دَجى السمَاء:الآخيـر.

30 7 12
                                    

- "يارب يا ساتِر."
قالها رجُلاً؛ أكَلت التجَاعيد يدِه وتفاصيّل وجههِ
من عملهِ الشَاق يوميًا عِند حملهِ لشكاير البِذور
لِزراعة الأرض هُناك.

رفعَ ذلك الثُقل على كتفاه مع تقويّصه لظهرِه وتعرُجه في بادئ الأمر،وما أن أستعَاد ذلك التوازُن مشىٰ ومَشت بِه تلك الشِكّارة كانَت تتمايّل مع وزنهِ النَحيف فوق تلك الثيّاب المُسماه بِـ"جَلابِيّة." لونُها يميّل للجَملي بِشكلاً ما.

سمَع فَتح باب الخَشب مِن قفلهِ بِحدةٍ فأدرَك أنهُ سَيُقابل صياحاً مِن زَوجتهُ العَزيزة لتركهُ الفِراش وهو يأكُله التعب.

لَكنها فاجاتهُ عِندما حمَلت شِكارة ليلتف مُنفَزُع ليسألها بِالحدة الذي توقَعها منها.

"أنتِ بتعمليّ أي بِس أستني كدا يا أُمي."
لَم تتوقَف أبدًا كلامهِ لم تهتم لهُ قترةٍ.

أستعانَت بِطولِها"القَصير" في رفع الشِكّارة الأقل
وزنٍ من خاصتهِ،وغَضب هو آيما غضب
لتجَاهُلها له.

"أنتِ بِتتجاهليني يافَيروز؟ "
كّشرت ملامِحها عندما ألمَها ظهرها فالبداية،لثُقلِ الوَزن،وثانيًا لأنه يلومَها على رده الفِعل الذي فعَلها ايضاً!!

"سُبحان اللّٰه ياخويا،أنتَ إللي سِمعت كلاَمي أوي
لما قولتِلَك تقعُد عشان ضهرك؟"
صارحته بِلهجتِها المصرية الأصيلة وعِناد بناتها.

زّفر مِنها وقال وهو لايزال مكانهُ يميّل كل ثانيه والأُخرى ليرفَع الـشكَارة

"أنا متعود يافَيروز،أنتِ ست البنات هتبهدلي نفسك ليه؟ الشُغل ده بتاعنا أحنا الرجالة أقعُدي ملكة فبيتك بِس وأنا مش عاوز حاجة تانيه."
راضتها تلك الكلمات وأشعرتها بإنوثِتها جداً،فأبتسَمت لوَقع كلامهِ عليها،لكنها جعَدت تعابيرها مجدداً ..هكذا هنَّ مزَاجيات وقالت بعندٍ

"مُش مُهم أنا هساعدَك برضو، ها!"
قالَت وهيّ تتجهِ له،تُجاوِره الوقوف وأكمَلت.

"يلا عشان هنخَلص ونِرجع مع بعض عمَلتلك فِراخ ومَحشيّ يستَاهلو بوقَك علَفِكرا."
قَهقة عليها وعلى تغير مزاجِها العَجيب بِتلك الثوانِ
ولَكنهُ يُحبِها هكذا وأحبَها هكذا مُنذُ أكثر من ثلاثين عامٍ.

تمشى معها وكانَت آنيسته تُضحكه بِكلماتٍ أو أسئلةٍ.
الفت وحدتهِ الآن وأمس وحتى قبيل عام كانت تفعل ولازالت تفعَل.

"صَحيح يابني كُنت عاوزه أقولَك حاجه مُهمه."
ضحك على طريقَتها في تغيير القابِه على حسب أفعالهِ

رَفيقُ دَرب Where stories live. Discover now