💛One shot 💛

280 24 20
                                    

هاي ڨايز
هي المرة الاولى اللي اكتب فيها ون شوت. أتمنى تنال إعجابكم
.
لا تنسوا ⭐
+
كومنت
+
قراءة ممتعة 💛
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
في صباح يوم مشؤوم. إستيقظت المرأة ذات العيون العسلية تستعد للذهاب للمحكمة لأجل اليوم الموعود ألا و هو موعد طلاقها من زوجها الذي سئمت العيش برفقته و هو يخدعها.
كيف له... و هو كان يبتسم بوجهها كل يوم و يدعي أنه كان يحبها هي وحدها و لا غيرها و لم تكن هناك امرأة قبلها و لن تكون هناك بعدها. لكن إتضح أن كل شيئ كان كذبة.. بل وهم طوال ثلاثة عشر عاما..
رجل أحبته من كل قلبها.. رجل كانت تبادله الضحكات و الابتسامات. يتقاسمان نفس السرير و يعيشان في نفس المنزل مع إبنهما الذي كان ثمرة حبهما و كنزهما الابدي
كانا روحا واحدة و جسدا  واحدا. معتقدة أنه لا يمكن لشيئ أن يفرقهما سوى الموت.
لكن حين علمت أن كل شيئ بات كذبة.. لم يعد بإمكانها أن تستمر معه. بل لا يمكنها أن تستمر في العيش معه و هو يكذب عليها .
أسوء شيئ هو أن تجد شخصا تحبه يكذب و هو ينظر في عينيك..و أنت تعلم بأنه لا يقول الحقيقة.... هذا..... مؤلم..... بحق....
.
.
.
بعد الطلاق غادرت المرأة برفقة إبنها إلى مدينة أخرى. لكي تؤسس حياة جديدة في مكان جديد رفقة ناس جدد.. في البداية لم تعتد على الانتقال كون المنزل الذي إستأجرته كان في حي مهجور قليلا و ربما جميع جيرانهم جانحين و مجرمين . لكنها فضلت العيش بينهم في إعتقادها ان بقاءها هنا أفضل بكثير من رؤية وجه زوجها السابق. لكن كان هناك شيئ يخيفها و هو أن يكون إبنها صداقات مع احد ابناء جيرانها و قد يصبح مثلهم...
لكن من الجيد أن إبنها إنطوائي قليلا و هذا قد ساعدها على أن لا تقلق بشأنه.
.
.
مرت سنتان و المرأة تعيش مع ابنها في منزلهم المتواضع.. لم يختلطوا بالجيران و لم يكونوا صداقات مع أحد. بل إكتفت هي بالذهاب الى العمل و كسب المال. بينما إبنها يذهب الى المدرسة دون اصدقاء و يعود الى المنزل.
لكن على الرغم من هذا.... كانت علاقة الام بإبنها ليست علاقة أمومة فحسب. بل كانت علاقة صداقة وثيقة و ثقة متبادلة بينهما.
لأن الحياة و تجاربها اللعينة جعلتهما لا يثقان في أحد غير بعضهما بتاتا.. فكانت تعتبر ابنها الشيئ الاغلى الذي تمتلكه. بينما هو يفعل نفس الشيئ. و قد أقسم على حمايتها و عدم إحزانها أبدا.
و في أحد الايام تراكمت الديون و الفواتير عليها و الشيئ الذي يثير الحنق أكثر هو طردها من عملها... لقد أهدت لها الحياة اللعينة هدية فريدة من نوعها.... كون المرأة قد حاولت مجابهتها و الوقوف في وجهها... لكنها قد لقنتها درسا في نهاية المطاف و ذلك بسلبها الشيئ الوحيد الذي كانت تعين به نفسها و إبنها و الآن ستعود لنقطة الصفر مجددا....
.
.
.
"رجاءا أقول لك أمهلني بعض الوقت و سأؤمن لك الايجار.......
أرجوك.... أنا أعيش رفقة إبني و هو لا يزال طفلا و يجب علي توفير المال لأجل دفع تكاليف دراسته في الثانوية
أرجوك سيدي...."
.
كانت كارلا تتحدث رفقة صاحب المنزل على الهاتف و هي تحاول جاهدة أن تقنعه بإعطائها مهلة إضافية لأجل أن تدفع إيجار البيت لكنه رفض و اغلق الخط في وجهها بعد أن ترجته. لكن دون جدوى
تنهدت المرأة ذات العيون العسلية و هي تجلس على أريكة غرفة المعيشة و امامها طاولة صغيرة عليها العديد من المستندات و الاوراق و الفواتير.
فواتير الكهرباء و الماء و الايجار و نفقات المدرسة و العديد من الديون الاخرى.
لقد تمكنت من دفع فواتير الكهرباء و الماء. لكن فيما يتعلق بنفقة المدرسة و ايجار البيت فلن تتمكن من ذلك لانها طردت من عملها متهمة ظلما بالسرقة و عندما تمت محاكمتها قضائيا لم يعثروا على الدليل و قد اطلق سراحها. و لكن تم طردها....
بقيت تتصفح الاوراق و المستندات حتى جاءها إتصال آخر فنهضت من مكانها  لتجيب و على وجهها علامات الشحوب و التعب

"مرحبا...من معي؟"
.
"كارلا... إبنتي هذه أنا!"
.
"م_ماذا؟ أمي؟!"
.
"نعم هذه أنا عزيزتي"
.
"أمي...... ك_كيف حالك؟ هل أنت بخير؟ هل تناولتي أدويتك؟؟!"
.
"ههه لا عليك يا إبنتي... أنا بخير و لاسيما بعد سماع صوتك يا إبنتي.... و نعم أنا أتناول أدويتي.."
.
"يا إلهي لوهلة.. لم أتمكن من معرفتك!"
.
"طبيعي يا إبنتي لأن والدك قد غير رقم هاتف المنزل"
.
"آه هكذا إذن... و هل والدي بخير؟"
.
"لا تقلقي حبيبتي.... والدك في أحسن حال... أخبريني أنت كيف حالك؟
و كيف حال حفيدي إيرين؟"
.
"أ_أجل إن إيرين بخير..
و أنا_أ_أنا. ك_كذلك...."
.
"كارلا هل أنت بخير يا إبنتي صوتك مهزوز... هل حدث شيئ ما؟!"
.
"أمي أنا... أنا..."
.
"إبنتي ما بك؟؟ أجيبيني!"
.
"أنا لست بخير يا أمي!
لست بخير..... لست بخير أبدا!"
.
"لماذا؟! ماذا حدث؟!
هل حدث شيئ لحفيدي؟؟؟
هل حدث شيئ لك!
هل فعل غريشا لك شيئا سيئا"
.
"أرجوك يا أمي لا تذكري إسم ذلك الرجل... أنا أكرهه و أمقته بشدة... يكفي أنه كان السبب فيما يحدث لي الآن!"
.
"إذا ماذا حدث؟"
.
"أمي...... لا أعرف مالذي علي أن أفعله!
لقد تراكمت علي الديون و لن اتمكن من دفع ايجار المنزل و حتى نفقات مدرسة إيرين... لقد اصبحت في ضيق شديد و لم أعرف ماذا أفعل و الأسوء من هذا كله هو أنني قد طردت من عملي يا أمي!"
.
"متى؟ متى حدث كل هذا يا إبنتي!؟"
.
"خ_خلال أسبوع فقط!"
.
لم تتمكن كارلا من قول المزيد لانها لم تتمالك نفسها و قد بدأت بالبكاء و والدتها تسمعها عبر الخط و تحاول تهدئتها
.
"أرجوك كارلا... لا تبكي حبيبتي سيكون كل شيئ على ما يرام.. سيكون كل شيئ على مايرام فقط لا تبكي ارجوك!"
.
"كيف لا أبكي يا أمي! لقد سئمت كل شيئ...  لن يكون كل شيئ على مايرام.... لقد مللت و تعبت لو لم يكن ايرين موجودا لكنت قد مت منذ زمن طويل... أنا فقط أعيش لأجل إبني!"
.
"و لهذا السبب يجب أن تبقي قوية لأجل ايرين!
اياك أن تستسلمي يا إبنتي...
لن تنتهي الحياة بمجرد أن إفترقتي عن غريشا... مزال هناك أمل! فقط كوني قوية مهما كانت الصعاب!"
.
"أمي....."
.
"إبنتي لا تقلقي بشأن المسكن. ما رأيك أن تأتي أنت و حفيدي للعيش معنا... سنكون أنا و والدك سعيدين للغاية بهذا و لاسيما إن عدتي إلينا يا إبنتي.... كما أنني أرغب بالعيش و أشبع من وجه حفيدي الجميل...
لذا ما رأيك؟"
.
"أمي... لا-لا يمكن... هذا كثير و لا أستطيع أن أزيد من مصائبي عليكما... لن تتحملا نفقتنا...
مستحيل.... أنا آسفة لكنني أرفض..."
.
"يا إبنتي... منزلنا كبير و يسعنا جميعا.. و لا تقلقي أبدا بشأن النفقات و الأموال.. هل نسيت أن والدك يكسب مبلغا ممتازا من عمله. و اذا كنت تقلقين بشأن هذا سأبحث عن عمل من أجلك أرجوك لا ترفضي طلبي!"
.
"و لكن يا أمي..."
.
"أرجوك يا إبنتي.. إن كنت تحبينني فأرجوك أن تأتي و تعيشي معنا.. لقد اشتقنا إليك كثيرا. كما أننا نشعر بالوحدة كثيرا... أرجوك لا ترفضي طلبي... أرجوك أريد العيش معك و مع حفيدي!"
.
"ح_حسنا... أنا موافقة!"
.
"هذا هو القرار الصحيح.. و لن تندمي... و لا تنسي أيضا أنه حتى لو دبرتي المال لاجل إيجار المنزل فلن تتمكني من دفع نفقات مدرسة ايرين. و عندها سيطردونه!"
.
"أجل أظن أنك على حق....
سأخبر إيرين و سنجمع أغراضنا و نأتي عندكما.."
.
"حقا....!  يا إلهي كم أنا سعيدة! سعيدة لأنك ستعودين إلى أحضاني يا حبيبتي!
أنا في إنتظارك... و بلغي سلامي الى حفيدي"
.
"حسنا... سأبلغه! وداعا أمي.."
.
"الى اللقاء يا إبنتي.. سأكون في إنتظارك على أحر من الجمر"
.
ثم أغلقت كارلا الخط و تنهدت ببطئ ثم ذهبت الى الطاولة و بدأت بجمع الاوراق و وضعها في علبة كبيرة. و قد ذهبت إلى غرفتها و فتحت الخزانة و بدأت بحزم أغراضها و بعد أن أنهت ذلك.. ذهبت الى غرفة ايرين و حزمت أغراضه و بقيت تنتظر عودته من المدرسة.
بعد حوالي ساعة عاد إيرين إلى المنزل. و عندما فتح الباب وجد أن هناك حقائب كثيرة موضوعة أمام الباب فراح ينادي والدته حتى وجدها في غرفة المعيشة
.
"أمي!  أمي أين أنت؟"
.
"هاه إيرين؟"
.
"ها أنت ذا يا أمي
مالذي تفعلينه هنا و لما هناك حقائب أمام الباب؟"
.
"بني إيرين.... أنا..."
.
"لقد طردنا من المنزل صحيح؟"
.
"لا لم نطرد... و لكن على الوشك أن يحدث ذلك.."
.
"لماذا؟ ماذا حدث؟"
.
"بني.... لقد طردت من العمل كما تعلم و لم يقبل أحد توظيفي.. و اليوم اتصل بي مالك المنزل لاجل دفع الإيجار و طلبت منه ان يمهلنا مهلة اضافية لكنه رفض.."
.
"لو إنتظرتي و أخبرتني لكنت قد ضربت ذلك السافل اللعين"
.
أجاب إيرين بغضب لتوبخه كارلا
.
"لا تشتم إيرين!"
.
"أ_أنا آسف....
و لكن ماذا سنفعل الآن...؟"
.
"لا تقلق عزيزي... لقد اتصلت بي جدتك.. و حين اخبرتها عرضت علينا العيش معها.."
.
"مهلا جدتي فعلت ذلك؟!"
.
أومأت له كارلا بهدوء ليقول بتفاجئ و قلق
.
"أليس هذا كثيرا عليهما!
اعني وجودنا نحن برفقتهم....  الن يزعجهم الأمر..؟"
.
"لو كان الامر يزعجهم لما عرضت علي امي هذا.."
.
"ص_صحيح..."
.
"علاوة على ذلك منزل والداي كبير و سيسعنا جميعا و ايضا قالت أمي انها ستدبر عملا من أجلي... كما أنها إشتاقت لنا كثيرا و تود أن نعيش معها.. كما انها ترغب بالعيش معك يا إيرين. فجدتك تحبك أليس كذلك.."
.
"أجل أعلم هذا"
.
"إذا بني هل أنت موافق؟"
.
"أجل..... أنا موافق...
أساسا لا فرق عندي بين العيش هنا و هناك مادمت بجانبك لأحميك.."
.
"بني... هل تعلم كم أحبك جدا!"
.
قالت كارلا هذا و تزين ملامحها ابتسامة واسعة. لتلين ملامح إيرين و يبادلها
.
"أنا أيضا أحبك جدا أمي!"
.
ثم عانقت المرأة ذات العيون العسلية إبنها و ضمته إلى صدرها و ربتت على شعره الكستنائي
.
"أمي أنا أشعر هكذا و كأنني طفل!"
.
"مهما كبرت يا بني فستظل إبني الصغير و الوحيد الذي أحبه..."
.
.
.
.
بعد حوالي ساعتين تمكن إيرين من تجهيز اغراضه المتبقية و قد ساعد والدته أيضا في ترتيبها. أما بالنسبة للأثاث فقرروا نقله في اليوم التالي. لانهم سيستقلون سيارة أجرة الآن...
إتصلت كارلا بصاحب المنزله لتبلغه بأنها ستترك المسكن و عندما كان وشك قول شيئ سخيف قامت بشتمه و اغلاق الخط في وجهه.
و فتحت الباب للمرة الاخيرة تناظر المكان لتودعه و قبل خروجهم من المنزل علق ايرين رسالة لصاحب المنزل مكتوب فيها كل انواع الشتائم و السب و اغلق وراءه الباب.. ثم تبع والدته و استقلو سيارة الاجرة و هموا بالذهاب...
و قد استغرقت الرحلة ساعتان للوصول الى المدينة التي يعيش فيها والدي كارلا... نظرا لأنها تبعد عن المدينة الاخرى بعدة أميال و أثناء هذا شعر ايرين بالنعاس الشديد و راح يغط في النوم... و بعد وصولهم استيقظ ايرين على صوت صافرة الحافلة التي مرت عليهم ثم لاحظ أنهم قد وصلوا
.
"حبيبي إستيقظت؟! لقد وصلنا إلى منزلي.."
.
خرج إيرين من السيارة و هو يتثائب و يمد جسده كالقطط ثم القى نظرة على المنزل حتى تفاجأ
.
"واااه... هل هذا هو منزلك يا أمي!"
.
"أجل يا بني... لم يتغير مزال جميلا"
.
"أتمزحين معي! كنت تعيشين في قصر!"
.
"وصفه بالقصر مبالغ فيه إيرين!
بل أبي قد صممه على الطراز القديم لأنه يحب هذا النوع من المنازل... و ايضا عندما كنت طفلة لم اكن احب الخروج منه. بل كنت اعتبر نفسي الاميرة ذات الشعر الطويل التي تنتظر أميرها ليأتي إليها!"
.
ضحك ايرين على ماقالته والدته لتكمل
.
"و الآن أنت ستصير أمير هذا القصر يا إيرين"
.
"ههه حسنا.. حسنا..
في الحقيقة لقد تفاجأت بهذا. كوني لم أزر منزل جداي من قبل.. لهذا لا أعرف حتى شكله.."
.
"و الآن قد صرت تعرفه...
هيا بني ساعدني في إنزال الحقائب من صندوق السيارة"
.
"حاااضر"
.
ثم ساعد ايرين والدته على انزال الحقائب من سيارة الاجرة و دفعت كارلا للسائق و شكرته. ثم هم بالرحيل. بعد لحضات فتحت كارلا البوابة الخارجية للمنزل.. لتكشف عن حديقة المنزل الامامية و التي كانت جميلة جدا.
اندهش ايرين من هذا المنظر ليقول لوالدته بعبوس ظريف
.
"لديك قصر كهذا و لم تخبريني عنه!
أنا الان صرت أحدس نفسي لانني دخلت اليه!"
.
ضحكت كارلا بهسترية على عبوس ابنها لتقول له
.
"ابني الوسيم غاضب مني.. يا إلهي ماذا سأفعل لكي أرضيه؟!"
.
"ربما إذا أعددت لي الهامبرجر بالجبنة سيختفي غضبي"
.
"حسنا.. حسنا... عندما ندخل سوف اعده لك"
.
ثم تقدمت كارلا نحو الباب هي و ايرين يجران الحقائب و راءهما. لتطرق ذات العيون العسلية الباب. فتخرج لها إمرأة ليست كبيرة جدا بالسن و لكنها تشبهها و جميلة أيضا
.
"كارلا... إبنتي؟!"
.
"ماما لقد عدت.."
.
"إبنتي!"
.
ثم تقدمت المرأة العجوز و عانقت ابنتها ثم تتفحص وجهها بعناية و تلمس و تمسد على شعرها الداكن
.
"ابنتي... لقد نحفت كثيرا!
لكنني سأحرص هذا الاسبوع على اعادة وزنك الطبيعي!"
.
"لا يا أمي ليس مجددا يعجبني وزني هكذا!"
.
ثم قهقهت المرأتان بخفة و بعد لحظات. لاحظت المرأة العجوز أن حفيدها كان وراء ابنتها لتتقدم نحوه بهدوء
.
"ايرين... حفيدي.. أهذا أنت؟!"
.
"ج_جدتي؟!"
.
ثم ابتسمت العجوز بوسع و تقدمت نحو ايرين لتعانقه
.
"حفيدييي.. لقد إشتقت إليك كثيرا...
لقد مضت خمس سنوات منذ آخر مرة رأيتك فيها... لقد أصبحت جميلا يا بني"
.
عبرت العجوز عن حماستها كالأطفال ليقول ايرين و هو مبتسم لها
.
"لقد اشتقت اليك يا جدتي...
كيف حالك؟"
.
"يا إلهي حفيدي اشتاق إلي... تعال إلي لأضمك مجددا.."
.
ثم ضمت العجوز ايرين مرة ثانية. لتبتسم كارلا. و يهم الثلاثة بالدخول إلى المنزل.. فترشدهم العجوز الى غرفهم لاجل وضع حقائبهم ثم تعود بهم إلى غرفة المعيشة
.
"لم يتغير هذا المنزل ماما.... لا شك أن أبي من كان يحافظ عليه"
.
"ههه أجل يا إبنتي فوالدك لا يحب التغيير.."
.
"اه بالمناسبة ماما.. أين ذهب أبي؟"
.
"والدك لا يزال يعمل سيأتي في السابعة مساءا.."
.
ثم التفتت العجوز إلى ايرين الذي كان معجبا بالأثاث المنزلي لتسأله
.
"لقد مضى وقت طويل يا حفيدي الجميل... أخبرني في أي سنة صرت الآن؟"
.
"أنا في السنة الأولى من الثانوية"
.
"هذا جميل... و كيف حال دراستك؟"
.
"إنها جيدة.. أنا أبذل ما بوسعي يا جدتي"
.
"أحسنت يا بني... أتمنى أن تنجح في دراستك و تصبح طبيبا!"
.
"ههه اتمنى ذلك.. لكنني احب الهندسة المعمارية.."
.
"اه اذن أنت تحب الهندسة... لا يهم على أية حال.. المهم أن تنجح يا بني.."
.
"حسنا شكرا لك جدتي..."
.
"اااه يا إلهي أعتذر يا أبنائي لقد مرت ربع ساعة و لم احضر لكما شيئا لتأكلاه.. يالني من خرقاء"
.
"رجاءا لا تقولي عن نفسك هذا يا ماما... أنت لست خرقاء. بل أنت الافضل في العالم...
و أيضا نحن لسنا ضيوف نحن سنعيش هنا.."
.
"اه صحيح... لقد نسيت!"
.
ضحك ايرين بشدة على عفوية جدته. ثم نهض من مكانه و إتجه إلى غرفته التي تقع بالطابق العلوي لأجل أن يرتب أغراضه..
بعد مدة تمكن من تعليق و ترتيب ملابسه في خزانته الجديدة. و قام بترتيب مكتبه الجديد و وضع في جوانبه كتب المانجا التي يقرأها عادة... ثم رتب سريره الجديد الذي يسع لشخصين و الذي يتكون ايضا من وسادات و ملاءات بيضاء مغطاة ببطانية زرقاء ناعمة.
بعد ان إنتهى من اعداد و ترتيب غرفته إتجه نحو الشرفة ليستنشق الهواء النقي الذي دخل ليصفي رئتاه.. ثم بقي يتأمل سماء المساء التي كانت عبارة عن لوحة فنية ملونة بتداريج ألوان مختلفة. كالأحمر و البنفسجي و الازرق وقليل من اللون الزهري و التي تزينها ايضا السحب البيضاء التي تتحرك بحرية.
ابتسم على هذا المشهد و راح يغلق جفونه ليستمتع بهذا السكينة... لحظات فقط حتى يسمع صوت صراخ من المنزل المجاور لهم
.
"دعوووني.... دعوني و شأني.... أنا لم أفعل شيئ لم أفعل شيئ!!!!"
.
  انصدم ايرين لصوت الصراخ العالي الذي كان من الواضح أن صاحبه فتاة. ثم حاول أن يلقي نظرة من الشرفة على أمل أن يعرف ماذا يحدث عند جيرانهم.... لكنه لم يتمكن من ذلك و قد إختفى صراخ الفتاة و عادت السكينة كما لو لم يكن هناك شيئ...
بعد لحظات نزل إيرين من غرفته إلى المطبخ ليجد أن والدته و جدته في المطبخ يعدون العشاء و هما تتبدلان اطراف الحديث.. ثم جلس على الكرسي بشرود
.
"اه بني لقد نزلت أخيرا.... هل أنهيت ترتيب غرفتك؟"
.
قالت كارلا لإيرين و هي لاتزال تقطع الخضراوات بينما ايرين لم يجبها لانه كان لايزال شاردا.
.
"إيرين!"
.
"آهاه ن-نعم!"
.
استفاق ايرين من شروده ليرد بتعلثم لتكمل كارلا
.
"لقد سألتك إذا كنت قد رتبت غرفتك"
.
"اه نعم.. لقد فعلت.."
.
"أخبرني يا حفيدي هل أعجبتك الغرفة؟
اذا لم تعجبك يمكنك اختيار واحدة اخرى..."
.
"لا... لا داعي يا جدتي
بل على العكس... ان الغرفة جميلة و واسعة و قد اعجبتني... و ايضا فيها شرفة تطل على مكان جيد"
.
"اذن أعجبتك.... يسرني سماع ذلك بني"
.
"لدي سؤال جدتي؟"
.
"نعم تفضل... إسأل بني..."
.
"قبل قليل عندما كنت في غرفتي سمعت صراخا من المنزل المجاور... هل تعرفين السبب"
.
"اه لقد مضى وقت طويل منذ أن فعلت ذلك.."
.
"من هي؟!"
.
"آه إنهم جيراننا... سمعت أن الفتاة التي تعيش هناك قد أصيبت بالجنون لهذا تصرخ كل يوم..
لكنها توقفت منذ مدة و قد عادت مجددا الى ما كانت تفعله"
.
"ماذا... و كيف حدث هذا؟"
.
"لقد. سمعت أن والدتها قد. قتلت بوحشية أمام عينيها... لهذا السبب لم تتحمل و اصيبت بالجنون"
.
"آه... أنا آسف"
.
"لا تأسف يا بني.. مادمت لا تعرفها و لست سببا في هذا.."
.
"و مع من تعيش؟"
.
"في الحقيقة لا أدري و لكن أظن أن والدها لايزال حيا لذا ربما تعيش معه....
كما أنها لم تذهب للمدرسة منذ حوالي سنتين و سمعت أنها كانت طالبة مجتهدة... آخخ المسكينة. كم أشفق على حالها..."
.
"هذا مؤسف..."
.
تنهد إيرين ببطئ ثم تقدمت جدته نحوه و ربتت على رأسه. ثم إلتفتت ناحية الثلاجة و اخرجت علبة عصير و سكبت لحفيدها في كوب و قدمته له. فشكرها و شربه و اعجبه و اثناء هذا عاد الجد من العمل و تفاجأ برؤية إبنته و حفيده في منزله. ففرح كثيرت بقدومهما.. و اخبرته زوجته بالقصة و أنهما سيعيشان معهما.
بعد مدة جلس الجميع يتناولون العشاء و هم يتبادلون أطراف الحديث و لم تتوقف جدة ايرين عن مدحها لحفيدتها و عن أنه سيصبح محبوبا في مدرسته الجديدة.. فتحمس ايرين لهذا و قرر أن يكون صداقات فور أن يذهب الى هناك.. لقد اراد الانفتاح و تجربة شعور الصداقة.. ففي النهاية هو شاب لطيف على الرغم من انه عصبي جدا و انطوائي كثيرا..
حين انهت العائلة تناول العشاء.. قامت كارلا بجلي الصحون وقد ساعدها ايرين على ذلك. و قد اعجب سلوكه و اهتمامه بأمه جدته كثيرا و جعلها تحبه أكثر...
حينما إنتهوا من العمل.. صعد كل شخص الى غرفة لأجل أن ينام..
اثناء هذا فتح ايرين شرفة غرفته ليستمتع بنسيم الليل و هواءه البارد الذي يحرك خصلاته الكستنائية و القمر المنير الذي يضيئ عينيه الزمردية الجميلة فتنهد و اغلق جفونه ليستمتع بهذا الجو.. و أثناء هذا لاحظ خروج فتاة من الشرفة المجاورة
.
"مهلا ذلك المنزل الذي تعيش فيه الفتاة
و تلك أيعقل أنها هي!"
.
اقترب قليلا ليرى ملامح الفتاة مدعيا أنه لم ينتبه لها. و حين ألقى نظرة عليها. كشف عن ملامحها..
كانت فتاة جميلة ذات شعر أسود قصير و بشرة حليبية و عيون حادة و جميلة و كانت ترتدي ثوب نوم أسود اللون يكشف عن اكتافها ناصعة البياض.
بقيت تتأمل السماء و نسيم الليل يحرك خصلاتها الفحمية بينما صاحب العيون الزمردية بقي شاردا فيها. لكنها لم تلحضه و دخلت غرفتها و اغلقت باب الشرفة الزجاجي.
تعجب ايرين مما حدث للتو. أيعقل أنها الفتاة التي حدثتها عنه جدته!
.
"مهلا تلك الفتاة مستحيل أن تكون التي أخبرتني عنها جدتي...
إنها تبدو شخصا طبيعيا للغاية!"
.
لكن خاب ظنه حين سمعها تصرخ مجددا
.
"لست أنا من فعل هذااا.... أرجووك أنا لست قاتلة...
لالالالالا أرجوك إبتعد عني!"
.
أراد إيرين بشدة أن يعرف ماهي قصة هذه الفتاة فراح يقفز من شرفته متشبثا بأحد أنابيب المنزل حتى وصل إلى شرفتها المغلقة.. و لحسن الحظ كان الباب مفتوحا و كان على وشك الدﺧول لكنه توقف حين وجد ان الفتاة كانت عارية و كانت على الوشك ان ترتدي ثيابها لذا اسرع و اغلق الباب بهدوء لكي لا تسمعه و راح يغادر بسرعة و هو متوتر و وجهه أحمر كالطماطم...
حين قفز على شرفته دخل و اغلق بابها و تنهد و وجهه لا يزال محمرا و القى بنفسه على سريره
.
"لقد نجوت بأعجوبة... لو رأتني لكان قد قضي علي..من قبلها و من قبل أمي و من قبل جداي أيضا..."
.
بعد لحظات استقام من سريره و غير ملابسه و عاد الى فراشه ليغط في نوم عميق...  و في صباح اليوم التالي إستيقظ من النوم فغسل وجهه و ارتدى ثيابه و نزل ليتناول الفطور مع والدته و وجداه ثم تناول حقيبته و ودع أمه و جداه و راح يتوجه لثانويته الجديدة...
حين وصل إلى هناك.. كانت عبارة عن ثانوية كبيرة و جميلة فتوجه الى مكتب المدير مباشرة ليأخذ جدول حصصه و يتجه نحو صفه الجديد..
أثناء هذا كانت المعلمة قد دخلت بالفعل و هي كانت تلقي تحية الصباح على طلابها. فطرق ايرين الباب و دخل
.
"صباح الخير"
.
"اوه لقد أتيت إذا تفضل...
أيها الطلاب هذا هو زميلكم الجديد رحبوا به رجاءا"
.
ثم لوح له العديد من الطلاب و لاسيما الفتيات اللواتي كن يستعدن للانقضاض عليه..
.
"رجاءا عرفنا بنفسك"
.
تحدث المعلمة و على وجهها ابتسامة ليستقيم ايرين و يقول
.
م_مرحبا...
أدعى إيرين ييغير سعدت بلقاءكم إعتنوا بي رجاءا! "
.
ثم إنحنى إيرين لهم لتكمل المعلمة
.
"سمعت أنك طالب جيد يا إيرين.. أتمنى أن نقضي سنة ممتعة... و الآن يمكنك إتخاذ مقعد جانب أرمين.."
.
ثم لوح له أرمين ليتقدم إليه و هو متوتر قليلا فإيرين لم يعتد أبدا على الاختلاط بالناس و الطلاب و لم يكسب صداقات من قبل و لم يجلس بجوار أحد أبدا..
فتقدم ناحية الفتى الاشقر ليجلس و يبتسم له و يمد يده ليصافحه
.
"مرحبا... أهلا بك في مدرستنا.. أدعى أرمين آرليت سررت بمعرفتك"
.
"م_مرحبا... أدعى إيرين ييغير سررت بمعرفتك"
.
"أتمنى أن نصبح أصدقاء إيرين"
.
ثم ابتسم ارمين ثانية في وجه ايرين ليبادله. و أخيرا و لأول مرة قد حصل على صديق....
.
مضت الحصص الدراسية و قد تلقى ايرين اهتماما كبيرا من قبل الطلاب كونه طالبا مجدا و ذاع صيته في المدرسة خلال ساعات فقط و يمكن القول أنه قد أصبح له نادي معجبين مهووسين. و في فترة الغداء اجتمع عليه العديد من الطلاب ليتعرفوا عليه و لا ننسى ان عدد الفتيات يفوق عدد الفتيان. و في يوم واحد فقط أصبح يلقب بالفتى الاوسم في الثانوية...
سعد ايرين كثيرا بالإهتمام الذي تلقاه في مدرسته الجديدة و حين انتهى وقت الدوام المدرسي عاد الى المنزل و برفقته صديقه الجديد أرمين و اتضح انه يسكن فقط في الحي المجاور فودعه و عاد إلى المنزل..
.
حين دخل استقبلته والدته و جداه اللذين كانوا في غرفة المعيشة يتبادلون أطراف الحديث.
.
"مساء الخير جميعا!"
.
"مساء الخير بني.."
.
ثم لمحت الجدة صوت ايرين الذي يبين أنه يشعر بالسعادة لتقول له
.
"بني تبدو سعيدا! هل أعجبتك مدرستك الجديدة"
.
"أجل يا جدتي! المدرسة رائعة جدا و قد حصلت على العديد من الاصدقاء"
.
ثم قهقهت الجدة على حماسة إيرين ليقول الجد
.
"من الجيد أنك إعتدت يا بني على المدرسة في يوم واحد فقط.. ألم نقل لك أن التأقلم هنا سريع.."
.
"هه أجل يا جدي لقد كنت على حق!"
.
"هيا يا بني اذهب الى غرفتك و ارتح قليلا.."
.
"حسنا أمي.."
.
و قبل ان يصعد إيرين قبل جبين أمه ثم ذهب ليبتسم الجدان
.
"يا له من ولد بار.."
.
و بعد ذلك فتح ايرين باب غرفته و قام بتغيير ملابسه من الملابس المدرسية الى ملابسه المعتادة. ثم استلقى قليلا و غفا حتى غربت الشمس و حل الليل. ليستيقظ من جديد و ينهض من سريره و يتثائب و يمد جسده. ثم يعود للشرفة ليطل على سماء الليل.. و لكن لوهلة تذكر موقف الامس حين رأى تلك الفتاة ليحمر خجلا
.
"ما ذلك الموقف الذي وضعت نفسي فيه!"
.
ثم تأتيه فكرة القفز إلى شرفتها مجددا و يتمنى في داخله أن لا يتكرر مشهد الامس. فقفز و استند على الحائط و تشبث بالأنبوب المثبت حتى وصل اليها و لحسن حظه كان الباب مفتوحا.. لكنه كان مترددا قليلا بشأن دخوله.. لكنه إستجمع شتات نفسه ثم فتح الباب ببطئ و دخل ليكشف عن غرفة جميلة منارة بأضواء خافتتة كالشموع و ستائرها و ملاءات سريريها بنفسجية اللون و لكن كانت تلك الفتاة جالسة على مكتبها لتفزع عندما دخل ايرين.
.
"من؟! من أنت... أرجوك لا تؤذيني..."
.
"لا لاتقلقي لن أؤذيك رجاءا إهدئي!"
.
"ارجوك خذ ما تشاء فقط لا تؤذني!"
.
بدت الفتاة خائفة و هي واضعة يديها على رأسها فتعجب ايرين ليقترب منها بهدوء و يطمأنها
.
"أرجوك... لا تخافي أنا لن أؤذيك.. فقط أتيت لتفحص المنزل لأنني كنت أسمع صوت صراخ من هنا..."
.
"ما_ماذا؟... اذا أنت لست لصا"
.
"لا لست كذلك.. لا تخافي مني.. أتيت فقط للإطمئنان..."
.
"أنا أعتذر اذا كنت قد أزعجتك... أنا لا يمكنني التحكم بنفسي لذا اعتذر منك"
.
"لا.. لا لا تعتذري... لست منزعجا. أنا من يجب عليه الاعتذار لانني إقتحمت غرفتك بدون إذن"
.
"حسنا لا بأس بذلك طالما لست لصا.."
.
"إذا... هل يمكنك اخباري سبب صراخك.."
.
سأل ايرين ببعض الحيرة لتجيبه الفتاة ببعض التردد
.
"هل يمكنني الوثوق بك"
.
"نعم ثقي بي... لكن مهلا قبل ذلك أنا لم أعرفك بنفسي يا آنسة...."
.
"ميكاسا.... أدعى ميكاسا أكرمان"
.
"تشرفت بمعرفتك ميكاسا...
أنا ادعى ايرين ييغير"
.
"إيريه ييغير"
.
"ليس إيريه! بل إنه إيرين!"
.
"آسفة كنت فقط أجرب الاسم!"
.
"حسنا لا بأس..."
.
"حسنا إيرين... في الحقيقة لقد مضت سنتان منذ أنني لم أخرج من المنزل لأنني مريضة بمرض نف... سي.. حيث أرى تخيلات...و هلوسات ت_تخيفي جدا... كما أنني..... منعت من الخروج لكي لا أؤذي أحدا..."
.
"تؤذين أحدا؟؟. لكنك لم تفعلي لي شيئ.. وولا تبدين مريضة... تبدين كشخص عادي!"
.
"أتمنى لو كان كلامك صحيحا... لكن هذه هي الحقيقة.. أنا أذعر و اصرخ احيانا دون سبب و بدون إرادتي ....
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
يتبع......


هاي ڨايز هاي ون شوت مقسمة لثلاث أجزاء و هذا بيكون طبعا الجزء الاول.. أتمنى تنال إعجابكم 💛
.
.
.
.
.
.
.
و كمان فيما يتعلق بقصة عالق في المسارات فالفصل التالي لساتني أعمل عليه و كمان لازم ارتب افكاري مشان تكون الرواية ممتازة.
وفيما يتعلق بقصة ثانوية العمالقة غدا ان شاء الله رح أنزل فصل.. لانو عندي مشاكل بالواتباد و كلما اكتب فصل ينحذف..
+
التفاعل ضئيل لدرجة أنو ما يحفزني أكتب و ممكن أسحب عالروايات كلها

.
.
.
و شكرا 🙂

💛片思い 💛حيث تعيش القصص. اكتشف الآن