الحقلة الثالتة
بداية جديدةمن الجميل أن تجد من يستمع إليك، يهون عليك، يواسيك، والأجمل أن يكون ذاك هو الأخ أو الأخت، وعندما تشتاق
إلى أن تتحدث معه تجده يلبِّ ي نداءك دون أيِّ تردد .
-م ين بيخبط؟ قالها يوسف بنرة يعتليها الغضب.
- أنا سديم.
- في حاجة؟
- محتاجة أتكلم معاك.
تدخل سديم الغرفة وترى يوسف قد اشتاط غضباً من حديث والده.
- مالك يايوسف؟
- يعني مش عارفة مالي....كلام بابا وكل مرة يحرق فيها دمي
اقتربت منه قليلا وربتت بيدها على كتفه وقالت:
- علشان ياحبيبي هو بيحبك وخايف عليك...وبعدين يا يوسف إنت زودتها شوية و......
لم تكمل جملتها ليقاطعها يوسف لينهال عليها بكلماته الحادة مثل السيف
- إنتي إزاي تتكلمي معايا كدا.... إنتي نسيتي نفسك إني أنا الكبير ولا إيه...واالله عال، الصغير ين بقوا يتكلموا....امشي
روحي على أوضتك مش عايز أشوفك.
تخرج سديم من غرفتها وقلبها منكسر كقطعة من الزجاج المبعثرة على الارض تجهش نفسها بالبكاء.ارتمت على سريرها،
احتضنت وسادتها، وتمنت لو كان لديها أخ يسمعها و تشتكي له، تبو ح له عما بداخلها يكون لها المأوى وقت الصعاب،
تمنت لو كان يوسف قادراً على احتوائها فهي كمثل باقي الفتيات تتمنى أن يكون لها أخ يحتوي ما بها من أوجاع وآلام.
أرادت أن تقول له إن أحد الشباب أراد أن يأتي ليتقدم لها وفضلت أن تأخذ رأي أخيها الأكبر قبل أبيها....قامت وفتحت
حسابها على موقع التواصل الاجتماعي لتكلم صديقتها إسراء لتخبرها أن الأمر لم يفلح...وما كان من الأخرى إلا أنها
أسرعت بالرد عليها تنصحها بأن تعرض الأمر على مريم لتأحذ برأيها
لحظات قليلة حتى أرسلت سديم لمريم تقول
- السلام عليكم مريم محتاجاكي ضروري ومش هينفع فيس ممكن نتقابل في الكلية؟
ردت عليها بالموافقه وتم تحديد الموعد
وكعادته يستيقظ متأخرا ليلبى نداء شهواته وملذاته، استقيظ ليجد والدته تعاتبه على ما بدر منه أمس لتتفاجئ بالرد الذي
أصاب فؤادها
-خلاص ياماما قوليله مايتكلمش معايا
يترك والدته وحدها وينصرف ...لا تدري والدته ماذا حل لابنها؟ تسأل نفسها: أهذا يوسف الذي كان يقبل يدي ورأسي؟
أهذا ولدي الذي كان سبب فرحتنا في منزلنا؟...وتسقط دمعاتها رغما عنها ولا تملك إلا أن تدعو له بالصلاح
---------------------------------------------------------------
وصلت سديم إلى الجامعة
- إنتي فين يا بنتي
- عند الكافيتيريا مستنياكي
تلتقي سديم بمريم ويجلسان سويا ...شعرت سديم أنها بين أيدي أمينة لتبوح لها عما تخفيه ولا تعرف أهذا صحيح أم
ماذا؟
بدأت سديم في سرد قصتها مع عمرو زميلها منذ أن كانت في الثانوية العامة لتخبرها أنها على علاقة به إلى الآن؛ لأنها
لم تشعر بالأمان إلا معه ولا تجد من يسمعها إلاهو فتعلقت به تعلقا شديداً وذ كرت لها أنه أراد أن يأتي لخطبتها ولكنه
خائف أن يتم رفضه بسبب حالته المادية ..وعندما عزمت على إخبار أخيها حدث لها ما حدث معه....لحظات قليلة
حتى انفجرت من البكاء .....بكت سديم على حالها؛ لأنها تشعر أنها وحيدة، لا تدري ماذا تفعل؟
مدت مريم يدها تمسح دمعات صديقتها التي تسللت من بين جفونها وشدت علي يدها وقالت:
-أولا ياسديم ياحبيبتي ماينفعش يكون بينكم أي كلام خالص ولا فون ولا فيس ولا أي اتصال بدون ارتباط شرعي لحد ما
ربنا ياحبيبتي يكرمكم مع بعض.
وأخذت مريم تتحدث مع سديم عن االله وحب االله ورسوله حتى أصاب كلامها فؤاد سديم فقررت من تلك اللحظه أن
تترك كل شىء من أجل االله ....قامت سديم وأرسلت رسالة مفصلة لعمرو تخبره عن قرار ها وأنها سوف تدعو االله إن كان
الأمر خيراً .....أنهت رسالتها وتطلب سديم من مريم طلباً بل هو رجاء فقالت:
- مريم ممكن ماتسبنيش أبدا نفسي أقرب لربنا أوووي أنا كنت بشوفك معايا في القسم بس كنت بخاف منك مش
عشان النقاب بس مش عارفه بس دلوقتي أنا بحبك أوووي أكتر حد بحبه
تبتسم مريم مخلفة احمرار ا على وجنتيها خلف نقابها وتقول:
-أنا بقى اللي حبيتك أووي...بس أنا كيوت واالله مش بخوف.
انتهى اللقاء الذي كان بداية لصداقة أبدية إلى الممات، هكذا تعاهدت مريم وسديم ...ثم صعدتا سويا لاستكمال باقي
المحاضرات.
تدرس كل منهما في كلية الآداب جامعة عين شمس.
---------------------------------------------------------------
- يوسف إهدى شوية إنت ماشي بسرعة يا مجنون هاتموتنا قالتها صديقته.
-إنتي بتخافي ولا إيه وبعدين جمدي قلبك كدا.
يوسف !!! حاسب....حاسبلحظات قليلة وفقد يوسف السيطر ة على سيارته لتنقلب بهما علي الطريق السريع......
أنت تقرأ
ولنا في الحلال لقاء أحمد عطا
General Fictionلكل من آمن بقلمي ، من عَلمني ،من ساندني، من شجعني كلماتي هي مجموعة مشاعر تعبر عما يشعر به قلبي ، أمي لكِ كل الشكر حبيبتي علي صبرك علي ، أساتذتي جزيتم خيراً علي كل ماتعلمته منكم ، شيخي جزاك االله خيراً علي نصائحك لي إهداء لكل قلب ذاق معني الحبولكنّه...