الجزء الأول والأخير

218 3 1
                                    

حكيت القصة دي لناس كتير بس محدش كان راضي يصدقني، كانوا فاكرني بألف أو بحاول ألفت الانتباه، وخصوصاً إني كنت لسه طفلة صغيرة؛ ٣.. ٤ ابتدائي، بس ع العموم أنا هحكيها واتمنى تصدقوني.

كنا في الشتا، وبابا قرر إننا نسافر البلد نقعد شوية، وطبعاً أنا وأخواتي طيرنا من الفرحة ساعتها، لإننا كنا بنروح نقعد عند خالتي، وطبعاً بفضل العب مع ولاد خالتي الي في نفس سني ال ٢٤ ساعة، وغير كده إحساس إنك تروح تقضي الأجازة في قرية ريفية وأنت متعود طول عمرك تعيش في مدينة بيبقى إحساس مختلف، متعة رهيبة، متهيألي الجيل الجديد مش عارف إحساسها دلوقتي؛ لإن القرى دلوقتي مبقتش مختلفة كتير عن المدن.

جهزنا الشنط وسافرنا، كان طريق طويل بس وصلنا، وروحنا على بيت خالتي، كان بيت عيلة، مبني بالطوب الأحمر وفي أجزاء منه مش مدهونة فكان ليه طابع خاص كده بيه، وكان مكون من كذا دور وفي دور مخصص للضيوف فكنا بناخد راحتنا فيه، خالتي استقبلتنا وكانت فرحانة جداً بينا، مقعدناش معاها كتير طبعاً عشان كنا تعبانين من السفر، وطلعنا ننام.

تاني يوم نزلنا قعدنا معاهم وقضينا اليوم وقعدت ألعب مع ولاد خالتي طول اليوم، خدت فلوس بعديها من بابا عشان أجيب حاجة حلوة من المحل الي جنب البيت، وقابلت رامي، كان أكبر مني بسنتين تقريبا، بس قالي إنه صاحب أبانوب ابن خالتي، ولما عرف إني بنت خالته استغرب إنه مشافنيش قبل كده فحكيتله إننا من القاهرة وقعدت أنا وهو نتكلم كتير وبعدين روحت تاني. بقيت كل ما اروح اشتري حاجة أشوف رامي ونقعد نتكلم ونلعب مع بعض.

خالتي التانية والي كانت ساكنة في بيت بعدنا بمسافة مش قريبة ومش بعيدة في نفس الوقت كانت مصممة نروح نتغدى عندها، فروحنا فعلاً و " أبانوب " ابن خالتي الأولانية والي كان أكبر مني بسنتين جه معانا عشان نلعب كلنا مع ولاد خالتي التانية، رامي قابلني فقولتله يجي معانا، وبعدين روحت لماما وقولتها ينفع رامي يجي معانا؟! فقالتلي رامي مين؟! فقولتلها الي ساكن جنبنا فقالتلي لأ مينفعش، وروحنا على بيت خالتي وانا زعلانة.

روحنا فعلاً، اتغدينا وقعدنا شوية وبعدين ماما وبابا قالوا هنروح، فقولتلهم إني عايزة أقعد شوية، مرضيوش، بعد زن كتير وافقوا في الأخر لما خالتي أقنعتهم إن جوزها هيروحني أنا و أبانوب لما نزهق، وفعلاً رجعوا عند خالتي الأولى، بعد كذا ساعة الدنيا ليلت وجوز خالتي راح مشوار فخالتي قالتلي أبات معاهم وخلاص، جالي هواجس زي أي طفلة إني هرجع تاني يوم ألاقي ماما وبابا سافروا وسابوني وأفضل قاعدة لوحدي، فقولتلهم إني عايزه اروح، و بعد زن كتير طبعاً وعياط وافقوا وأبانوب كان كده كده عارف الطريق فخادني ومشينا، قبل ما خالتي تقوله " من الطريق الطويل يا أبانوب ".

مفهمتش فسألت أبانوب قصدها ايه، فقالي في طريقين؛ واحد طويل بنلف المباني من بره، وفي طريق تاني مختصر بيوصل على طول، و قالي هنمشي من الطويل فقعدت أعيط طبعاً وأقوله عايزه ماما بسرعة، فقالي خلاص هنمشي من المختصر، وخدت بالي إن بلع ريقه ساعتها كإنه خايف، بس كان مضطر.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 13 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

الطريق المختصر ( قصة حقيقة حدثت بالفعل ) Where stories live. Discover now