الفصل الثامن

300 13 0
                                    

الفصل الثامن
(أحبك في االله)

من أجمل نعم االله أن يرزقك بصديق يدلك على الطريق إلى الجنان إن التقيت به فلا تتركه.
تلتقي مريم وسديم في الجامعة ومعهما إسراء فتاة هادىة الطباع ترتدي ذلك اللباس الفضفاض الذي يشعرها بالأمان لا
يصف ولا يشف، محبوبة من مريم وسديم لتتحدث قائلة:
- أنا يا بنات عندي مشكلة وما لقتش أحسن منكم آخد برأيه..أنا نفسي ألبس النقاب أوي بس مش لاقيه كلام أقوله
لماما عشان أقنعها و مش عارفة أعمل إيه؟
تبدأ مريم بالحديث قائلة :
- بصي النقاب ده عشق من نوع خاص ولازم إنتي يا سوسو الأول تكوني عاوزة تلبسيه لرضا االله مش عشان نفسك بس
عشان تاخدي الثواب ...قوليلها ياماما مش عاوزة حد يشوف جمالي غير بسلامته..
وتضحك إسراء وسديم على حديث مريم لتتابع حديثها..
قوليلها يا ماما ده هيرضي ربنا و أنا نفسي أتشبه بأمهات المؤمنين عشان أدخل معاهم الجنة، وأبكي لربنا أووووي و
اصدقي ياحبيبتي وربنا هيكرمك....ابقي هاتيلها هدية وإنتى بتقوليلها ....عارفة فكرتيني بإحساسي وأنا أول مرة ألبسه
ساعتها صهيب فضل يضحك عليا و يقولي شبة البتنجانة والصندوق الأسود حاجات غريبة وآسر كان خايف مني في
الأول بس بقى يتريق هو كمان في الأول كنت بضايق بس دلوقتي عادي هي بتبقي اختبارات من ربنا يشوف مدى صدقك
وتحملك ... امممم أقولك قوليلها عاوزة أحافظ على نفسي.
- قولتلها كدا قالتلي لبسك واسع ومش شفاف ومش ضيق وإنتى أحسن من غيرك.
- طيب تسمحيلي أقول رأي؟ قالتها سديم.
ردت إسراء قائلة:
- أكيد يا حبيبتي قولي.
- بصي يا حبيبتي إنتى قوليلها يا ماما في حاجة حلوة و حاجة أحلى منها حاجة أفضل وحاجة أفضل منها فهمتي يعني
لبسك حلو بس فى أحلى منه.....
تابعت سديم حديثها حتى سمعنَ آذان الظهر ليذهبْنَ جميعا إلى المسجد وقد عزمت إسراء على فتح الموضوع مع
والدتها.

يعلو رنين هاتف يوسف.
- ألو.... إسلام عامل إيه؟
- بخير يا بيه... ابقى قول السلام عليكم...فينك كدا؟
- في مشوار برة.
- مش جاي يعني الكلية؟
- إن شاء االله هخلص وآجي.
تنتهي المكالمة بين الصديقين و يتساءل إسلام نفسه ترى أين يوسف ومع مَ ن الآن؟
بعد الانتهاء من الصلاة يعلو رنين هاتف إسلام.
- السلام عليكم يا يوسف.
- و عليكم السلام .... أنا برة الكلية اطلعلي دلو قتي حالاً يا إسلام.
يغلق الهاتف ...ولم يشعر إسلام بنفسه كيف وصل بتلك السرعة إلى صديقه.
- مالك يا يوسف؟...... قالها إسلام وهو يلهث.
- اهدى يابني و خد نفسك... اركب معايا بس.
تنطلق السيارة إلى وسط المدينة ويسأله إسلام:
- يابني مودينا على فين كدا؟
- قربنا نوصل.
تقف السيارة أمام أحد المحلات التجارية.... دخل الاثنان الى المحل بعد أن طلب يوسف من إسلام أن يختار معه ما
يناسبه ليرتديه في فرح أخته.
اختار إسلام احدى البِ دَ ل التي وقال:
- دية أشيك يا يوسف.
يتفاجأ إسلام برد يوسف وهو يقول:
- خلاص ديه يا صديق حلال عليك.
- إنت بتقول إيه؟
- أيوة يا إسلام أنا جايبك هنا عشان تختار هديتك ...اعتبرها هدية مش إنت دايما تقولي اللي بيحب التاني في االله
يقوله...أنا بحبك في االله ودية هدية بسيطة.
- أحبك االله....بس كدا كتير معلش يا يوسف مش هقدر أقبلها.
- عشان خاطري باالله عليك ما تكسفنيش...ديه أقل حاجة أقدر أرد بيها جميل من جمايلك إنت تعبت معايا.
- إيه اللي إنت بتقوله ده .. صدقني مش هينفع .... أنا بعمل الله يا يوسف وعشان فعلا إنت أعز صحابي ...أو إنت يعتبر
صحبي الوحيد.
أصر يوسف على موقفه إصراراً شديدة حتى قبل إسلام هديته ... وفي السيارة
- جزاك االله خيراً يا يوسف على الهدية.
- يابني ما تقولش كدا ....إنت أخويا..عارف يا إسلام بتمنى أبقى زيك كدا ربنا يزيدك...بحبك في االله يا سمسمة.
تتعالى ضحكات الصديقين سوياً .
- إيه سمسمة ديه يا عم يوسف؟....أحبك االله يا غالي، أنا اللي بحبك في االله أكتر، ونفسنا نحط إيدينا في إيد بعض
ونشتغل في الدعوة مع بعض و ننشر دين ربنا.
- إن شاء االله يا إسلام.

وعلى مائدة العشاء في منزل المهندس جمال المصري تخبر سديم والدها بموعد الفرح.
- بابا إن شاء االله بكرا الفرح اللي قولت لحضرتك عليه.
- خير يا بنتي عقبال فرحك إنتى وأخوكي يارب.
- يوسف الأول يابابا.
يقطع شرود يوسف صوت والده وهو يقول:
- يوسف.
- ها... معلش يابابا مش واخد بالي.
- بقولك بكرا تروح تودي أختك الفرح.
- حاضر يابابا إن شاء االله .. فين يا سديم الفرح عشان بكرا بردو عندي فرح.
- في مسجد الصديق.
تعجب يوسف عندما سمع اسم المسجد....
- ده في قاعة كام؟
- قاعة ١ ...ليه بتسأل يعني
- أصلي معزوم على نفس الفرح... واحد صحبي ده فرح أخته.
- آه... ماهي بتحفظنا أنا ومريم.
انتبه يوسف لحديث مريم ليقول :
- هي مريم صحبتك جاية؟
تتفاجأ سديم من سؤال يوسف.
- آه يا يوسف إن شاء االله
شعر يوسف بإحراج شديد ثم قال :
- الحمد الله أنا شبعت هروح أنام يابابا بعد إذنك.
يذهب يوسف إلى غرفته ولا يدري ماذا يحل به عندما يسمع سيرة مريم تساؤلات تدور بباله؟..

ولنا في الحلال لقاء 
 أحمد عطا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن