17 - " ندمُ الأحبةِ "

1K 32 12
                                    

_
" بسم الله الرحمن الرحيم "
_
في جدة ..
دم .. موت .. ألم .. ترجي .. بكاء .. سلاح .. صحراء .. تكفىى .. أقتلوههها .. ترففف أهربييي .. يمههه .. لازم تموتين .. تكفىى .. بخلي الذياب تنهش عظامك ..
.
.
فتحت عيونها بفجعة و هي تحس أنها كانت في حلم ..
رفعت راسها و بدت تتأمل المكان حولها و أستوعبت أنها رجعت تشوف و بدت تتذكر كل شي حرفياً كل شي .. تعرف من جراح و تعرف من الي وصلها لذي المرحله ..
تعرف كل شي ..( رجعت لها الذاكرة )
'
ألتفت للجنب و انصدمت و هي تشوفه نايم و الغتره على وجهه ..
عرفته وشلون ما تعرفه و هو سبب ألامها و معناتها ..
قامت بخفة و توجهت للحمام و هي تحاول ما تطلع صوت و أول ما دخلت الحمام و قفلت الباب ..
رفع جراح راسه بأستغراب و هو يسمع صوت باب الحمام يتقفل ..
بعد الغتره عن وجهه و أستغرب أكثر أنها مو موجودة على السرير ..
جا في باله مليون سؤال في لحظتها و أولهم كيف عرفت طريق الحمام و هي عمياء ..
قام و توجهه للحمام يدق الباب بعد ما تلثم بالغتره ..
جراح : يا الترف
كانت ترف في ذي لحظة تتأمل ملامحها الي تغيرت و ذبلت بشكل واضح ..
و فزت أول ما سمعت صوته ينديها ..
بدت تدور في الحمام بتوتر و هي ما تعرف كيف بتتصرف معه ..
بس توقفت بسرعة و هي تتذكر طريقة راح تاخذ حقها من جراح و أكثر ..
بدا جراح يتوتر بعد ما شاف اي رد منها  ..
" خاف " أن ممكن صار فيها شي ..
و طلع بسرعة متوجهه للدكتورة الي مختصة في حالة ترف ..
_
في الرياض ..
كان الكل راجعين البيت بعد يوم ممتع و في نفس الوقت متعب ..
'
دخلوا البنات الغرفة و كل وحدة في يدها أكياس كثيرة ..
جلست نسرين على السرير بتعب : اخخ ظهري ألم مو طبيعي
مهره : تستاهلين قلت لك خلينا نرتاح بعدين نكمل بس أنتي وراسك رفضتي
نسرين : وش أسوي بكره عندي مقابلة مع الجامعة فـ أكيد بكشخ
أبتسمت مهره و هي تتذكر أشكالهم أول ما جات الرسالة لنسرين بقبولها في الجامعة ..
ألتفت لنجد : بنت نجـ....
سكتت و هي تشوف نجد نايمة ..
مهره بضحكة : نسرين شوفـ....
و سكتت بصدمة و هي تشوف نسرين نايمة ..
قامت مهره تغطيهم و هي تضحك : ما أقول الى الله يخلف عليك يا عمة شروق ..
و طلعت برا الغرفة بعد ما طفت اللمبة ..
بس و هي طالعة قابلت في وجهها سالم ..
سالم بأبتسامة : وين البنات
مهره بخجل : اا ناموا
سالم بأستغراب : كلهم ؟!
مهره : أيه
هز سالم راسه و رجع متوجهه لغرفته ..
بعد ماراح سندت مهره راسها على الجدار : أخخ الله يصبر قلبي بس
و راحت بسرعة متوجهه للغرفة بعد ما سمعت صوت ..
جاهله عن الشخص الي سمع وش قالت و هو مصدوم ..
_
في " Britain " ..
وصلوا البيت وهم تعبانين بسبب الأحداث الي صارت ورا بعض و هدت حيلهم ..
دخلت شهد البيت و بعدها فهد الي كأنه يدخل مكان محرم دخوله ..
مشاعر متلخبطه و أحاسيس كثيرة داهمت قلبه و هو يحس بشعور غريب يدخل مكان تمنى كثير أنه يدخله مكان كان يقعد عند بابه ينتظر بالأيام طويلة لعل أهل المكان يحنون عليه و يدخلونه ..
سنتين من الضياع و التشتت و الألم و البكاء و الترجي و الدعاء تنتهي لكن .. ليس كما تمناها ..
'
دخل فهد البيت و هو يحارب المشاعر الي تسكن صدره ..
بدأ يلتفت في البيت و هو يطالع كل مكان و يحس بمشاعر كثيرة ..
و فجأة و بدون أي سابق أنذار داهم عقله ذكريات ذاك اليوم المشؤم ..
_
" فلاش باك "
" قبل سنتين "
في يوم من الأيام الهادية ..
و في نفس البيت ..
كانت أريام و عائلتها جالسين على طاول الطعام ..
أريام بأبتسامة : تروفه عطيني الفرنش توست
ترف : وش المقابل ؟!
شهد بمزح : طلعة على حساب بابا
فتح سعود عيونه بصدمة : نعم نعم و بابا وش دخله ؟!
شهد بضحكة : لأنك البابا
فهد بأبتسامة : طيب ليش مو على حسابك بما أنك جديدة في الوظيفة حقتك
شهد : تراها مؤقتة يعني ريلاكس
أريام بصدمة : بسم الله ذا كله عشان فرنش توست بـ....
قطع كلامها صوت طق الباب القوي الي أفزعهم كلهم ..
سعود بأستغراب : شسالفة ؟!
توجهت شهد لأبوها و هي تتمسك فيه : بابي خايفة
ترف : أقول خلي الدلع و تعالي نشوف وش السالفة
شهد برفض : ماني جايه
سعود : خلاص كلنا مع بعض
فهد : يالله
و توجهوا كلهم لجهت الباب الي شوي و ينكسر من قوة الضرب ..
أول ما فتحوا الباب أنصدموا من المرأة الي كانت واقفة على الباب و غاضبة بشكل يخوف : أين فهد ؟!
سعود : من أنتي ؟!
المرأة : أنا حبيبة فهد السابقة
لفوا كلهم بصدمة لجهت فهد الي كان مختبئ خلفهم ..
أريام بصدمة : فهد وش تقول ذي ؟!
المرأة بغضب : ليس هاذا فقط الذي سأقوله لكم فأبنكم وعدني بزواج لكن بعد أن أنجبت له الفتاة الصغيرة أنكر أنها أبنته و تركني أربيها لوحدي ..
كان الكل مصدومين و أولهم شهد الي كانت تشوف فهد أخوها غير عن كل الرجال في الدنيا لأنها هي الي أعتنت فيه من يوم كان في اللفة ..
شهد بأنهيار مفاجئ و هي معروفة أنها سريعة الأنهيار و حساسة درجة أولى : أنتي تكذبين أخي لا يفعل هاذه الأفعال الشنيعة لا يفعلهااااااا
المرأة بسخرية : حقاً
و لفت راجعة لسيارتها و بعد دقايق رجعت و في يدها طفل صغير ..
كان الكل في صدمة أكبر و أكبر وهم يشوفون الطفل الي بين يدينها ..
المرأة : هاذي أبنتكم
و حطتها في يد ترف المصدومة ..
المرأة : أعتنوا بها جيداً فهي أمانة لديكم
و راحت متوجهه لسيارته ..
_
المرأة : أعتنوا بها جيداً فهي أمانة لديكم
و راحت متوجهه لسيارته ..
بعد ما مشت سيارتها ..
لفوا الكل لفهد المصدوم ..
فهد برجفة : كـ كذابة و الله كذابة
شهد ببكاء : صادق يا يمه البنت كذابة اصلاً مستحيل فهد يسويها
تكلم سعود بخفوت : البنت ما كذبت
ناظر الكل فيه بصدمة لكلامة الي يقول ان الي قالته البنت صح ..
أريام بغضب : وش تقول ؟!
رمى سعود الأوراق الي في يده على الأرض بغضب : الحيوااان ذا جايب لنا بنت بالحراااام
و توجهه بسرعة لفهد الي غمض عيونه بخوف ..
تقدمت شهد بسرعة تمسك أبوها : بابا تكفى تكفى لا تأذيه تكفىى
كان الغضب معمي عيون سعود .. كيف أبنه الي رباه و تعب على تربيته يسوي كذا كيف ؟! ..
سعود بغضب سكن في جميع أنحاء جسمه : أبعدييي يا شهد أبعدييي خلينييي أبرد حرتييي خلينيييي
ودفها بقوة على الأرض ..
و تقدم من فهد ..
لكن مسكت أريام ولدها فهد و حطته ورا ظهرها : سعود عشاني يا سعود تكفىى عشانيي
نزلت دموع سعود بقهر : ليه يسويي كذا ليه ليه يحرقنييي ليهه يبيي لنا العذاب و القهر لييه
صرخ فهد بدموع : أنتي السبب يا يبه أنت
سعود بغضب : أسكتت تبييي تحطها في ظهريي صح صححح ؟!
فهد ببكاء : شفتك يا يبه شفتك و أنت معها و أنت مع حبيبتك
حل الصمت فجأة .. و بردت أطراف سعود من الي سمعه : اا أنت وش تقول وش تقووول ؟!
فهد ببكاء : شفتك شفتككـ....
لكن فجأة .. سكت من الكف الي جاه من أمه ..
أريام بغضب : أطلع برا
فهد بصدمة : يمه أنا ولـ...
أريام بصراخ : أطلععع براااا تتهم أبوك بقذارتك أطلعع
فهد بأنهيار : يمهه أنا ولدكم ولدكمم
تقدم سعود يضربه بقوة على وجهه : اطلع و أنا متبريي منك ليوم الدين
تجمد فهد من الكلمة ..
و صرخت شهد : لااااااااا لاااااااا يا يبههه الى فهدد لااااا
و جلست تبكييي بأنهيار ..
تقدم سعود و هو يمسك فهد بقوة و يدفه مع باب البيت : أنقلع و لا أبي أشوف وجهك للأبد
و قفل الباب ..
'
و كانت هاذي أخر مره شاف فهد أبوه و هو حي ..
لكن في نفس اللحظات المؤلمة الي الكل كان يعيشها تحت .. كانت " ملاك " قد وجدت الأم المثالية لها ..
'
في نفس البيت لكن في الدور العلوي ..
كانت ترف حاطه ملاك في حضنها و مبهوره بجمالها و عيونها الزرقاء ..
ترف بأبتسامة تخفي فيها دموعها و حزنه من الي يصير تحت : يا حلوك يا اممم وش تبين نسميك ؟!
فجأة سرحت و أطالت ترف التأمل في عيون ملاك الي تسحر ..
ترف بأعجاب : ملاك .. راح أسميك ملاك ..
ملاك أسم على مسمى .. و كأنها ملاك حقاً ..

أنت الجرُوح الموجعة .. و أنت الدُواء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن