الجُزء الأول.

5.2K 93 45
                                    

«رقة،حاكم»

كانت تركض بسُرعة بوسط الرصاص المتساقط والجثث الموزعه بكُل مكان والخوف يملئ جوفها
لم تستطع اكمال الركض بسبب الرصاصه اللي توسطت كتفها لتُسقطها ارضًا لمحت بعينيها المُتعبتين كهفًا قريبًا منها نوعًا ما زحفت ناحيته بتعب وارهاق وبعد جُهد كبير استطاعت اخِيرًا الوصول لذلك الكهف ،
حاولت اسناد نفسها وهي تتفقد جرحها وتحاول بيديها العاريتين اخراج الرصاصه من جوف كتفها لكن اخافها الصوت الصادر من خلفها :من اي ديار انتِ !
اخذت اللثام ولبسته بسُرعه والتفت له بعينيهَا الفاتنتين وردت بعدما رأت بدلته وعرفت انه من ديارها:من ديار نجد !.
تقدم منها وسحب لثامها لكن سُرعان ما سحبت اللثام منه بعدما سددت لكمتها لوجهه:وش تحسب نفسك تسوي ؟.
حاكِم بغضب: يدتس لو عاد تمدينها كسرتها لتس .
ضحكت بإستهزاء ممزوج بألم:شين وقوي عِين ياولد العم ؟اقولك من ديار نجد وتشيل لثامي كان اهلك مايغارون على محارهم انا اهلي يغارون على محارمنا واللحين اسمح لي بقوم ادور اهلي .
امسك بيدها وهو يجرها خلفه بقُوه تحت صرخاتها ومحاولاتها بالإفلات منه ،
رماها امام احد الجنُود وبصوت جهُوري:شيل الرصاصه اللي بيدها وعقم الجرح ولا تخليها تطلع انا شويات وجاي .
وقف هايف بفضُول :مين ذي اللي جايبها ؟.
التفت له حاكم:مايخصك خلك بشغلك وتجهز سمعت ان فيه جنُود من العدو متجهين يمنا .
قامت بتعب وهي تنفض ملابسها: عساك تنصاب وتموت خلني اروح ماني بحاجة مساعدتك لا انتِ ولا اللي معك .
تقدم منها سلطان:احشمي نفستس يابنت الناس واقضبي ارضتس ترانا اعلم منتس بالأرض ذي ونعرف ان خروجتس الوقت ذا مابيطلعتس منه الا جثة !.
ضربت قدمها بالأرض:اهلي برا بين الرصاص تبيني اتركهم واتخبى هنا ؟لا والله ماهي افعال بنت بندر ولا هاذي تربيته ،تربيت على الشجاعه وكبرت عليها تحسب نفسك اللحين بتمنعني انت واللي معك؟
تقدم منها حاكم وهو يفور من غصبه:اتفلي الشيطان يابنت ابوتس واهجدي دام النفس عليتس طيبه .
سحبت سلاحه وهي تصوبه على الفخار اللي خلفه:كانك تظنني ياولد ابوك جبانه صحح ظنك انا رِقةّ مالي بالخوف ،
واطلقت الرصاص بوسط الفخار تحت صدمة الجميع من دقة تصويبها.
ضحك هايف بصوت عالي:اسمتس رقه ومالتس من اسمتس نصيب .
غمضت عينيها بألم من الرصاصه وفقدت توازنها ،
ارتطم جسدها بجسده العريض ،
اسندها وهو ينادي سلطان ليُخرج الرصاص من كتفها وهو يتأمل عينيها .

-
«الشهَّد»

انتهت الليلة المُتعبه بالنسبه لها اخر يوم عزاء ولازم ان تنتقل من بيت زوجها لبيت اهلها والجحِيم بعيونها لا ماتقدر ترفض رجُوعها لهم ؛
نزلت وهي تودع عمتها وخوات زوجها وركبت سيارة اخُوها عشان تكمل عدتها ببيت اهلها بعد وفاة زوجها .
وصلو البِيت نزلت وهي عارفه وش ينتظرها بالبيت ذا ؛
قادتها خطُوتها لغرفتها كانت زي ماهِي،
رمت نفسها على السرير بتعب وبدأت تبكي بقهر وحُزن على حَالها وحال اطفالها اللي نامو بكل براءة .
حطت يدها على بطنها تتحسسه كان بارز ماكان باقي على ولادتها الا ايام تقريبًا لكن مشِيئة ربي ان تفقد زوجها قبل ولادتها ؛
استغفرت ربها وابتسمت ودموعها تنزل وهي تتذكر كلام زوجها:رفضتي تسمِين شغف ونغم بإسمك لكن بنتنا الجديده بتسمينها الشهَّد على اسمك لأني مُغرم به وبصاحبته .
تنهدت واغمضت عيُونها ونامت بتعب وحُزن .
"الصُبح"
صحت على صُوت الباب اللي كان يدق بقوه ؛
قامت وفتحت الباب وكانت نجوى"زوجة اخوها":قومي سوي لنا فطور طبخك حلو .
بلعت ريقها :مافيني حيل اطبخ .
رفعت نجوى حاجبها:ومين قال اني اطلب منك انا ؟قومي بس مابي اكلم جابر ويسوي مشاكل من صُبح ربي .
لفت لما نادتها بنتها شغف:ماما ايش فيه؟
ابتسمت الشهَّد:مافي شيء ياماما نامي بروح اسوي فطور .
قامت شغف ومسكت يد اُمها بحُب: بساعدك بابا قال لازم نساعد ماما عشان انتِ تعبانه وفيه ببطنك بيبي .
نزلت لمستواها وهي تحضنها ؛كانت تاخذ من ابُوها كثير ملامح تذكرها فيه ححِيل .
ابتعدت شغف عن حُضن امها ومسحت دموعها:بابا يقول مايصلح نخلي ماما تبكي عشان عيُونك حلوه لاتبكين ماما انا احبك وبحميك من كل شيء وبحمي نغم وبحمي النونو عشان انا الكبيره.
ابتسمت الشهَّد وباست شغف بحُب وطلعو يجهزون الفطُور وهي تفكر بعيالها وعارفه ان اهل ابوهم مستحيل يخلونهم يعيشون معاها رُغم حبهم لها الا انه يحسون انه عيب .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 06 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شبيهةُ البدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن