمها، وبغتةً...

صوت إطلاق النار، ثم سقوط جسد الطفلة ورأسها يرتطم بالأرض، وبقعة دماء كثيفة ارتسمت حول جسدها الساكن.

-"مورا!!!!!!" عاد إلي صوتي لأصرخ باسمها، وأنا أهم بالركض إليها، إلا أن لوسيان جذبني من ذراعي بقوة، وبملامح وجه مظلمة، وعينان لا زالتا تتابعان المشهد، قال "لم ينتهي العرض بعد"

وقفت بجانبه، والدموع تغرق وجهي أكثر فأكثر، بينما أشاهد الأب الذي حاول الهجوم على الشاب وهو يصرخ عليه بغضب وقهر، قبل أن تخترق رصاصة صدره وأخرى منتصف رأسه، وقبل أن تركض الأم باتجاههم كانت رصاصة قد اخترقت صدرها اردتها قتيلة...

*  *  *
يُحكى أنه في الخامس والعشرين من أكتوبر، في بيت حزين على أطراف الغابة..
وما عدا طفلة واحدة..
قُتل الجميع..

*  *  *

قدماي مخدرة للغاية لتتمكن من القيام بدورها، فسقطت جاثية على ركبتيّ..

الغميضة- hide and seekWhere stories live. Discover now