#إقتباس_١
دقات ذاك الناقوس البعيد، التي ترددت بصدى رنان بين جنبات الجبل، للدير الكائن بالأعالي، مع ابتهالات ذاك المجذوب وهو يسير بالطرقات بلا هدى، تضافرا في خليط مقدس مسربل بالرهبة، مغلف بالخشية، جعل موجات من سكون عجيب يسري في لحظات الليل الأخيرة وهو يحتضر لافظا آخر أنفاسه، لكن ذاك السكون كسره صوت حركة مريبة جاءتها من الحاصل، الغرفة المجاورة للزريبة والمُخزن بها كل محصول السنة من الحبوب والغلة.
حاولت أن تتجاهل سماعها لذاك الصوت لتعود للنوم، لكن هاجس ما أمرها بالنهوض مستطلعة ما يجري، تحمل بندقية في استبسال متسللة للأسفل.
سارت خطوات نحو مصدر الصوت، حاملة السلاح بكف، ولمبة نمرة عشرة كانت قد تركتها مضاءة إذا ما نهض أحد فلا يتعثر ليلا جراء الظلام، متقدمة بخطى حذرة صوب حجرة الحاصل، ونباح ذاك الكلب الذي لا يفارق بوابة دارها والذي لم ينقطع نباحه لحظة من أول الليل، يؤكد لها أن حدسها صحيحا وأن شخص مجهول قد اقتحم دارها و..
أصبح الشك يقينا، حين لمحت قطرات من الدماء متناثرة هنا وهناك على الأرض، لم تعبأ لشيء سوى أمنهم، ما حثها على الاندفاع صوب الموضع الذي استنتجت وجود المتسلل فيه، مشهرة سلاحها هاتفة في نبرة صارمة: أخرچ حلًا دلوجت!
لم يكذب خبرا، خرج في هدوء يضع كفه ضاغطا على جرحه بصدره يحاول أن يوقف النزف، مستندا على سلاحه بالكف الآخرى، تقهقرت للخلف خطوة، تاركة مسافة بسيطة بينهما، وهو يدنو وفم فوهة بندقيتها يلثم جرح صدره، هامسا: هو مفيش مرة نتجابلوا، إلا والسلاح هو اللي واجف بينا يا بت الشيخ!
#صفصافة_زهر_الروض
#بنت_جاويش
#نداهة_أرض_الحكايات
#معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب_٢٠٢٤
أنت تقرأ
صفصافة زهر الروض
Romanceمعرض القاهرة الدولي للكتاب.. ٢٠٢٤ قصة من عجب مضفرة بسعف النخيل وخضار الأرض الطيبة ووجع البعاد وازلية النيل