قياماتٌ بيضاء... مراد بوكرزازة*

4 2 0
                                    


                  

                      1/.                   

أقفز لتوي من غيمة عالية

لم أكفّ يوما على الإقامة بغيمة-حرفة المراهقين وبامتياز-

أسقط لأرض سؤال/ تربكني اللّحظة إذ أسرع لأول كأس نبيذ أحتسيها على عجل لعلي أطفىء دهشتي/

تطلّ من المرايا المحاذية لحزني ألف امرأة و أغنية

أفرّ مني

أيّها المنفيّ من اللّغة / من المعنى / إلي أين

أدّعي أنّي لم أسمع صهيلا وحوافر فرس

أعبر الطّريق غير منتبه للخطوات

و للغيمة ذاتها- أعود – أهتف لكلّ البياض غير المعلن عنه

أيّها الجوع كفّ عن الصّراخ كلّما كنت بحضرة الكعب العالي

أيّها الجمر أتّقد أكثر لتستمر الحياة

ملحوظة/ أنسف منذ فجر التاريخ كانونا مشتعلا وأستعين بضوئه في العتمات.

                    2/.         

ضيّقة هي الأرض

اللّغة جائعة جدا -ونهمة لا تشبع-

ما أرحب السماء –لو أنّي غادرت العشّ-

بيني وبينها مسافة قبلة –وتاريخ من الشبق والانتظار-

أحمل كفها /أقبلّها/ أشمّ رائحة تراب بلّله المطر بأرض طفولة بعيدة وسخية

تبتسم/لا يظل الله على حياده

إنها سري الأعظم

يقول

على عجل أشعل سيجارة/حرفة القلق الأبدية/

اسحب نفسا واصمت إذ تتزاحم الأغنيات على طاولتنا

لا أدري كم مضى من وقت

تربكني التفاصيل

ملحوظة/كلما التقيتها اكتشف ما معنى أن تعيش ألف أبدية.

                    3/.         

لم أختر الموقد يوما -مع أني أحترف الجمر بمهنية عالية-

أنا سيد للرياح كلها -وسيد للمناديل كلها-

في غصن ما من دمي تحطّ حمامة منذ بدء النّواح

توغل في المساء وفي العمق.

الطّرقات كلّها عبرتها

يكتشف تعبي أنّ المدن هي التي عبرتني

لا اريد ان انزوي في الركن وارقب الحياة بحياد

أنتبه للتفاصيل التي تعذبني

وأورق كما الغصن كلما اصطدمت بدهشة طفل

في دفاتري الان-ومن الف عام- نص اريد ان اقبض عليه

وفي ساعاتي عطر نسائي فرنسي حميم

ملحوظة/انا اشم العطر-واحبه – وأشمّ رائحة القصيد المكابر – وأتمناه-.

                    4/

بالبيت اريكة مريحة-وهي تاريخ الذين عبروه يوما-

ثمة رجل تضيق الكتب برقصاته /ب هواجسه وجنونه-ثمة ثلج يذوب بكأسه المزدهرة بالويسكي.

غير بعيد عنه -ثمة رجل يختلف عنه في حجم ثلج الويسكي فقط-

وبينهما نص لا يؤمن بشيء قدر ايمانه باكتمال الملامح يوما

بالخارج برد قارس-وبالداخل غطى البياض كل سفوح الجبال-

ما أغبى نشرات الجو -التي لا تلتفت لسماء شاعر-

وفي الطريق الطويل المفضي لبيته تغني بياف-صوتها مبلل ايضا بالمطر-

هل يفعل المطر بالمرء

ما تفعله الغزالات الوديعات بالصحراء

ما أوسع قلبه-ما اصغر العالم-

ملحوظة/ الثّلج هو النص الجميل الوحيد فوق الارض

قلة من تعرف كيف تسير عليه.

ْ

ْ

* روائي و اعلامي جزائري

َ

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 23 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قياماتٌ بيضاء... مراد بوكرزازة💖💖🤍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن