المقدمه

277 17 8
                                    

القلب ينبض بسرعة، والأنفاس تتسارع. هي هنا، في مكان مظلم، محاطة بالغمامة السوداء التي تلتهم الواقع. لم تكن تعلم لماذا هي هنا، لم ترتكب أي خطأ،تصرخت بكل قوتها، وهي تضرب الباب بقوه، بكلا يدها.
"انتوا مين ، افتحوا الباب دا، أنا بعمل اى هنا،
انتوا يا بهايم ياللى بره. حد يفتح باب.
ربنا ياخدكم  يارب"

جلست وراء الباب، وهي حاضنة قدميها إلى صدرها، وظلت تبكي بحرقة. وتدعو الله أن ينقذها.

المكان الذي وجدت نفسها فيه كان مظلمًا للغاية، حيث لم تستطع أن ترى أصابع يديها.

الظلام يلتف حولها كالدخان الأسود، يخترق حواسها ويجعلها تشعر بالعزلة والخوف. لا يوجد أي ضوء يتسلل من النوافذ أو الأبواب؛ فقط الظلام الكامل.

تحاول أن تتذكر كيف وصلت إلى هذا المكان، لكن ذاكرتها تبدو مشوشة وملتبسة.تصرخ  وتدعى عليهم بلا توقف؛ فأي خطأ ارتكبت.  هى لم تفعل
شىء.

كانت خارجه من كليتها.  وإذا  بأربعة رجال يرتدون  بزى صعيدى، يتقدموا نحوها، ظنت
فى البدايه انها ليست المقصوده. ولكن عند اقترابهم منها وسحبها، أدركت انها فى ورطة لا تعرف سببها.  

ظلت تضرب بكل قوتها، وتقاوم  حتى أتى رجلا من خلفها . وأعطاها حقنه فى رقبتها،
كانت الصورة تتلشى رويدا رويدا، حتى استجابت  لتلك الغمامه السوداء وفقدت وعيها. 

حملها الرجل إلى السيارة. وغادروا على الفور الى اين؟ لا تعلم. 
 
وعندما فاقت. كانت محاطة بالظلام والصمت. هل كانت هذا مكانًا مهجورًا؟ أم أنها محتجزة في مكان مجهول؟
تشعر بالبرد يتسلل إلى عظامها، وتحاول جاهدة أن تتحرك، لكن قدميها ترفض الانصياع لأوامرها. تبدو الدقائق كأيام، والساعات كأسنين. هل ستظل هنا إلى الأبد؟ هل ستعود الحياة إلى جسدها مرة أخرى؟
تستمر في الصراخ والنداء، ولكن لا يوجد أي رد. الصمت يلتف حولها أكثر فأكثر، وتشعر بأنها تغرق في بحر من العتمة. هل ستجد طريقًا للخروج؟ أم أنها محكومة على البقاء هنا إلى الأبد

    العذراء امتلكت  قلبى (الرواية الثانية  من سلسلة روايات  ورد الياسمين) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن