2

764 31 45
                                    

بسم اللّه
.
صلوا على الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام
.
نبدأ
.
ستمتعوا

•••

§ Search §

تجلس على السرير بفستانها الابيض الذي ما زادها الا جمالاً
تفرك بيدها اليمنى على اليسرى بقوه ...
تنظر الى ما حولها والدموع تُحاوط محاجرها الرصاصيه ...
ليس خوفً من شخصٍ جديد او حياه جديدة .. لا أبداً
بل لأنها تعرف ذلك الشخص وتعرف حياته بتفاصيلها ..
تعرف من هو وماذا عاش وماذا اصبح عليه ..
لطالما دعت ربها ان ينجيها منه لأنها كانت المختاره
لكنها الان بين يديه وتحت رحمته ..
تمنت لو انها لا تعرف عنه كاباقي الناس .. لو لم تعرف بخباياه ..
كانت لتفرح بليلة العمر كاباقي الفتيات ولو لبضع ساعات
لكن ماذا تفيد كلمت
•لو•
رفعت عينيها برعب للباب الذي انفتح بقوة
لتذرف عيناها اول دمعه كسيره .. من حياة مدمره بالكامل
دلف اليها وهو يرى الدموع تنسكب على خديها الناعم ..
اقترب اليها الى ان وقف امامها مباشرةً .. انحنى ليصبح وجهُه مقابل لوجهها ..
ضل ينظر بتأمل الى محاجرها المغرقه بالدموع
رفع يده ومسح دموعها بأطراف اصابعه وهو يقول/ تؤ تؤ تؤ ..
وشو له الدموع في ذي الليله المميزه ياحلوه ..
تجمدت مكانها لم تستطع انزال عينها او حتى تشتيتها عنه ..
احتلت غمامه سوداء عالم افكارها .. هي تعرف انها الان اسيرته ولن تتحرر الا بالموت ..
قطع افكرها شهقه قويه وحاده خرجت منها ..
امسكها بأصابعه الصلبه والخشنها من فكها بعنف وقسوه
وأرجع رأسها بقوه على السرير ..
ازدادت دقات قلبها واظطربت انفاسها
تشعر بقلبها يحترق حزنً عليها .. هالعً مما سيحل بها .. ليبدأانتظار توقفه ورحمت موتها ..
تظر اليه بعينين متوسعتان فهو اصبح مقابلاً لها تماماً ..
يديها فوق يديه تحاول بعاده عن فكها ..
تشنجت طرافها وتوقفت عن الحركة .. بفعل همس عند أذنها
سلبت منها باقي ما تمنته في الحياة
/ هلا فيك في جحيم طلال ...!

#
.
.
.

4:20n

ارتميت على كرسي مكتبي وسندت راسي عليه .. مغمض عيوني وادلك ما بين حواجبي .. راسي ينبض بقوه ومب مخليني اركز .. حاس رح ينفجر بأي لحظه ..
خمس دقايق ..
حسيت اني اعتدت على الوجع .. فتحت عيوني وناظرت المكتب بهدوء وانا افكر ..
لا ييمكن وبتاتاً البته .. انسى اللي صار اليوم رح يخلد في ذاكرتي لين اموت ..
طق الباب ودخل من دون ما اسمح له وعرفت مبأشره من يكون ... قليل أدب ..
كان صديقي وزميلي في المستشفى .. قعد يطالعني لمده وانا مثله وساكتين .. شوي وتنهد ونزل راسه قرب مني وطبطب على كتفي ونطق بـ / ماعليه ..
سحب الكرسي اللي قدام المكتب وحطه جنبي وجلس عليه طلع جواله من مخباه وقعد يطقطق عليه .. ناظرته وانا رافع حاجبي .. الحين على اساس قاعد يواسيني .. عطيته طاف ورجت راسي اطالع السقف ازين من وجهه .. الأفكار بدأت تغزو عقلي وماني مستوعب .. " الحين لو ريان واخوه صدق عايشين في الشارع مارح تكون حالت اخوه الصحيه ممتازة لذي الدرجه .. فحوصات امس كل شي في الولد طبيعي وجداً ممتاز من غير السكر طبعاً لكنه منتظم .. وبنيت ريان واضح صحية .. لدرجة احس اني انا العايش في الشارع مو هم "
قعد على حالتي مدة طويله ..
لين انتشلني من افكاري صوت خرج من جوال الحيوان اللي جنبي / وردنا اخبار عاجله عن مقتل احد رواد الاعمال المعروف في البلد
السيد -طلال عبد اللّه الـ##
الملقب ٫بصاحب الخصله البيضاء ٫ .
وقفت بسرعة لدرجة الكرسي طاح عالارض .. عيوني متوسعه وحس انفاسي ضاقت .. مب قارد اتنفس ..
وقف اللي جنبي بقلق وكان نيته يغلق جواله .. وبس مسكت يده ونطقت كلمه واحده لكنها بصوت مخنوق / سامي ..
فهمني مباشرة .. قعد ماسك الجوال ويتأمل ملامحي .. ابس اسمع ابي اتأكد من شي ويا رب ما يطلع اللي ببالي ..
/ ولقد شوهد مقتولن في قلب منزله ..( شديت على يد سامي اكثر )
ووردنا من فريق البحث الجنائي انه متوفي من البارحه وتم اغتياله في تمام الساعه الحادية عشر و اربعون دقيقه ..
طلعت من المكتب وصرت اركض في الممر بسرعة .. وسامي يركض وراي والصوت قاعد يوصل لمسامعي / وكشف لنا البحث الجنائي عن سبب الوفاه .. حيثُ قد طُعن عشر طعنات متتاليه على ظهره بسكين حاده ..ادت الى وفاته ..
وصلت لذاك القسم وصرت متوجه لغرفه محدده وسامي يتبعني /
واصدر المسوؤل عن القضيه المحقق - محمد مسعود الـ##
انه وبعد البحث في كاميرات المراقبه المنتشره في المنزل على عدم دخول او خرج احد غريب من المنزل البارحه بأكمله ..
وصلت وأخيراً للغرفه اللي ابغاها .. فتحت الباب وتوجهت مباشرةً للي ابيه .. واذاني مع الجوال / ومع فحص البصمات من سلاح الجريمة المرمي بقرب الضحية وفي هذه الحاله يوجه الاتهام الى الشخص الوحيد الذي التقطته الكاميرات خروجه في حاله غريبه بعد الحادثه بثواني وتطابق البصمات وهو ..؟
مسكت شعري وشديت عليه وانا اطالع للي ادور عنه .. عيوني متوسعه وانفاسي ثقيله وكل ما اسمعه هو صوت المذيع المتحسر / ابــنــه ...
-ريان طلال عبداللّه الـ ## ..
البالغ من العمر 16 سنه ..
جلست على الكرسي اللي خلفي انا اطالع الجسم المنسدح قدامي والاجهزه محاوطته من كلل جهه .. وبضيق ما ادري وش سببه / وش سويت يا ريان ..
سكت احاول انظم انفاسي لكن في شي ينحرق فيني .
صرخت وانا اضغط على راسي بقوه / وش ســـويـــت يـــا ريــان ..
حسيت بيد سامي على كتفي ويشد عليه .. لكني وقفت بعنف وقربت منه بسرعه .. حاوطت وجهه بعنف وقربته مقابل وجهي ..
وصرخت بحده / وش سويت في نفسك يا ريان .. وش سويت في اخوك .. مب انت الاخ الكفو اللي ما يتخلى عن اخوه .. طلعت ذابح ابوك .. كيف تقول انك تحب اخوك رح وتحميه .. والمصيبه المسويها .. ريــان يــــا زفـت قــوم ورد عـلـــي .. قـــــــــو ...
قاطعني سامي وهو يدفني على ورا وتوي الاحظ الممرضين مكتفيني
طالعت لسامي اللي يطالعني
سامي بعصبيه / مجنون انت في بعقلك شي .. الولد ما رح يسمعك يا غبي .. في غيبوبه هو ..
غــيـــبـوبـه ..
نفش شعره بعصبيه واردف / انقلع من قدامي .. ما ودي اسوي شي اندم عليه من تصرفاتك الغبيه ...
وخرت يدين الممرضين عني وتراجعت للباب .. وقفت وانظاري على المنسدح والاجهزه محاوطته من كل جهه وعيونه مغمضه وربي يعلم متى رح تفتح ..
قلبي يحترق / كلكم مثل بعض يا الاخوان الكبار .. ضنيتك مختلف من موقف البارحة .. لكنكم زي بعض .. كذابين وجبناء ..
فتحت الباب وطلعت بسرعه
مشيت في الممر والناس تطالعني .. ايش اتوقع شافوا دكتور يجري زيي المخبول .. يظنون في حالة طارئة ..
ما عليكم الموضوع اني غبي وظنيت ان في اخ كبير مختلف وعنده حس المسؤولية .. كلهم اوسخ من بعض ..
خرجت ووقفت في حديقة المستشفى ..
غمضت عيوني ودلكت ما بين حواجبي بيد .. ويد على خصري
رفعت راسي ونزلت يدي اللي عند حواجبي لقميصي الرسمي الملطخ بدم ريان .. ما عندي غيره اعطيت ريان البارحة اخر لبس معي في المستشفى ..
فكيت اول ازراره لعلي اخفف من الكتمه ..
اخذت هواء وزفرته بقوه فتحت عيوني وضليت اتأمل السماء بهدوء حد وقف جنبي .. ناظرت بطرف عيني وكان سامي واقف بهدوء ويطالع قدام ويديه في جيب البالطو .. عرفت انه وده يقول شي .. وانا عارف وش يبي يقول لذا قاطعت لسانه قبل ينطق / لا تسأل لاني من جد ما ادري وش فيني .. ماأدري بـ وش افكر او ليش انفعلت شدخلني انا .. ما ادري ..
في جمرة ( حطيت يدي على صدري جهة قلبي ) هنا قاعده تحرقني وتأذيني .. وضايق وكأن الدنيا ذي كلها ما توسع ضيقتي ..(رفعت كفي وتحسست حلقي بخفه ) في غصة هنا تمنعني اتنفس زيين .. وأقول لك مره ثانيه ما ادري وش فيني ...

ومن كَأخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن