كنت وللحظةٍ واحدةٍ فقط صدّقت وعده الذي كان يعلم كلانا بأنّنا سننتهي منه مترامين على أرضٍ باردةٍ قاسية، والتي بالفعل كانت هي أرض لندن في بدايات ديسمبر
كلانا كان يعلم ما نهاية الوعد الذي قطعه بعد أن تقدّم لي للمرة الثانية "سأجعلك سعيدًا بالقدر الذي يُرضيك عني"
كان تحذيره لي مُستمرًا
دائمًا
ومُبكيًا..
أن أُمسك بيد حبيبي أو لنقل خطيبي ثم تبدأ مُخيلتي في تصوير مشهدٍ دراميّ بشكلٍ لاذعٍ ومؤذٍ، أنه من الممكن أن تتساقط أصابعه فجأةً من بين يداي ليتهاوى جسده للأمام ويكون طريح الأرض.. ميتًا
وأهمس للأدمع راجيًا بأن تقف في مكانها حيث أن هذا بالطبع ليس الوقت المثاليّ للبكاء أو الحزن؛ هاري بجانبي الآن
"أمي أيمكنك سماعي؟ لدي الكثير لأخبرك.
أولها أن هاري هو السبب في زيارتي هذه، أخبرني بأنك ستكونين سعيدةً جدًا بزيارتي لقبرك..
أعلم بأنني السبب برحيلك لكني كنت طفلًا لم أكن لأعلم بأن الحب مُعقدٌ هكذا، ليس الحب تمامًا
لكن أن تكون مثليًا في عائلةٍ كالتي كنتي جزءًا منها صعب.
في الحقيقة أمي هناك الأكثر من الكثير لأخبرك به لا أعلم إن كان الوقت سيُسعفني ولا أظنه سيفعل لكني سأخبرك بسرٍ صغيرٍ جدًا..
أمي أنا واقعٌ بالحب معه..
أعلم بأنك قد تغضبين لقولي هذا لكني لطالما أردت إخبارك بذلك، أنا واقعٌ له وبشدةٍ يا أمي
لكني أحمل سرًا أصغر من سري هذا وهو بأني خائف، مرتعب وأستيقظ من نومي كل ليلةٍ مفزوعًا..
أخاف بأن يكون له في تلك الليلة قبرٌ بجانب قبرك يا أمي.." أستنشق وأنا أمسح الدموع التي أصبحت تشكل نهرًا على وجنتاي
"أنا حقًا خائفٌ يا أمي، لو تعلمين فقط ما الذي صنعه والدي..
هل كان يستحق كلمة أبٍ أو والد؟ هل كان جيدًا معكِ؟ أعني هو قد تزوج بالفعل وأخذ لوسي معه ليحرمني من رؤيتها.." أتوقف وأنا أتلفت باحثًا عن هاري الذي اختفى فجأة، لأراه يجلس على مقدمة السيارة مُلوحًا لي وهو يبتسم بلطف ويشير لي بأن أكمل ما بدأت
وأعود للحديث عن هاري مرةً أخرى
"أمي أنا حتى لا أستطيع تخيل حياتي بدونه للحظة..
كيف اذا رحل؟ أمي رحيله هذه المرة ليس ككُل مرة!
رحيله هذه المرة بلا عودة.. أنا لا أعلم إن كنتي تشعرين بما أشعر لكنه حقًا يؤلمني، ويُضعفني بشدة.." أرفع رأسي وأراه يحدق فيّ من بعيد بقلق بعد أن رأى أدمعي
أنت تقرأ
Not Now - Larry Stylinson.
Fanficوكأن العالم تجرد من كل لونٍ له علاقة بك! ألوان عالمي ذبلت وبدأت تتلاشى، غزاها الأسود والأبيض بغيابك.. حتى أشباهك التسعة والثلاثون لا أثر لهم! وكأن الحياة قد أقسمت ألا تجمعني حتى بمن له شكل ظفر اصبعك! أتمنى لو تختفي من داخلي كما اختفيت عن ناظريّ.. ...