Part: 1

24 5 6
                                    

_اسبانيا_البراسين_
4:15

"هيا بيرلينا... سوف نتأخر، إن أمي تعدُّ لنا فطائر التوت التي تحبينها" قال وهو يرجع خصلاته المصبوغة بالبني الداكن للوراء وينظر بملل إلى تلك الممددة على العشب الاخضر بكسل في ذلك السهل الفسيح.

كانا يأتيان هي وأخاها الى هذه البقعة من السهل الاخضر لإستمداد بعض الراحة والسكينة من هدوء الأجواء ومنظر السهل الذي يبعث الطمأنينة في الروح،كان سهلا طويلا مفروشا باللون الاخضر وتزينه أزهار الجوري في عشوائية، النوع الذي تعشقه بيرلينا من الأزهار، وعلى أطرافه تقف الاشجار من مختلف انواعها، والفراشات قد فردت جناحيها تترك نفسها للريح، وتحلق بين أزهار البستان بحريّة، كانت بيرلينا تصف مشهد السهل في الربيع ب"Tronquilidad del alma"ومعناها "طمأنينة الروح"

"أريد البقاء قليلا فقط....يمكن للفطائر الانتظار " أردفت وهي تمسك بوردة جوري تقطف بتلاتها الحمراء.
اقترب آيزاك منها حتى أصبح وجهه أعلى رأسها بشكل مقلوب،فابتسم بحنو وتسللت الكلمات من شفتيه "بيرل... يالك من طفلة بكاءة... انا اعرف إنكِ غاضبة من والدتنا بشأن موضوع دراستكِ ولكن هي لديها أسبابها التي تجعلها ترفض فكرتكِ... فكري بشكل منطقي... إن المدينة مليئة بأعمال الشغب والسرقة والاعتداء على الفتيات أمثالكِ وما إلى ذلك.. وهي خائفة عليكِ من البشر الذين لم يعد في قلوبهم ذرة إنسانية... انتِ لاتعرفي مايدور من أعمال وجرائم شنيعة هناك... وبالتأكيد عندما تطلعين عليها ستنكمشين على نفسكِ كفأر مذعور" أنهى كلامه بابتسامته المستمتعة لتلك العقدة التي تشكلت بين حاجبيها" آيزاك... هل أخبرك أحد من قبل أنك وغد؟ "قالت والإنزعاج يعلو وجهها المستدير ونظرة من الراحة بوجود آيزاك تلوح في عينيها.

صوت قهقهة آيزاك أفسد هدوء المكان، ليمد يده لها كي يساعدها على الاستقامة، فتشكره بيرلينا بابتسامة وتقول "سألتهم كل فطائر التوت اللذيذة"

أخذا يمشيا الى جانب بعضهما وهما يحدقا بالسهل البديع، والصمت قد أخذ مكانه بينهما...

"لقد أتيت... أين فطائري الحبيبة؟" صرخت بيرلينا بحماس فور ولوجها المنزل، فيطل رأس والدتها من المطبخ وعلى وجهها ابتسامة دافئة"إنها على الطاولة في غرفة المعيشة مع كأس الحليب الممزوج مع العسل المُذاب كما تحبينه" أردفت نوا والدة بيرلينا وآيزاك بهدوء وهي تتجه صوبهما" لقد تركت كل شيء وأتت الى المنزل عندما علمت ان فطائر التوت بضيافتنا... إنها برميل ليس له قاع" أوضح آيزاك بضحكه قصيره لوالدته
" لا تسيء لابنتي أيها الابن العاق" قالت نوا بابتسامه مستمتعه وكانت الصدمه من نصيب ملامح ايزاك الذي بدأ بالتذمر حول ان والدته تفضل بيرلينا عليه، وتمطر عليها بكلمات الحب والدلال" أين جدي وجدتي؟ " سألت بيرلينا والدتها متجاهلة تذمرات آيزاك وهي تمضغ فطائرها بتلذذ" أنهما في المدجن يطعما الدجاج... وكما تعلمين يتبادلان القبلات والكلام الرومنسي كالمراهقان" فور انتهائها من كلامها سمعت صوت ارتطام شيء بارضيه المطبخ وانكسار ويليها صوت لعن آيزاك بغضب، هرولت نوا نحو المطبخ بقلق، وكان ايزاك جاثيا يلملم قطع الزجاج المتناثرة لفنجانه المفضل، فجثت على ركبتها الى جانبه وهي تقول" ابتعد... انا سأفعل ذلك لكي لاتؤذي نفسك" ولكنه قابلها بالصمت ويديه التي كانت تعملان على جمع قطع الزجاج توقفتا عن الحركة ولاحظت ارتجافتهما الخفيفة، لترفع راسها نحوه فتتقابل نظراته المرتجفة مع نظراتها الهادئة والقلقة "ما الأمر؟" سألت بهدوء صارم وهي ترجع خصلات من شعرها البني الداكن الذي تسللت له بعض الخيوط البيضاء لتعكر لونه الجذاب، "خائف... أشعر بالخوف من الذي سيحصل.. ونحن نجهل المستقبل.." قال بقلق واضح على محياه ونظراته المرتجفة تكشف مدى جزعه من اللحظة القادمة، ولكن والدته ابقت نظراتها هادئة وثابتة وهي تنظر الى منتصف عينيه الواسع ذات اللون البني الداكن فتتشبه بجمال حبات البن "بني... لقد أغلقنا هذا الموضوع وانتهى... لا أحد سيعرف بشأن هذا... وستبقى بين أيدينا سالمة مطمأنة... لا أحد سيتجرأ على محيها من أسطر كتاب حياتنا،هي ستبقى فراشة هذا المنزل" عند انتهائها من الكلام ادارت وجهها للجهة الاخرى لكي تكفكف دموعها التي جاهدت لكي لا تسقط أمام ابنها، ولكن أنظارها وقعت على بيرلينا التي تمسك بطبق الفطائر الفارغ وكأس الحليب المماثل له وتنظر لهما بنظرات لم تتبينها بسبب غرتها التي تحجب أعينها عنهما
" ما الذي يحدث هنا؟"
🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬

استمتعوا✨💙.

صوتوا فضلاً💙💙✨

Between the mazes of love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن