صُدم الجميع من كلماتها، كذلك هاشم الذي لم يكُن حاله أقل منهم، لتصرخ به كريمة قائلة بنبرة غاضبة:
-" ما ترد، أنت متجوز عليا؟".
صرخ بها هاشم هو الآخر قائلاً بنبرة غاضبة:
-" أنتِ بتقولي إيه، إيه إللي خلاكي تقولي الكلام دة".
قامت كريمة بإمساك تلك الورقة المطوية من يدها الأخرى، لتضعها أمام وجهه وهي تقول بجدية من وسط غضبها:
-" أومال إيه دة؟".
نظر هاشم إلى الورقة التي بيدها، ليمسك بها بين يديه يقرأ ما بها، حتى عاد بنظره إليها ليتساءل بجدية وعدم فهم:
-" إيه المشكلة؟ دة جواب من البنك!".
أومأت له كريمة برأسها عدة مرات من وسط معالم وجهها الغاضبة التي أظهرت إنفعالها وهي تقول بنبرة مُنفعلة:
-" حسابك في البنك مليـون جنيه! ليه؟ جبت الفلوس دي منين يا هاشم؟ وفلوس مين؟ وشايلها ليه!".
رمش هاشم بأعينه عدة مرات وهو يتساءل بنبرة مُتعجبة:
-" وهو دة كله إيه علاقته بأني متجوز عليكي؟".
لوحت له كريمة بيديها وهي تقول بنبرة غاضبة أظهرت غيظها وغضبها:
-" ما أكيد فلوس شايلها للسنيورة التانية".
لوح هاشم رأسه بعدم تصديق، لينتبه إلى الجميع من حوله، كذلك جنة التي كانت تمسك بملابس شادية وهي تنظر لهم بخوف، ويحيى الذي كان ينظر إلى هاشم بقلق وخوف إعترى قلبه وهو ينتظر منه تكذيب ذلك الحديث، ليتنهد هاشم بعمق مُحاولاً تهدئة نفسه لكي لا يغضب، فالأمر بأكمله لم يستدعي كم ذلك الغضب، حتى عاد بنظره إلى كريمة قائلاً بنبرة حاول جعلها هادئة بقدر الإمكان:
-" الفلوس دي شايلها لعيالي يا كريمة، علشان لما يحصلي حاجة أبقى مأمن مستقبلهم من بعدي".
صرخت به كريمة وهي تقول بنبرة مُنفعلة:
-" ومقولتليش ليه، ليه تخبي عني كل السنين دي كنت هسرقك ولا هسرقك".
صرخ بها هاشم بقوة جعلت الجميع ينتفض بعدما لم يستطع كبح غضبه ونفاد صبره وهو يقول بنبرة غاضبة تملكت منه:
-" وطي صوتك، كفاية الفضيحة إللي عملتيها من ولا حاجة، أطلعي فوق".
نظرت له كريمة بغِل وهي تأخذ أنفاسها، ليصرخ بها هاشم مرة أخرى قائلاً بنبرة حادة:
-" يـلا".
ذهبت كريمة من أمامهم إلى الأعلى بخطواتها السريعة الغاضبة، ليتنهد هاشم وهو ينظر في أثرها بغضب، ليُغلق جفنيه وهو يأخد أنفاسه مُحاولاً الهدوء، حتى ألتفت لينظر إلى كلاً من شادية وعابد، ثم وجه نظره إلى رشاد الذي تفهم عليه ليومىء برأسه إيماءة بسيطة، حتى ذهب هاشم من أمامهم دون الحديث في أي شيء.
YOU ARE READING
عُمارة آل نجم.
Randomعادةً ما تأتي العائِلة أولاً، بضجيجها، وحِسها، وحروبِها الدائِمة رغماً عن أمانِها المُستقر، جيشك المُتصدي، محطة إيصالك، ملجأك الدائِم، ويقينك الوحيد، من تشعُر معهم بالأُلفة، والحُب، والأمان، موطِن فرحتك الأكبر، وموضِع إيحاطك بسورٍ آمن، يأمنك من مواج...