S <3

202 9 21
                                    


-إستمتعوا 3>

-------------------------


رسى رفقةَ صديقهِ يرتقبانِ من سيقلهما، تتدافعُ ذكرياتُ الشهرين الفائتين بداخلِ رأسِهِ، التي بظنِّهِ كانت أسعدَ أشهُرِ حياته..


Two months ago


أسكَنَ الورقةً بمقصىً عن يديهِ لحظةَ وعى ما حُبِّرَ بها، يهرعُ خارِجَ سكنِهم حيثُ الطريقُ الذي تبِعَ أُستاذهُ به مرةٍ، غيرَ آبهٍ بطلَّتِهِ، وبرودةِ نسيمِ ليالِ الربيعِ التي أضرمَت سُكَّرِيةَ أديمِهِ بغزيرٍ من الحُمرة..

يجري بحُبِّه وندمِهِ، يعدو تكفيراً عن كُلِّ ثانيةٍ أفلت بتلكَ الرسالةِ وهي مُهملةٌ على سطحِ مكتبه، تتراخى ساقاهُ المكشوفةُ لحظةَ شهدَ المبنى المعنيَّ، ينتبهُ لحقيقةِ عدمِ معرفتهِ لرقمِ الشقَّةِ التي يسكنها الأكبر..

قرَّ أمامَ البُنيانِ الشامِخِ يعملُ النظرَ بطريقةٍ لمعرفةِ مسكنِ هانسول حتى نوى الإتصال بهِ يقاطِعُه صوتٌ حنَّ لوقعِهِ بمسمعِه، يحلو اسمهُ وهو ينسابُ من ثلمِ أثيرِ جنانه "سينغكوان؟"، إستدارَ على عجلٍ تلتقي بُندقيتاهُ بأعيُنِ الشهدِ التي أسرتهُ مراراً "أستاذ!"..

داهمَ القلقُ الرجُلَ لحظةَ تطلَّعَ لحال العسليِّ غيرَ آبِهٍ بشقيقتهِ التي مكثت خلفَهُ تعاينُ ما يحدث "يا إلهي، ستصابُ بالبرد" ، ينزعُ سترتهُ يدثِّرُ الفتى بها؛ فقد كان سينغكوان يكتسي بقميصٍ كُركميٍّ بنصفِ أكمامٍ واسعٍ غشيَ أغلبَ سروالِهِ السحابيِّ القطنيِّ الذي لم يكد يستُرُ من ساقيهِ المهقاءِ سوى القليل..

"أُغمرني بحبِّك كيفما تشاء" تلفَّظَ بها بسرعةٍ كمن جزعَ فقدانَ الفُرصةِ لإفصاحِ ما بجوفِهِ يتشبَّثُ بمرفقِ أُستاذِهِ الذي سرعان ما أصغى إلى جوابِ ما دُبِّجَ على رسالتِهِ من سؤالٍ حوى الأصغَرَ بكنفِهِ بتوقٍ شديدٍ لضمِّهِ بين أضلُعهِ وتخبئتهِ بين أذرُعِهِ لما تبقى من عُمره..

كيفَ لا وقد لازمَ خيالُ الفتى مرآهُ بكُلِّ مرةٍ يتوارى بها عن مرمى بصره؟..

كيفَ لا وقد صدح صدى ترانيمِ العسليِّ بأُذنيهِ في غيابه؟..

كيف لا وقد هلَّ وجهُ الأصغرِ بمرآهُ كلَّما أسدلَ جفنيه؟..

إختلجَ الصبيُّ بين أذرُعِهِ لا يدري إن كان المسوِّغُ برودةَ النسيمِ الذي لفحهُ، أم غزيرُ الصبوةِ الذي فاضَ بروحِهِ مع إحتضانِ هانسول له، فقط بدا لهُ أنَّ الحُبَّ قد فتحَ بوجههِ أبواباً لمشاعرَ جديدة..

Poured into letters || VK°حيث تعيش القصص. اكتشف الآن