الجُزء التاسع

46 1 0
                                    

جلس امام جدته بعد رحيل قايد مسرع ،اخذ نفسه وازفره بَـ لا اله الا الله ،ناظر ارجاء الغرفه ،دولاب خشب عليه مسبحتها وقرانها ،وبجانبه شرشف صلاتها وسجادتها .
نزل نظره : ياجده ،مالي احدٍ سواكم ،رحمه الله على من رباني يوم اني صغير .
تنهد وكرر قوله بَـ : رحمه الله عليهم .
شيخه رببت كتفه وهزت راسها بالايجاب : قول اسمعك ..!
قصار بهدوء ولاول مره تشوفه بالهدوء والسكون ،ولا هو دايم روحه مرحه : الوكاد القلب تعلق ..!
افردت شيخه ضحكتها : مدري وش جرى لكم ،ال الشداد ضعيفين قلب ،ماهقيتها وجدكم الشداد ،وياخذ من اسمه نصيب..؟
قصار بلهفه : اي بالله هالقلب صاير رهيف زود .
شيخه ابتسمت : منهي بنته ..؟
قصار بنفس هدوءه : يقال انه بنت مخلد ..!
شيخه عقدت حواجبها : كود المطلقه ..؟
قصار انصدم من قول جدته : هاه ..!
شيخه والغضب ساد عليها : الكبيره مطلقه ،والصغيره لحقتها ،تبي تاخذ مطلقه ونت بأول عمرك يَـ قصار ،عاد الهقوه هنيا ماني مصدقتها ..!
قصار تنهد : والله ان كان لي علم ماكان قلت لك ،لكن ماكان لي العلم ،بعد ما تعلق القلب يا جده ..؟
شيخه تنهدت بقله حيله : يكون بعون القلب يايبه ،نشوف لك حل مع ذا الهوى ..!
ضحك بخفيف على جدته وقولها بمعنى يشوفون حل لمشكلته مع الهوى والحب ،
-
ناظرت لابوها الطريح من هبت عليهم انسام السّمعه الرديه وظهره مكسور ،ولا يقدر ينشد الظهر به دام ان هو بنفسه ظهره مكسور ..!
تنهدت بتعـب وهي اللي تداريه ،وتمثل القويه بقربه ،رغم ان داخلها شتات وكسور يبلها جّبر من الخاطر ومن القلب ..!
فلتت يدهـا من الثياب اللي تكويها وتحطها بشنطه ابوها الجلد الكبيره ،لجَل ينقلون من الدِيَره وموطنهم لديره تحتضنهم وتصير لهم موطن اكثر من موطنهم الحقيقي ..!
نزلـت وركعت لمستوى ابوها ،ثم باست راسـه بهدوء وشدت قبضه يدهـا الصغيره على يده : يبه ،ان كان الله أراد تتشوه سمعتنا بالديَره مالنا حيله الا ان ننقل من الدِيَره ،لديرهٍ كود انها احسن من ديرتنا الاوليه ..!
ماكانت تسمع الا انفاس ابوها وعيونه الشاردة عن النظر بها ،همست بأنكسار : ان كان انـا بنيه وشاده الظهر بك ،انت شد الظهر بي يايبه ،كون الثقه بي عاليه ولا ماعدت موجوده ..؟
بانت نبـره صوته وهو ينفي قولها : ابد يابنتِي ،ثقتي بك موجوده ودوم بأذن الله ،لكن فكري محدود ،صـار مايفكر الا بأقوال الناس بنا وطعنهم لنا ..!
طبطبت على كتفـه : لا يهمك يايبه طعنتهم لي كبيره وصعبة عليك الا بالله اني اعلم اشد العلم باللي تحس به لكن لزوم يايبه ننقل وان كانت ديارنا وديار المرحومه وصعب عليك النقل ..!
ابتسـم ابوها بهدوء : ان كانت رغبتك مامنعتك ولا أكون عارض لسعادتك جهزي الشناط وخلنا نشد الرحال قبل تغرب الشمس ..!
فرحت من موافقه ابوها ،وتحس ان ودها تطير من فرحتها العتيقه ..!
جهزت شنود ابوها وبدقايق خلصـت شنودها ،وجلسـت على فرشتها ماسكها الجوال اللي جاها هديه من اعز صاحبه لها ،رغم بارق العمر بينهم الا ان الصداقه ماتحدد بالعمر ، اتصلت عليهـا والتوتر بان على نبـره صوتها من داهمها صوت صديقتها المُنهك : هلا طرفه شفيـك ..؟
طرفه بهدوء : فاضيه ،اذا تفرغتي دقي علي ضروري ..!
تنهدت بهدوء وهي تنظم انفاسها : متفرغه يابعد عيوني ،بلاك..؟
طرفه بهدوء تحاول تخفي نبـره التوتر اللي اجتاحت صوتها : خُزامى ،سامحيني ..!
خُزامى عقدت حواجبها : انتِ بخير ..؟
طرفه تسللت دمعه على وجنتها وبان على نبـره صوتهـا البُكاء : رح انقل من الدِيَره بكبرها ياخزامى ،ابوي انهدمت صحته بسبب كلام الناس ،انكسر ظهري معه ولا عندنا حل غير البُِعد ،عسى يكون خير الحلول بأذن الله ..!
خُزامى انصعقت ،ماتدري كيف بيمر يومها او حياتها بدون طرفه ،روحها اللي بجسدها وقطعه من قلبهـا ،وكتاب أسراها اللي مايفصح لأحد ابد ..!
خُزامى بهدوء تمنع انهيارها بمجال عملها : ون قلت لك ان لي حل غير البعد ،وتدرين اني أتعذب اذا ابتعدتي ..؟
طرفه تنهدت من سمعـت صوت ابوها ينادي بأسمها : تأخرتِ ياخُزامى واجَد ،الحيـن حّنا بنمشى قبل تغرب الشمس ،تمنيت اشوفك لكن مهنتك ماخذتك مننا ،يجيب الله مطر باللقى بأذن الله .
خُزامى نزلـت دمعتها بحراره : الحل بسويه وبتبقين قربه مني ،وأبوك بنداريه بعيوننا ان ماكفاه البيت ..!
جلست بجانب شام اختها بعد مانام زهران ولحفته زيّن وحذر ..!
-
اخذت نفس وهي تحاول تمهد الموضوع لَـ شام : شام ..!
شام ناظرتها وهزت راسهـا : بلاك ..؟
سمراء بلعـت ريقهـا بهدوء : تغطين عَلي ..؟
شام غضبت وارتفعت نبـره الغضب بصوتها : انتِ بعقلك يابنت ..؟
بعد اللي سواه بك ،ترجعين له ..؟
سمراء شدت قبضه يدهـا بيدهـا الثانيه : مو اللي تفكرين فيه ،مهددني بكم ياشام ،هو باقي احد ماخسرته عشان اخسركم ،يكفي ..!
شام تنهدت والحقد عمى قلبهـا على اللي يتسمى بَـ ' سامي ' طليق اختها سمراء : علمي ابوي ،علمي الشرطـه ،دبري نفسك وفكري زيّن يابنت بلاك ..؟
سمراء غمضت عيونهـا وشدتها بقوه : رح يقتل ابوي ،واذا على الشرطـه عنده اكبر الواسطات هناك دبري لي حل ياشام مااستنجدت بك الا ونا واثقه فيك ..!
شام تنهدت بقوه على اختها رهيفه القلب : زيّن ،لكن حاولي تصرفينه اسبوع لشهر ..!
سمراء لفت من اتصال ورد من جوالهـا ،بلعـت ريِقها وردت بثقل لسان : هلا ..!
داهم مسامعها صوته الغليظ : كيفها عذاب سامي وراحته بنفس الوقت ..؟
سمراء حست وكأن رجعت لها الذكرى ،بليله تكون المفروض ليله تصافي بينهم لكن انقلبت الآيه ..!
-
واقفه وفستانها الاسـود ضامر الخصر أكمامها الدانتيل مفتوح الصدر بشكل ٧ ،لامه شعرهـا البُني المايل للأسود على فوق بحيث انه ينسدل على ضهرها براحه ،رشّت بهدوء من عطرها على عنقها ،ثم تحسست نحرها الموجود عليه سلساله الذهب الخفيف ،اللي كان هديه بليله زواجها ..!
ارتسمت ابتسامه حُـب من حست بأنفاسه الحاره تجتاح مسامعها وتخرق رقبتها بقُبل حاره وهاديه.
لفت عليه بأبتسامه حُـب : ممكن تكون ليله مميزه بذاكرتي وذاكرتك ..!
سامي اللي اجتاحت الغباثه ابتسامته وحاوطت يده خصرها الضامر اللي أبرزه ضُمور الفستان عليه ،وباس كتفها بهدوء : ممكن ليّه مو ممكن ..؟
ابتسمـت لقبوله لجَل تكون ليله مرسوخه بالأذهان ،ناظرتـه وابتسامه الحُـب مازالت مرسومه على ثغرها : بّدل ملابسك وخلنا نتعشى سوا اليوم لحالنا ..!
تقدم لأمام بخطوات ثقيله وتعّداها وهو ياخَذ قمصان النوم حقه ،بّدل من ثوب ابيض لقمصان نوم ..!
جلس عالصفره وبدا يأكل وهو متجاهل سمراء الخجلانه ،ولا توقعت منه يقضى ليله معها بقمصان نوم او ثوب النوم حقه ..!
مدت يدهـا لكن لمتها لحضنها من صرخه سامي عاقد الحاجبين وملامح العبوس بوجهه : شيّلي يدكك..!
رجّف قلبهـا وتمنت النجاه من يدينه والفرار قبل تبدا حالته في التناقض ،وعصبيته المُفرطه اللي ممكن بلحظه رح تقتلها .
قامـت بحجه انها تجلب له العصير لجَل تفر من أمامه لكنه قام بعد مانفض يده بالصفره ،وتقدم بخطواته الواسعة ،عكس خطواتها الراجفه الراجعه للخلف بخطوات ضيقه ،حتى صقع ظهرها عند رُكن الغـرفه وأمامها سامي بجسمه العريض عارض الفرار منها ..!
رفع يده الكبيره لين لامست عنقها ،وبدا بالتدريج يشد على قبضته اللي تتوسطه عنقها ..!
انمنع عنها التنفس وضاقت انفاسها ،همس بأذنها وفحيح قطعها من الخوف والربكه : ياعذابي وراحتي بنفس الوقت ،هاليدين اللي قطعت أنفاسك تعيد الكرَه لَـ عدتي فعلتك بأمي ..
عاود نبرته بفحيح : زيّن ..!
هزت راسهـا بالايجَاب ثم طاحت على الارض من تركت قبضته عنقها اللي طبعت فيه مفارق أصابعه ..!
-
شهقت بقوه وسكرت الخط اللي بينها وبينه ،ودموعها نزلـت بغزارة وشهقاتهـا انزدادت بوجع ..!
وفعلاً كانت ليله مرسوخه بذهنها لشده الخوف اللي حست به وكانت ليله بمسمى واحد عندها ' عذابه وراحته بنفس الوقت ' .
ماحست بأنهيارها اللي شهدته شام اختها لأول مره ،ومن التفظ به سامي بصوته الغليظ وكأنه مستقصد فعلته بذكره بعذابه وراحته .
تقدمت شام بضعف قدام حاله انهيار سمراء ،وحضنتها بقوه والود ودها تعرف قّوله لجَل يبكيها ويخليها ينهار لذي الدرجه ..!
-
مسـك يدهـا بهدوء : انتهـى اللي بيني وبين شام ريحي بالك من الغيره وغيرها ،وعلى موضوع طلاقها يشهد الله اني تو اعرف وماوصل لي الحكي بدري..!
عباير صاده بالنظر : واذا عرفت بوقت رجعتها للديره ..؟
داهمتها الغصه وبانت بنبره صوتهـا : كان خطبتها لجَل لاتروح من يدينك ،تسويها ..؟
زهران بهدوء ضحك وقرب وطبع قُبله طويله على وجنه عباير اللي قلب لونها للون الحّمر ..
-
فتحـت جروح لأختها ماكانت بحاجتها ، مسكـت يد سمراء : وش اللي فعلتيه بأمه لجَل يحقد ..!
سمراء مسحت دموعهـا الجارحة : مافعلت الا الواجب علي ..ماتعرفينها انها تكرهني وتبلت علي لجَل جاء وخنقني ،وهي اللي عبت براسه الكلام الفارغ وطلقني ، وتزوج و الحيـن طالب يشوفني ..!
تدمرت يا سمراء بسبب امـه ولا ودي يقل ادبي وادعي عليهـا لانهـا بالنهايه ام وللمره المليون احمد ربي لجَل ماكان بيننا ذريه ..
ابتسمـت بأنحراج بان بوسط ملامحها : لجَل كذا كل ماسئلك متى الحمل تقولين مافي ،اقدر موقفك معه ومع امـه والله يصبرك ،مع اني رافضه تماماً قربك وشوفتك له وهو على ذمته روح ،الا اني راح اساعدك ونشوف وشهي غايته ..؟
سمراء فاضت مشاعرها وحضنت شام لجَل موقف وقفت معها حالياً ولا تركتها رغم عتابها لها الجارح ..!
-
وبما ان الماضي يبرر احياناً افعال الحاضر ،نرجع لسمراء بحين كانت على ذمه رجُل بمسمى فقط ليس بفعل ..
بثوب نومها الحرير ،فز قلبهـا من داعب مسامعها صوت ام سامي تنادي عليها بشراهه، تنهدت وحملت نفسها بهدوء لجَل تقابل صاحبه الصوت الصاخب اللي ينادي بأسمها ..!
نزلـت بهدوء ثم قابلت قبالها ام سامي لامه يدينها لوسط حضنها : صوتي راح ونا أناديك ..!
وينك فيّه ،عشانا ليَه ماتجهز ..؟
سمراء ناظرتها ببـرود : تعبانـه اليوم ،خلي بنتك صاحبه الشأن العليل تطبخ لك ..!
ام سامي اللي انتلفت اعصابها من رد سمراء البارد ،وغير المُرضي لنفسها ،وصدمه لأنها كانت تأمر ماتلقى الا تم وحاضر

أنا قتيل وراضي بالمصيبة !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن