09 | خَيط و نار

319 30 5
                                    




أنتَ هُنا رُبما هذا ظِلك
أنتَ الحقيقيه في مكانٍ بعيد

____________

أفلت جونقان يده من خاصه هيونجين و دفع جسد الأكبر عنه قليلًا
هو لا يُريد سرقه هيونجين من حياته و لا يُريد تكوين حياه حالمه
مِن أجله ، هو لا يعرف هيونجين إلى الآن ، لا يعلم ما حقيقه شخصيته
هل يجب عليه أن يثق به و يجعل هذه المشاعر التي في قلبه تنمو إتجاهه؟

أم يتَّبِع عقلهُ و يهرُب بعيدًا؟

و يبدو أن عقل جونقان هو من إنتصر عليه في هذه اللحظه ، هو لم
ينظر في عيني هيونجين حتى و لم ينطق بأي حرف أبدًا هو فقط
ركض بعيدًا خارجًا من ذلك المكان و بدون أي وجهه مُحدده

تاركًا هيونجين الذي أرجع خصلات شعره للخلف بشده يُأنب نفسه ،
هو لا يرى نفسه مُتسرِعًا بما فعل بل إنه قد أضاع الكثير من الوقت
و مِن جانب أخر لا يُريد لجونقان أن تراوده أي فِكره سيئه حوله أو
يشعُر بالخوف منه

لكن ما عساه أن يفعل حيال مشاعره؟

ركض جونقان في الشارع الطويل و المُظلم الوحيد الذي يؤدي
إلى أرتانيا كونهما قد أصبحا بعيدان عنها بعض الشيء ، دموع
جونقان تُغطي وجنتيه و لا يعلم ما السبب الذي يدفعه للبُكاء الآن

كُلما أصبح قريبًا من هيونجين لهذه الدرجه هو سيشعر بشعورٍ سيء
و ستتدافع الذكريات السيئه نحو عقله ، ذكرياتٍ مشوشه غير واضحه
و لا تدُل على أنها جيده و بعد الخروج جونقان سيشعر كما لو أن أنفاسه
قد أُستهلِكت و نفذ الأوكسجين من رئتيه

توقف و أسند نفسه على الجدار أمامه و فتح حقيبته يبحث عن أحد
الأكياس الورقيه التي يحتفظ بها معهُ حينما يشعر بهذه الحاله من
فرطِ التنفس و لكن يبدو أن جونقان لم يعثر عليه الآن

هل نسي وضعه في حقيبته؟
لِما كُل شيء يدفعُه لأن يكون بحاله سيئه؟

شتم جونقان حياته داخليًا و جلس على الأرض يُنظم أنفاسه و كيانه ،
بعثر خُصلات شعره السوداء كعادته حينما يشعر بأن أفكاره مُرهقه
و غطى عيناه بيده يبكي و يشهق "لِما يجب علي تحمُل كُل هذا؟
من ذلك الرجُل بحقِ الإله؟"

إستمر جونقان بطرح الأسئله حول هيونجين و لا يجِد لها إجابات

نهض و ضم كفيه نحو صدره و ردد جُملته التي إعتاد على
قولها "أرتانيا أرشديني أرجوك" ثم أخذ شهيق عميق و زفره
مُغلِقًا عيناه و توجه ناحيه أرتانيا بهدوء صعد نحو منزله المُتهالك
و دفن نفسه مُباشره في سريره

Land of Artania-HNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن