ماذا يحصل للفراشة التي لا تقوى على مجابهة الشرنقة؟
حين تكون أضعف من أن تشق وتخرق خيطًا؟
ربما لا يعلم مِن أحد، لأن أحدًا لا يراقب الأشياء الضعيفة ... أو لربما راقبوها وهي تختنق وتموت داخل الشرنقة وحسب، تحت مسمى دورة حياة الطبيعة.
كان ياما كان ...
فراشة خشيت تحطيم الشرنقة
ولم يعرف قصتها أحد ... سوى راوٍ مات معها.----------------------------------
إن طُلب من روي سالفاتور تعداد الأشياء التي يحبها في نفسه، فسيقولها بموضوعية تامة ... الحذر، نصف انعدام الثقة التي يملكها حيال البشرية عامةً، ومفردًا.
وإن طُلب منه تعداد الأشياء التي يكرهها في نفسه ... لا يعلم لمَ سيتنهد ويقلب عينيه لأنه تذكر كيلارد أولًا، ثم سيقول مجددًا ... الحذر، انعدام الثقة.
كانت صفةً مُرهقة بقدر ما هي نافعة، على أن كيلارد ظل يزعج روي وينكرها ... يخبره أنه ما زال ساذجًا بريئًا، ونقيًا، يصدق المظاهر والنوايا الجيدة، وكشخص صريح، لم يفهم أسباب التواءات البشر، ولم يملك ما يكفي من سوء الظن طوال الوقت.
وبقي روي يتساءل أين أخطأ؟ هل كان عليه التسبب بالمشاكل أكثر؟
تذكر ذلك بأكمله، وصديقه القديم الوحيد ... الراحل الذي لم يعد منه ولا حتى مجرد نبأ صغير.
ذلك اليوم منذ أشهر يُتَم ثامنها اليوم ... حين انقطعت كل الأخبار عن كيلارد، وآدريان على حد سواء.
يذكر روي اليوم الذي غادر فيه كيلارد، والذي ظن أنه لن يذكره أبدًا، لأنه ما كان ليحصل واقعًا.
كيلارد ستيفانوس الذي لا يقوم بوداع أحد أو الالتفات، قد ودعه ... والتفت، فقط لأجله.
هذا لم يكن متوقعًا بالطبع، وما هو خارج عن التوقعات أكثر ... أن آدريان غادر.
كان آدريان هو الشخص الذي غادر هذه المرة دون تفسير، وداع، أو التفات.
وبهذا الحال ... تم وضع روي في حالة من الذهول والارتباك لأجل السلوك غير المسبوق لكل من صديقه، وشقيقه ... كل منهما خالف طبائعه وأفعاله المُعتاد عليها.
بقي روي سالفاتور يتصرف كما لو أنه في حلم طويل للأشهر الثمان الماضية ... كيلارد لم يودعه، وآدريان لم يخذله ويختفي.
وكالمعتاد منه ... لجأ إلى أكوام الأوراق والأعمال كأنها منزل أو عائلة خيالية له، أقنع نفسه أنه يبحث عن انتمائه ويعثر عليه وسط كل توقيع، إمضاء، قرار صغير يُرفض أو يُقبل ... وسط كل صفقة أو مُبادلة.
هذا هو مكانه، هذا هو واجبه.
واستمر يحدق نحو تبعات الحرب التي بدأ بخوضها منذ سبعة أشهر ... حين انقلب ضد المجلس بطريقة يكره تسميتها انقلابًا.
أنت تقرأ
مُتفرّد: أزرق
Paranormal" - إذًا ... من أنت؟ - هل أخبرك أحد من قبل أن هذه طريقة تقليدية جدًا للتعرف على الآخرين وأن كل ما ستحصده من معلومات سيُنسى خلال ستين ثانية؟ - كيف تريد أن تتعرف الآخرين إذًا؟ - نتعرف الأشياء جيدًا حين لا نصب جل تركيزنا عليها مرة واحدة ... حين نتشت...