بارت2

13 3 0
                                    

نيويورك_الولايات المتحدة الأمريكية

اختفت ،كل الأفكار في عقل أندريا،
و احتلت مكانها رغبتها،المدفونة وسط
فؤدها،في الإنتقام من ، الفتاة التي تقف أمامها،
و تسخر منها أمام،الفصل بأكمله،

حاولت ،كبث تلك الرغبة،
لأنها عرفت،كيف يمكن لأي فعل،متهور
الأن أن يؤثر ،على كل حياتها،في المستقبل،
حاولت ألا تجيبها،و تضع السماعات،في أذنيها،
مشغلة فيها،الموسيقى بصوت ،عال جعلها غير
قادرة على سماع ما يدور حولها،
و تستطيع فقط رؤية،وجوههم،التي تملئها
الضحكة ،الساخرة،و هم ينظرون لها
بازدراء،و تحقير،

حاولت،عدم النظر إليهم ووجهت عينيها للأسفل،
تهز قدمها،تحاول إخراج التوثر الذي،
تحس به ،لم تكن هذه أول مرة لها،
تتعرض لهذا التنمر،
بل كان هذا الفعل،يكرر كل يوم
منذ أن جائت،للولايات المتحدة،
لأول مرة هذا العام،من كوريا الجانوبية،

و بطرق،مختلفة حتى أنهم،يتفننون في
تعذيبها،نفسيا و جسديا،أحيانا،
بضربها،أو حتى محاولة،بعضهم،
إغتصابها،لولا أنها كانت تهرب،راكضة
بكل قوتها خارج ،قاعة،المسرح،
التي كانت مقرا،مخصصا
لتنمر عليها بشتى الطرق المخيفة،

كل من كان حولها،كل الطلاب في الفصل،
يمثلون عصابة،تتشارك في تعذيبها،
كل ما أرادوا إخراج،غضبهم،
أو حتى إذا أحسوا بالملل

**
رغم محاولتها،اليائسة في كبث الرغبة
التي تملئ،كل إنش في جسدها ،
إلا أنها فور ما شدت تلك،الفتاة
شعرها بقوة لأنها ،لم تجب ،
على سؤالها،الغبي الذي
لم تستطع أندريا،سماعه حتى،

جعلت القلم ،الذي كانت تمسكه،
في يدها ،يغرس في عنقها،و جعلتها تنزف،
بغزارة،و هي ترمقها،بنظرات
الصدمة،و الخوف لأنه بالنسبة إليها و،
الفصل بأكمله كان هذا آخر شيء يمكن
لأندريا فعله،أو حتى التفكير فيه

**
قبل أن يستطيع أي أحد ،من الطلاب
الخروج لطلب المساعدة،أو قول أي
شيء للمشرفين،كانت
أندريا ،قد خرجت و هي تركض بكل،
قوتها وسط ذللك الرواق المليء
،بالطلاب،
تصطدم بهذا و ذاك،دون إحساس،
تريد فقط الخروج من المدرسة،قبل أن
يكتشف والدها الأمر ،و يرسلها
بنفسه،لسجن،
لكي تتعفن فيه حياتها بأكملها، بعد أن
جعلها تعيش في ميتم ،في كوريا
دون أن يتفقدها،منذ أن ماتت
أمها و تركتها في عهدته
**
واصلت الركض ،خارج المدرسة،
إلى أن وصلت إلى زقاق ،خال من المارة،
تملئه رائحة القذارة،الآتية من
كل تلك،الأزبال،التي
تحيط به،
لكن رغم كل هذا ،كان ذللك الزقاق،
هو أكثر مكان مريح،بالنسبة
إليها،
على الأقل ،تستطيع ،أن تسترجع أنفاسها فيه
بعد كل تلك الهرولة،كالمجنونة،
كل تلك المسافة،و هي متأكدة أن
لا أحد من رجال ،أبيها يستطيع
العثور عليها ،هناك

أسندت ضهرها على الحائط،و هي
تجلس جلسة ،القرفصاء
و تضع،راحة يدها،على قلبها،
الذي كان يدق،دقات،متثالية
بسرعة،يكاد يخرج من مكانه،
و أنفاسها ،تكاد تقطع،مهما حاولت
بيئس استرجاعها،

مازالت،لم تصدق ما فعلته بيدها،
كما أنها لم تعتقد يوما أنها ستجعل،ذللك
الخيال،الذي كانت كل ما،
تنمر عليها أحد تتخيله،
و تجعله،ملاذها لتخفف،على نفسها
حدة مشاعر الغضب و الحزن،
و الرغبة في الإنتقام التي كانت تدق في رأسها،
كل مرة،قد نفذته،و جعلته
حقيقة دون إحساس،
رغم خوفها ،من أن يجدها والدها ،الأن،
و رغم أنها،لا تملك أي فكرة أين،
ستقضي الليلة

و هي لا تملك أي شيء،
تركت،كل مالها،في حقيبة ضهرها في الفصل و
ركضت دون وجهة،
إلا أن،شعورا غريبا،بالسعادة،
و الرضى كان يضهر على ملامحها،
و ضحكتها الهستيرية،
التي يسمع صداها،في كل أرجاء الزقاق،

**
فجأة،ساد الصمت،ثانية حولها
و اختفت ،الضحكة من على وجهها
،لأنها كانت تصارع،ألم قلبها،
بسبب،المرض و الجهد الذي بذلته،
الأن،ناسية أن أي مجهود،زائد
قد يسبب،موتها

بدأت ،الضلمة،تحيط بها
و بدأت عيناها تغلق ،
ببطأ،و هي تحس بجسدها الغير،القادر
على الحركة،يسقط ،و يرتطم رأسها،
بالأرض،بقوة
لتغلق،عينيها بالكامل،و تذهب إلى الامكان،
حيث أمكنها،الإحساس بكل شيء حولها،دون
أن تستطيع الحركة أو الكلام،
.
.
.









Newyork Monster(وحش نيويورك)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن