الجُزء السادس

45 0 0
                                    

اخذت شنطتها : ادخلي ادخلي يالفشله..!
شام ناظرت لسمراء وصدت بهدوء ،ومشت متجاهله ندائات سمراء لها .
مشت بخطوات سريعه بأتجاه شام ومدت يدهـا اللي طاحت على كتفها ولفت بجسم شام : ابوي لايدري.!
شام ببـرود : مارده بيدري ،وبيعرف ان الله حق..!
سمراء ناظرتها وملامحها مضطجره منها : اَي صـار اللي تبينه وتطلقتي من صقر ،وش اللي يضمن لك ان زهران بيكون لك ولا؟؟
شام بدون نفس لفت ومشت بعد مالقت لَـ سمراء صاعقه على مسامعها : بسحره واذا تبين العايله كلهم بسحرهم ..!
شهقت سمراء ويدها على فمها من صدمتها بكلام شام اللي صارت تقوله ببـرود ولا هي عارفه حجم كلامها ولاهي مثمنته.
انحصرت بموقف محـد تمنى بيوم يصيره مثله ،انحصرت بين شام وطلاقها وسالفه السحر اللي طلعتها ،وبين انها توصل العلم لابوها ..!
لكنها خايفه يبيد شام من الكره الارضيه جميع..
جلست على الارض ويدينها على راسهـا اللي صابه الصداع من التفكير ،وايش ممكن تسوي .؟
-
لفت للي دخلت وجلسـت بركنها المعتاد : يمه بلاك؟؟
توق بهدوء وهي حاضنه نفسها : مافيني شي..!
عضت شفتها السُفليه : مااتعبك صُنع السُجاد..!
ام توق اللي ابتسمـت من سؤال توق لأول مره تسألها : ابد يابنيتي ،زي ماتحبين الجلوس بذا الركن انـا احب اصنع السُجاد .
لمت نفسها لحضنها اكثر واخذت نفسها : وهذا السُجاد لمين؟؟
ام توق ابتسمـت : لجيراننا ،واذا رحت بسلمهم اياها بتروحين معي..!
اخذت نفس وهي متردده تطرح سؤالها ،لكنها قوت من تبي تعرف إجابته : ابوي وين؟
ام توق اللي صارت متعوده على سؤالها عن ابوها ولا صابها توتر : ابـوك مات..!
توق نزلـت راسهـا لحضنها وتحس بتشتت عظيم ،نزلـت دمعه حاره على خدها ثم مسحتها توق مانعه نزولها .
غشى عيونهـا النوم ونامت بركنها وصاحبها رغم انه جماد ،تنهدت امهـا من وضع توق وكملت بهدوء لأجل ماتزعجها .
للماضي دور قبل ١٢سنه المغربيه،ملتقيه براحه امـام التلفزيون وتتفرج بهدوء وامها تصنع السُجاد كعادتها .
فزت من صوت طرق البـاب ،لفت نظرها للغـرفه المتواجده فيها امهـا ثم رجّعت نظرها للباب الأزرق الحديد ،قامـت وبخطوات واسعه فتحـت البـاب .
الا بتواجد شخص بثوبه الاسـود ضخم وبيده منديل ،رفعت راسهـا وابتسمت من شافت ملامحه المرخيه براحه وابتسامه مد يده اللي تتوسطه المناديل : خذي..!
لفت نظرها لغـرفه السُجاد ثم رجعت نظرها له : قايد ،وشهو ذَا؟
قايد ابتسـم وانحنى باس راسهـا بُحب : ذُره من يديني ان كانك تبين..؟
اخذتها بسرعـه مسكـت البـاب : روح طيب ..!
قايد بلع ريقه بلهفه : يجي اليوم بعد العشاء عند جدار اللقى ولا مايجي..!
توق وبيدها الذُره الحاره : ان كان لقيت لي فرصه مابخلت عليك .
ابتسـم ولف وليته مالف ،كانت اخر ليله قضاها معها واسوء ليله بالنسبه للكل .!
-
نرجع لواقعنا المُر فاق من حضن شيخه بهلع : بسم الله الرحمن الرحيم ..!
شيخه فزت معه وهرع قلبهـا : بسم الله ،بلاك ؟؟
قايد مسح وجهه وهو يبسمل ويستغفر الله ،تنهـد وناظر شيخه واجتاحه الضيق : تحلمت بها يايمه تحلمت بها مع ..!
اسكتته الغصه وماقوى لسانه يتفوه بقوله للحلم او اللي صـار فيه،عض شفته وشد قبضته : تحلمت بها مع احدً غيري ،استعجلي باللقى يايمه تكفـين استعجلي.
مسحت على راسـه وهي تمرر على صدره تحديد قلبه : قلت لك ياقايد ،يجيب الله مطر..!
اخَذ مسبحته وباس راس شيخه : الوضع يايمه ماهو بعاجبني ،رايح عند الجموح اخَذ لي نفس..!
لكن دقي علي من تكلمينها زين..!
شيخه ابتسمـت : انتبه لنفسك يا قايد ..
قام قايد وطلع من بعد مااخذ الأذن من الشداد وسلم عليهم ،وانظاره متركزه على بابهم الأزرق الحديد .
لايشوفها تطلع مثل طلعاتها بالصغر ،ولا حتى ترفه عن نفسها ،كل من ما طاحت انظاره على بابهم يفكر هالبيت مهجور ولا كأن في اهله ساكنينه.
-
العصريه ،اخذت جلالهَا وبيدها عصاتها .
الشداد ناظر اللي بعباته يمشي : وين ساريه يا شيخه..؟
شيخه مدت يدهـا : رايحه للجيران ..!
الشداد هز راسـه بالايجَاب : زين،اقبلي علينا قبل المغربيه قبل لايزول الضوء ،كثرت الكلاب والذيابه بالديَره .
شيخه ابتسمـت له : على هالخشم ..!
مشت متجهه للبيت المدهون بالأبيض ودهانه مقشر ،وبابه الحديد الأزرق ،مدت ايدهـا ودقت بابه.
انتظرت وهي تتأمَل الباب ،لكن انفتح من سمعـت صوت القفل يفتح ،أقبلت عليهـا مره كبيره بجلالها : تفضلي..!
ابتسمـت شيخه : ان كانك ماعرفتيني ،تراني ام وضاح وحرم الشداد ..!
ام توق ابتسمـت : تفضلي يام وضاح ..
دخلت بهدوء وهي تناظـر ارجاء البيت وملامحها مبتسمه ،جلست بمكانها المعتاد بوقت زيارتهم : الا وينها بنيتك .؟
ام توق واقفه بتضيفها : اغلب عليهـا الرقاد ،تبينها؟؟
شيخه قامـت : لا ،خلها نايمه جيت ابي أكلمها لكنها نايمه نجي بوقت ثاني..!
ام توق بستغـراب من متى شيخه الملقبه بام وضاح لها مواضيع مع توق ،ماكانت تدري ان مره جاتهم وجلسـت مع توق حتى عرفتها ،حتى انها بكت بحضنهـا ،ماكانت تعرف ولا توق وصلت العلم لها ..!
لأجل كذا هي مستغربه من شيخه وموضوعها مع توق .
ام توق برفض انها تروح : ماضيفناك يامره ..!
شيخه برفض البقاء : زاد فضلك يام توق ،لاكني على عجله مانطول عليك ،سلمي لي عليهـا ..!
ام توق مشت مع شيخه للباب : يوصل باذنه.!!
طلعـت شيخه واتجهت لبيتها اللي يضم محمد والشداد ،ناظرت لَـ قصار اللي معه اكياس متجهه للبيت صاحب البـاب البُني .
شيخه بنفسها : لا اله الا الله ،ماشاءالله متى تعرف على حقين الدِيَره ..؟
دخلت البيت وتوجهت لغرفتها بعد ماخبرت الشداد برجوعها لأجل لايقلق، مسكـت التلفون ودقت على الرقم اللي حافظته عن ظهر قلب ،ثم ابتسمـت من داعب مسامعها صوتـه المرتاح : عسى ماشر يايمه!!
شيخه اخذت نفس وتطمنت انه  بخير : الشر مايجيك ،رحت لها ياقايد ..!
بانت اللهفه على صوتـه : وش أخبارها ،وش صـار بها بعد فرقى ١٣عام يايمه وش صـار تذكرني ولا انـا بس اللي اذكرها ،واذكر طرفها الكحيل وظفايرها بشعرها الاسـود الكثيف ولا هي ماتذكر حتى اسمي يايمه ..!
شيخه ابتسمـت رغم حالته اللي ماتسر : رحت لها وهي بخير ،لكني ..!
قايد قاطعها : لكنك وشهو يايمه ..؟
شيخه بهدوء : ياقايد خلني اكمل ،لكني ماشفتها لانهـا كانت نايمه زين؟؟
قايد تنهـد من قلبه : ياجعلني انجمع معها على سرير واحد ..!
شيخه ضحكـت : ان شاءالله ..!
قفل من عندها وراحه باله ماتنوصف ،اخَذ مسبحته ونزل وجواله بجيبه وركب سيارته بعد ماباس راس هليل من فرحته ..!
-
المغربيه ،نزلـت بجسدها وروحها متعلقه مع زهرانها اللي مادرى انها تطلقت عشانه وتركت زهران ولدها الصغير بين يدين صقر زوجها او بالأحرى صـار طليقها ..
جسد بلا روح جُمله تنطبق عليهـا بالضبط،وعقلها بحاله تشتت ،وتفكيرها بالسحر شي مستحيل تسويه بس مُجرد تخويف وبتستخدمه كسلاح او تهديد لهم لتحقيق رغباتها..!
رغم انها ماتوقعت توصل لدرجـه تهدد اهلهـا .
جلست بوسطهم تمثل للامبالاة وهي تصارح الم شوقها لزهران ولدها ،وصوته وإزعاجه ،رغم ان الضيق منه بالصُبحيه اللي صاب صدرها ماكانت تدري منّ وشهو ووش سببه..!
دخـل ابوها من بعد مارح للمسجد وصلى فرضه الواجب ،ابتسـم من أقبلت بوجهه شام او بالأحرى طاحت انظاره عليهـا : هلا ببنيتي،هلا بشام.
سّلم عليهـا وهو عاقد بحواجبه ،كيف تسلم عليه ببـرود وملامح خاليه من التعبير : علامك..؟
وينه زهران ؟
جلست بمكانها ولا ودها تسمعهم صوتهـا الا اجبرها سؤال ابوها اللي تكرر لكن احتدت نبرته : بلاك..؟
رفعت نظرها له لكن نزلتها بسرعـه من حست بيد تدقها وكأنه تحذير لها ..
رفعت راسهـا وهي مو هامها شي : صرت مطلقه ،وهذا اللي كنت ابيه ،عشان تتعذب مثل ماتعذبت انااا .
ناظرها بصدمه واحتدت ملامحه وعبوس وجهه بيّن وكأن دخان الغضب تطلع من اذانيه وبراكين تنفجر من عيونـه ..!
-
الصُبحيه،فتحـت عيونهـا وتحس بتكسر بعظامها،القت نظرها على الغـرفه اللي تضمها او بالأحرى ركُنها صديق حظها .
ناظرت بالسجاده اللي خلصتها امهـا ملفوف عليهـا كيس ،نزلـت نظرها لجسدها الا ببطانية خفيفه تلتهم جسدها الصغير رف رمشها تستوعب اللي هي عليه .
قامـت بهدوء وناظرت امهـا اللي تناظـر التلفزيون وأمامها كوب الشاهي والبُراد ،ابتسمـت وتقدمت باست راسها .
ام توق بأبتسامه : يالله صباح خير ..!
توق بخمول وكسل احتواها ومو لأول مره : من متى نايمه؟؟
ام توق : من الظهريه ونتي منسدحه خليتيني اتكسر على ذَا البيت لحالي..!
توق ابتسمـت : امسحيها بوجهي تعرفين حال هالكسل يصيبني بأي وقت سامحيني..!
ام توق ابتسمـت : سامحتك ،ام محمد حرم الشداد شيخه جات تدور عليك ،بينكم مواضيع ونا مالي علم ..!
توق ببرود : لا مابيننا لكنها عرفت اننا رجعنا حبت تملي الشوق اللي بها .
ام توق رجعت نظرها وهي ترتشف من الشاهي : يلا شوفي شغلك وتعالي افطري بأنتظارك.
توق بأبتسامه مشت من عند امهـا تاخذ لها لبس لأجل تتحمم ويطير النوم اللي عالق برأسها حتى الخمول والكسل ماابعد عنها ،لمت شعرهـا الغجري الاسـود اللي يصل لنهايه ظهرها ،وانبرز لونها الأسمر وطرف عيونهـا الكحيل وجمالها .

أنا قتيل وراضي بالمصيبة !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن