|| safe ||

218 19 21
                                    


خرج رجُلُ إطفاء وبيده الكلب الصغير ذا لون الفاتح ولكنه تصبغ بالأسود إثر دُخان الحريق، ركضت مينا نحوه ومعها تشان.
أمسكت بكلبها تقول:
"صغيري"
"إنه على قيد الحياة، علينا نقله إلى المستشفى كي نضعه تحت العِلاج لأيام بما أنه قام باستنشاق الكثير من دُخان الحريق"، قالها رجُلِ الإطفاء يبتعد عنها بينما يحملُ ذلك الحيوان الصغير بين يديه ولحقه تشان كي يُناقِش الموضوع معه.
ثُمّ أتى أحد المُحققين نحوها:
"مرحبًا يا آنسة"
لم تكن تصغي لشيء، كانت تنظرُ لذلك الكلب الصغير بشرود ذهن.
لوّح الآخر بيده كي تُلاحظه ولكن دون جدوى.
فأتى تشان يقول للرجُل:
"سيّد كيم! مالذي تفعله هُنا؟"
"سيّد تشان؟؟ ما الذي تفعله أنت هُنا؟ لقد أتيتُ كي أُحقق بموضوعِ هذا الحريق"، أجابه الرجل المدعو بالسيّد كيم.
"سأمسكُ القضية عنك"، أجابه تشان.
سيّد كيم بغرور:
"ليس على كُلِّ قضية تكون تحت يدك، سيّد تشان.. أتمنى تفهمك ودعني أُحقق مع الآنسة"
وضع تشان يده أمام مينا كي يمنعه من التحقيق معها:
"ألا تراها في حالةِ صدمة الآن؟.. عليك مُراعاة مشاعر الناس قبل كُل شيء"
"ألِهذا أنت فاشل في عملك؟"، سخر بها الآخر.

شدّ تشان على قبضته ولكن أمسكت مينا بكتفه بعد مُلاحظتها لذلك:
"إنني مُتعبة، أُريدُ المغادرة من هُنا"

ابتسم تشان لها بدفء يُمسِكُ بِها يُساعِدُها على السير معه.
فتح لها باب سيّارته كي تدخلها وفعل هو المثل لنفسه.
قاد سيّارته ليسمع بشكلٍ مُفاجئ بكاءها الخافت،
ليتنهد بهدوء:
"لا بأس مينا.. سأحلُّ كُلّ شيء"
فقالت بصوتٍ مهزوز:
"أشعرُ بالأسف على موتشو.. لقد كان وحيدًا هُناك.. لابُد أنه كان خائفًا.."
مدَّ الآخر المناديل لها يقول:
"لقد كان كذلك، ولكنه مُمتن بأنكِ تفكرين به.. مُمتن لتواجدكِ معه.. لابُد أنه يشعُر بالمحبة حولكِ"
مسحت دموعها وأنفها لتقول:
"ولكن كيف شبّ الحريق؟ أنا حقًا لم أفتحُ الغاز اليوم أبدًا، ولم أضع شيئًا ساخنًا مفتوحًا لوقتٍ طويل.."
"هل أنتِ مُتأكدة؟"، سأل تشان بفضول.
"أنا واثقة مما أقوله"
"سأتحقق من موقع الحريق"
ثُمّ أمسك بهاتفه يتصل، وضع المُكالمة على وضع مكبر الصوت، ليُجيب الطرف الآخر من المكالمة:

"مرحبًا دينو! أين أنت؟ كُنت أبحثُ عنك لِأُخبرك بموضوعِ بحثي للقضية رقم-"، قاطعه تشان بينما هو يقود سيّارته:
"جينو أعتذر عن المُقاطعة ولكن هُناك أمرٌ جليل"
"و ماهو؟"
"هُناك حريق شُبّ في شارع رقم 68970، العمارة رقم 436، شقة رقم 44، أخشى أن يكون حريقًا متعمدًا"
"حريقٌ متعمد؟ لماذا؟"
"سأخبِرُك التفاصيل لاحقًا ولكن أرجوك تحقق من جميع كاميرات المراقبة بالقرب من هذا المكان وحاول الحصول على ماهو يُثيرُ الشك"
"أمرك"، قالها جينو قبل أن يُنهي المكالمة.

"واو.."، نبست بها مينا.
فالتفت الذي بجانبها باستغراب ولكن ابتسامة خفيفة جدًا أُرتُسِمت على وجهه:
"على ماذا؟"
"على إمكانيتكم من تنفيذ كُلّ هذا بوقتٍ قصير، بالإضافة إلى القضايا الأُخرى التي معكم"
ابتسم الآخر بفخر، وقال بتواضع:
"إنه كثيرٌ علينا، ولكن لا يجِبُ الاستسلام أمام حمايةُ الآخرين"
لتسأل الأُخرى تتأمل الطريق عبر النافذة:
"إلى أين نحنُ متجهون؟"
"سأُبقيكِ بمنزلي لفترة"
"مـ-منزلك؟؟ ولكن أهذا مسموح؟؟"، قالتها بصدمة واضحة.
"بالطبع إنه كذلك"

___________

#تشان:

وصلتُ لمنزلي الخاص، إنه منزل كبير ذو طابق واحد.
أعيشُ بمفردي هُنا حتى أني لا أمتلِكُ حيوانًا أليفًا يُصاحِبُني.
دخلتُ حديقة المنزل الأمامية الكبيرة برفقتها التي بقيت تتأمل ما حولها.
لا أدري ولكني شعرتُ بالإحراج قليلًا.. لم أُرد التباهي بمنزلي.
فتحتُ باب المنزل الأساسيّ أسمحُ لها بالدخول أولًا.
جلست على الكنبة في غرفة المعيشة لأقول:
"لا تخجلي أو تترددي بفعل أي شيء.. اعتبري المكان كمنزلكِ"، ثُمّ اتجهتُ الى غُرفتي لاستحم و أُغير لباسي إلى أُخرى أكثر راحة.

وعندما عُدتُ، رأيتها تستلقي على الكنبة بينما هي تتأمل اللا شيء.
لاحظت قدومي فنهضت من استلقاءها، فأقول:
"لا بأس يُمكنكِ الاستلقاء، فيجب أن تكوني مُتعبة بعدما حدث اليوم"

لم تقل شيئًا للحظة، ثُمّ نبست بهدوء:
"أُريدُ إخبارِكَ بشيء"

.
.
يُتبع..
————————————————

شُكرًا لقراءتكم💞

|| what if..?||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن