༻الفصلُ الثالث༺

34 7 70
                                    

༺═───────༻❁༺───────═༻
.
.
.

قُبيلَ الغروبِ بوقتٍ طويل،
ارتدى ساماييل سترتهُ القطنيةُ الخفيفة، ثم ربطَ حـِبالها.
حملَ ٱلسـِّلال والمعول وخرج موصداً الباب خلفه.

كان قد عقد عزمهُ في وقتٍ سابقٍ من صباحِ اليوم على الذهابِ إلى الغابةِ لحصد بعضٍ من الثمارِ التي زَرَعها في مكانٍ سري،
بعيداً عن الأرانب التي تتلف وتسرق وتلتهم عناء عمله في كل مرة!

كانت الغابة جنة من الأحراش والحشائش والأشجار الشاهقة.
تصل طول النبتةُ الواحدة إلى كتفه تقريباً،
إذ كان طويل القامة، يبلغ حوالي ستة أقدام ونصف!

توغل بين الأحراش، والأوراق الكبيرة، حتى وصل إلى سقف من الأغصان المتينة التي كانت تغطي خندقاً صغيراً حفره بنفسه آنذاك.
لكنه ما ان أزال الغطاء حتى وجد المخبأ فارغ!
انعقد حاجباه استياءً، فٱنتبه لوجود آثار أقدامٍ ناعمة على التربة الطينية...
وضع قدمه بجانبها للمقارنة ففطن أنها لامرأة،
بل لفتاة شرسة بربرية!

فغمغم مغتاظاً بين أسنانه ما ان سمع حفيف الأوراق من خلفه

" ديانا! "

وفي لحظة استدار واحتك سيفه الحاد بسيفها المتمرد
كما هي الحال مع نظراتهما
يرمقها بعنفوان رجولته
فيما تجابهه بابتسامةٍ منتصرة!
باغتته بمعركة حامية، كانت هي الأسرع فيها من أن يجاري خفة جسدها وحركاته.

تارة يتقدم وتارة يتراجع حتى افقدتهُ توازنه وقفزت فوق جذع الشجرة لتركل سيفه،
ثم التفت خلفه وثبتت نصلها فوق تفاحة عنقه التي انخدشت!

ابتلع ريقه، عندما شعر بقطرة الدماء تسيل على طول عنقه الغليظ
وأدار رأسه ببطءٍ للنظر إلى وجهها بجانبه،
فأسرتها عيونه المتلونة كهذه الغابة الخالية التي يقفان في منتصفها.
اقترب من شفتيها وهمس بأنفاسه الشجية

" اشتقت إليك....صهبائي "

ألجمتها كلمة 'صهبائي '،
فما ان ينطق بها لسانه، تخالجها سلسلة من الاضطرابات،
لاحظ ضعفها وارتجاف شفتيها، لينتهز فرصته،
فسحب خنجره من فخذه ورمى بسيفها بعيداً.
اندهشت من مغافلته لها،

ولم تسنح لها الفرصة لأي حركة أخرى عندما امسك بذراعيها ودفعها إلى جذع سميك وحبس جسدها الصغير بين صدره المفتول العاري والشجرة، فامتزجت انفاسهما القريبة من بعضها وانهكت نبضات قلبها، صدرها المختلج بمشاعر جامحة عندما استشعرت صوت طبول صدره
زفر ساخراً ومعجباً في آن،

أخذ يعبث بخصلة من شعرها الناري بين يديه،
ثم راحت أصابعه تداعب نعومة خديها وعيناه ترمقانها بشبق وشغف لم يسبق لها أن رأته من قبل، مسبباً لها قشعريرة تجفف الحلق
اقترب أكثر وبصره لا يفارق عيونها الشمسية،

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 03 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

تايليران: سفير العذراء | Taelyran: The Virgin Ambassadorحيث تعيش القصص. اكتشف الآن