البارت الاول/part1
المقدمة/the introduction
-------------------------------
.....ماهذا الشعور اين انا كل ما احس به هو الام في راسي ولا اشعر مطلقا بجسدي لكن هذا الشيء أنه شعور مؤلم داخل صدري في قلبي اجل كأن هناك من يقبض بكف يده على قلبي ويخنقه
"التفات لليمين" هاه مالذي يحاول هذا الرجل قوله إنه يرتدي مئزر أبيض ويضع نظارات طبية و تعلو وجهه نظرات من الشفقة ،هل يعقل اني في المستشفى ياترى لماذا تلك النظرات
اه صحيح لقد بدأت بتذكر كل شيء الان....
-----------------------------
اسمي هو سامويل هوزفيلد انا ابن عائلة هوزفيلد الأصغر كان والدي دوما يحب اخي الاكبر اسمه إدوارد كان حقا ابنا مثاليا والمرشح الأقرب لخلافة والدي على رأس عائلتنا التي تميزت بتسيير الأعمال والتدخل في الأمور الحكومية وكذا التحكم في أسهم كبرى الشركات مما جعلها تابعة لنا ،بحق لقد كان إدوارد موهوبا منذ صغره وفخر عائلتنا أما أنا فكنت مدلل أمي الذي لطالما أرادت ابعاده عن هاته الأعمال وان أكون مجرد طفل عادي له مستقبل مثل اي طفل بريء ان اصبح طبيب أو شرطي أو معلم بينما والدي أراد مني أن اكون مثل اخي بل اتفوق عليه لكن كان ذلك صعبا ،خيبت أمله وكان يعاملني بإحتقار نعم مثل الحثالة مما جعله دوما يصرخ بوجهي قائلا:"انت لاتستحق أن تكون ابني أنت عار على هاته العائلة.. "
كنت أذهب لامي باكيا وكانت تخبرني أن لا اهتم لكلامه لكن في نفسي كنت أدرك أن والدي لايهتم بي او يعطيني اية قيمة،وقتها كنت مجرد طفل يبلغ من العمر 8سنوات يتيم الأم نعم كانت والدتي قد توفيت بسبب مرضها قبل بلوغي سن الثامنة و ياليتها لم تتركني كانت شمس كوني الذي لا يوجد فيه اي نجوم اخرى من غيرها ولا كواكب ،في إحدى الايام هربت من ذلك القصر وخرجت الى الشارع المظلم تاركا خلفي عائلتي كانت الجو عاصفا فالاشجار تتراقص بفعل الرياح والامطار تتساقط بغزارة حتى أصبح الشارع وادي جاري ،استطعت الوصول الى مكان مهجور وقضيت فيه ليلتي وانا ابكي متضورا من الجوع والبرد الذي كان يخترق جسمي كالسهام شيء فشيء،في صباح اليوم التالي كنت اتمشى ابحث عن شيء اتناوله اشبع به معدتي التي ما كانت تتوقف تصدر اصوات تعكس جوعي،بينما اسير لمحت فتاة كانت مع والدها تلك الفتاة كانت تمشي وتبتسم ،لها شعر ذهبي يعكس ضوء الشمس وعيون زرقاء تجعلك ترى السماء داخل بؤبؤها،كانت مثل الاميرات في القصص الخيالية لا بل كانت كأنها ملاك...بعد رؤيتها تابعت طريقي حتى جلست في زاوية ما وإذا برجل عجوز يرتدي لباس راقي ونظارة بعدسة واحدة يقف امامي،سالني قائلا:"مالذي تفعله هنا ايها الولد في هذا البرد أليس لديك مكان تقصده؟"
رفعت راسي نحوه ولم أكد انطق اي كلمة حتى قال لي مجددا" فهمت يبدو انك جائع تعال معي سوف اخذك لبيتي"
وبالفعل هذا كان ما حدث تاليا توجهنا إلى بيته الفاخر الذي كان يقع في منطقة تشتهر برجال الأعمال وكبار رؤوس المافيا
نزلت معه فإذا بي أجد أن بيته اكبر تلك البيوت صاح لخدمه قائلا "انت أجلب للولد ثيابا جديدة،وانت حضر له وجبة متكاملة،وانت جهز له غرفة النوم في الطابق العلوي"
بقيت انظر إليه من شدة الدهشة حتى قلت له"لماذا..لماذا تفعل هذا وانت حتى لاتعرفني"
رد علي"لايجب أن اعرفك كي اساعدك يابني،لكن اولا أخبرني ماهو اسمك"
قلت له:"سام هو اسمي"
قال"حسنا ياسام هذا البيت من الآن فصاعدا مثل بيتك واعتبرني والدك"
اجل بعد تلك الكلمات تأثرت وكدت ابكي ثم استأذن وذهب إلى مكتبه ليكمل أعماله بينما أنا ملئت بطني وغيرت ملابسي واستلقيت في غرفة النوم التي جهزوها لي أتساءل من يكون هذا الرجل ولما فعل هذا انا مجرد نكرة كان في الشارع مثلا كلب مشد لما يهتم لأمري ،أغمضت عيني من كثرة التفكير ونمت.
في صباح اليوم التالي استيقظت واغتسلت وذهبت لاجد مائدة الفطور جاهزة وبعد لحظات جاء ذلك السيد المحترم وقال لي"اسام صباح الخير اتمنى انك نمت جيدا تناول فطورك واستعد ستذهب معي في جولة اليوم"
رديت عليه:"جولة؟"
أكملت فطوري غيرت ملابسي وذهبت معه في جولة ،اتضح أن ذلك السيد المحترم كان محبوبا من طرف كل الناس لانه ساعدهم جميعا ويمكن القول إنه كان مخلصهم ووالدهم كان أشبه بقديس يمشي وسط الجميع ،اجل فالكل كان يناديه والدي ويقبلون يده ،استمرينا بالمشي حتى وصلنا الى احد المقاهي القديمة نظر إلي وقال"هل ترى هذا المقهى،انه أعز مكان على قلبي لقد كنت اتي مع صديقاي إلى هنا ونمرح ونخطط كانوا يلقبوننا بالملوك الثلاثة الان كلاهما ميتان،تذكر هذا المكان جيدا وارجو منك أن لا تنساه يا سام"
نظرت لوجهه وأحسست أنه شعر بالحنين عينيه تعكسان رغبته في العود للماضي ،جلسنا قليلا في المقهى ثم ذهبنا إلى المقبرة حيث صديقاه مدفونان بدأ يتمتم عند قبريهما حوالي نصف ساعة ثم عدنا للبيت .
لم يستغرق مني الأمر سوى بضعة أيام أخرى حتى عرفت اسم ذلك السيد المحترم كان اسمه"الدون ريك فنسلر" وهو من أكبر ملوك المافيا قديما وحاليا عنده عدة اتباع في كل المناطق ولا أبناء يخلفونه في المجال ،مرت السنوات و الفصول وبدأت اتعلم عدة اشياء من مرافقتي للدون ريك وايضا بدأت بملاحظة ان جسده يضعف وأنه صار يتناول الادوية بكثرة .
مرت 10سنوات كأنها 10 دقائق وفعلا صرت مثل ابنه من دون ادراك وامثله عندما اكون في الخارج وأقوم ببعض الأعمال الخاصة به.
-في أحد أيام فصل الشتاء كان الجو باردا كنت اقرا كتاب كعادتي حتى أخبرني رئيس الخدم أن الدون يناديني وأنه مستلقي في سريره.
ذهبت له وجدته متعبا جدا فقلت له:والدي لقد ناديتني هل هناك شيء ما ؟"
قال لي"سام كم مضى على كونك ابني"
قلت له"10سنوات ،لماذا؟"
رد علي وهو مبتسم"لقد كبرت بسرعة،تعرف أن حالة جسدي ليست بخير وأنها تسوء اذا جاء يومي فعدني انك ستحافظ على ذلك المقهى وتحمل المشعل وتكمل عملي والاعتناء بهذه المنطقة فهم لايملكون أحد غيرنا"
قلت له "طبعا والدي لكن لاتفكر في هذا فما زال لديك القوة ولازالوا يحتاجون اليك"
قال لي مبتسما مرة أخرى"لكل شخص يابني عمر محدد ووقت محدد الان هو دورك انت مستعد لذلك شكرا للقدر الذي جمعني بك ذلك اليوم،حان موعد اجتماع الملوك الثلاثة مرة أخرى لقد تأخرت عليهما كعادتي ..."
بعد هذه الكلمات مات الدون ريك لا بل والدي الذي جعل مني الشخص الذي انا عليه نعم جعل هدفا لحياتي وقيمة لكل دقيقة عشتها معه .
بعد موته مباشرة وجدت أنه جعل كل أملاكه تحت إسمي إضافة الى الاتباع وكل شيء حرفيا،طبعا اديت ماعلي لكن لم استطع ايفائه حقه،دفنته بجانب صديقيه ويالها من مراسم دفن مهيبة كانت بكى الجميع حتى السماء شاركتنا حزننا وامطرت في ذلك اليوم .
-ذهبت للمقهى واحتسيت كاس نبيذ فاخر على نخبه وعدت للمنزل اقرا مدونات ريك وقصصه في شبابه.
لم اخرج لمدة مايقارب الثلاثة أشهر وانا غارق اتعرف على شباب الرجل الذي كان والدا و أحاول نسيان مغادرته عالمنا بشرب النبيذ تارة ومحاولة النوم تارة اخرى ...«يتبع»
أنت تقرأ
ظلام دامس/Total darkness
Romantikماهي أقوى لعنة في الحياة ؟يخلق الإنسان وهو يجهل مصيره واي نوع من البشر سوف يصبح عليه ، هل يمكن لملاك أن يصبح شيطان ؟ هل يمكن لشيطان أن يصبح ملاك؟،لا احد يعرف ولكن مهما كانت النتيجة فلا بد من سبب يجعلك اصبحت ما انت عليه الان او ما ستكون عليه مستقبلا...