الفصل الثالث

85 3 0
                                    

تصرخ بقوه وهي تنام على ذراع امه، التي بدورها احتضنتها بشده، وتنظر لابنها بعتاب، لا تعلم أن قلبه يؤلمه بسبب بكائها، لكن عليه التحمل قليلا، فلو ضاعت تلك الفرصه لم تأتي بعد ذلك.
اقترب من الفراش ومد يده بالأوراق و القلم، تطالعه بعيون شديدة الاحمرار،  لم يتحمل نظراتها البريئه التي تستنجد به، جلس بجوارها مبتعد قليلا كي لا يكون ملتصق بها، وتحدث بهدوء  وبنبره هادئة مختلفه عما كان، يتحدث بها منذ قليل متخلي عن لهجته الصعيديه.

"ليه البكاء دا كله، لدرجاتي أنا وحش، ما انفعش أكون زوجك."

ترفع وجها قليلا وتجيبه

"أنا ما أعرفكش، عاوزني ازاي اتجوزك، ازاي، اقول لاهلي اي، حتي زمايلي  واهل منطقتي ارفع رأسي  تاني ازاي."
غيث:
"بوصي يابنت الناس، أنا قولتلك اني هتكفل بكل دا، وهقولك على الاتفاق، بس بعد لما تمضي، وصدقينى  هيرفع راسك لفوق، بس انتي وافقي."

سلا:

"لا،

بردوا لاء مش عاوزه اتجوز، ولو على اللي حصلي، انا كدا كدا ما كنتش ناويه على زواج نهائي، انا بحب دراستى وعاوزه ابدأ حياتي، مش كفايه اللي بيحصلي في حياتي، جاي انت تزود عليا، والله  حرام، انا مش بأذى حد، وعلى طول في حالي، حتي لو حد غلط فيا مش بعرف اخد حقي، وبتنازل عنه، ليه يحصلي كل دا، حرام عليكوا، أنا عملت اي علشان اكون هنا."
غيث:

"يعني بردوا مش موافقه؟"

سلا:
"حرام عليك"
غيث:
"خلاص انتي حره،
مع السلامه يا شيخنا ما فيش زواج،
وانتي كمان يا ماي يلا بينا"
أردف بتلك الكلمات وهو يقوم من جوارها ويلتفت للشيخ الذي كان يتابع ما يحدث بصمت،ولامه التي تبكي لبكاء الفتاه.تخاطب ابنها الذي يطالع سلا ولم يزيح عيناه عنها،حتي وهويحدثهم
الام زهرة:
"والبنيه يا ولدي!"

غيث:
"هي ادري بمصلحتها عاد، بس خروج من اهنه مش هيحصل، غير لما اهلها يجوا يستلموها، وعلشان انا ابن اصول، هعرض عليهم الزواج تاني، بس لو رفضوا زيها، يستحملوا اللي يجري عاد، ما ليش صالح بيهم"

سلا:

"هو دا العدل، بعد ما دمرتني"

غيث
"انا حاولت اساعدك، واشيلك اسمي، تكوني عرضي وشرفي، زوجتي قدام ربنا والناس كلها،
حتي من غير  ما اعرف عنك حاجه، وانتي اللي رفضتي، خلاص بجا، مش غيث حمدان اللي يتحايل على حرمه علشان تتجوزه "
سلا:
"اه اه"

تبكي بقوه وهي تلقي نفسها على الفراش تتشبك به، تتكلم امه وهي تقترب منها موجهه كلامها ابنها.
"روح انت يا ولدي، وانا هكون وياها اهنه"

    العذراء امتلكت  قلبى (الرواية الثانية  من سلسلة روايات  ورد الياسمين) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن