متنساش الڤوت ورأيك يـ رايق!
"صل على النبي"تجلس في طائرته تخبئ وجهها بين صفحات الكتاب الذي جلبه لها حتى تقوم بقراءته اثناء رحلة السفر ولا تقوم بأزعاجه، فـ هو قَبِل أن تسافر معه لأسباب تخصُه، بينما هي مندهشة من قراره بالرغم من أنها رفضت السفر بالفعل ولكنه اخبرها ليس هناك تراجع في قراراته..لتقوم بلعنه هو وقرارته وافعالها التي جلبتها واوقعتها في طريق هذا البارد.
نظرت للكتاب بعدما اقلعت الطائرة اخيرًا وانتبهت أن الفصل الجديد يتحدث عن ألم الحُب الناتج عن طرف واحد، تعلم أن الحب سواء إن كان من طرف أو اثنان سيظل يؤلم صاحبه لأنه كاللعنة لا يستطيع أحد التخلص منه سوىٰ بإماته قلبِه.
ابتسمت عندما تذكرت قتلها لقلبها مرارًا وتكرارًا عندما يداهمها الشعور بالحنين إلى ماضيها، فـ لم يكن سوىٰ ماض جميل يملؤه الدفئ ويغمره الحنان إلى أن تحول هذا الماضي إلى كابوس لا تعرف الاستيقاظ منه سوىٰ بتدنيس يدها بالدماء، زفرت ببطئ وامسكت بخصلتها الهاربة مثلها تبتسم بأتساع فـ هي تريد قص شعرها حتى تتحرر من قيوده ولكنها تعلم أن بعض من ثقتها بنفسها تكمن في طولِه، فـ شعر الانثى كما يخبرها والدها دائمًا أنه مفتاح الفِتنة للرجال والغيرة والحقد من النساء، كانت مُدلله من قِبل والدها العزيز فـ كانت تقوم بعرض شعرها كل يوم امامه ويخبرها أنها قمرًا بين النجوم..
مميزة هي، فـ هذا حال القمر في السماء!
ورغم ذلك تلاشت تلك الذكريات تخبر نفسها بـأن تلك الأيام لن تعود.
"الاكل يافندم."
افاقت من شرودها على صوت مضيفة الطيران وهي تضع الطعام امامهم نظرت للأطباق بتقزز فـ آخر ما تريده هو أكل شرائح الدجاج بالقرفة!لاحظ تقززها ليحثها على الطعام حتى لا تفقد وعيها وهو لا يريد حملها، فـ يكفي حملها اثناء نومها في مكتبه:.
"كُلي."
بالرغم من أنها نبرة عادية إلا أنها شعرت ببعض الإهتمام في كلمته، لذلك لم ترغب في عراكه الآن وابتسمت بأصطناع:.
"شكرًا مش جعانة."
غلف نبرته بالحدة وهو يحادثها من جديد:.
"انتِ مكلتيش حاجة من ساعة ما كُنا في القصر وهتتعبي."
دُهشت داخلها من ملاحظته للأمر بالرغم من معرفتها كونه لا يبالي بها أو بصحتها حقًا ولكن ايعقل أنه لا يريد مرضها؟
ابتسمت بسخرية وهي تنفي بطريقة استفزته:.
"متقلقش لو تعبت مش هقولك."لم يهتم لحديثها المستفز وشرع في اخذ طبقه حتى يكمل يومه فـ هو سيذهب إلى الشركة بعدما تهبط الطائرة اراضي فرنسا، بينما هي كانت تعني حديثها فـ هي تحاملت على نفسها كثيرًا حتى لا يساعدها أحد، وكم من مرة مرضت ولم تلجئ لأحد أو اظهرت تعبها، لطالما كانت الفتاة القوية التي تخبئ جميع آلامها في ثناياها حتى لا ينحني ظهرها أمام أحد، كانت القوة والدِرع لنفسها ولأحبائها..
أنت تقرأ
•|مكتبة...المجانين.|•
Romanceخُلقت لـ تعيش بـ حرية، وخَلق هو قوانين للحرية مردفًا بأستمرار أنه ملك كُل شيء، فـ هل تستطيع خرق قوانين حُريته وتصمد ثوانٍ أم سيضعها في القفص مرة أخرى كـ طير لا يسمح لهُ بالفرار. -روان خالد "صقر"