كأي فتاة صغيرة تستيقظ من نومها ، أفتح عيناي علي صوته .. صوتآ مليئآ بالغضب ، البؤس ، الحزن ، كان مثل المنبه بالنسبه لي
كأي فتاة صغيره تستيقظ للأستعداد لمدرستها الإعداديه ، أجلس علي سريري ، أأخذ نفسآ عميقآ ، أشعر بأكتئاب صوته يحوم حولي مثل الدائره .. لا نهايه له ولا يوجد مفرآ منه ، أنظر الي نافذة غرفتي لأراه يسير حول المنازل ويصرخ "أين حياتي"
علمت من أمُي مسبقآ وهي تتحدث مع جارتنا ، أن حياه أسم حبيبته ، السابقه أظن ، وللأسف جعلوني اذهب بعيدآ قبل أن يكملوا القصه ، ألست كبيرة كفايه للمعرفه؟
أيآ يكن .. أخذتني قدمي الي حمامي ، أنظر الي نفسي للمرأه بوجهآ متعب يريد النوم ، لازلت ارا نفسي .. بشعة الي حدآ ما ، حسنا ، لا يوجد أحد جميلآ للغايه بعالمنا ، هذا ما تقوله أمي لي دائمآ ، أو اظن انها تقول هذا لتخفف عني
خرجت من حمامي علي صوتآ .... شبيهآ بالبكاء؟ يا إلهي لا تقل لي أن هذا ...
رأيت من نافذتي نفس الرجل ، جالسآ علي الأرض متكئآ علي يديه يبكي بحرقه ، ولعل قلبي شعر بالأسي عليه .. أردت أن أهون عليه ، ولكن أي كلماتّ تلك التي ستهون عليه ؟ أشعر بالضعف الشديد
أغلقت نافذتي وذهبت الي خزانتي وبدلت ملابسي لزي المدرسة ، جعلني أقبح نوعآ ما ..
ذهبت الي أسفل الدرج تحديدآ الي المطبخ
: صباح الخير حبيبتي ، مستعده ليومك الجيد ؟
تلك هي الجملة التي اسمعها من أمي دائمآ ، كل صباح ، ولكني لا أعلم كيف تعلم أن هذا يومآ جيد؟ أليس البشر جاهلون للمستقبل ؟ تجاهلت أفكاري وقلت لها بصوتآ بشوش
: صباح الخير ، يا أمي ، مستعده .. أظن
وضعت أمي الطعام بحقيبتي ، قبلت جبيني قبلة الوداع ، نظرت لها بأبتسامه قبل ما أقول
: هي ، أمي؟ ألن يودعني أبي الليله أيضآ؟ ألم يأتي من سفره ليله البارحه؟
راقبت وجه أمي وهو يتغير تدريجيآ، نظرت بعيدآ و أخذت نفسآ للداخل ، كان يبدو سؤالي ثقيلآ عليها
: أعتذر ، حبيبتي ، أباكِ ... غادر مبكرآ الليله
كنت أعلم أنها تكذب ، سمعت شجارهم ليله البارحه ، وسمعت أيضآ أبي وهو يخبرها أنه ذاهب لانه لا يستطيع تحملها أبدآ ، ولكنني فقط كنت أشعر بالأمل انه عاد .. لربما لازال يحبني انا؟
: حسنآ ، أمي ، لا بأس ، أراكي لاحقآ
ودعت أمي بأبتسامه وأخذت حقيبتي وخرجت من منزلي ، اوه يومآ مدرسي مملآ جديد ، أدرت رأسي ورأيت الرجل ذاته لازال يبكي ، هذه المره كانت الجمله المتكرره بين شفتاه "أين انتِ يا حياتي"
أنت تقرأ
المُزمجر
Mystery / Thrillerمنذ زمنآ ليس ببعيد ، رأيتُ الرجل المعروف ببلدتنا بلقب ' الراوي المجنون ' وكان يصرخ صراخآ شبيهآ بالزمجره بجميع أنحاء البلدة بحثآ عن معشوقته التي تسمي حياه ، ' أين حياتي؟ ' تلك هي الجملة التي اسمعها كل يومآ وهو يناديها ، ألمعجب بأمره انه وجد مقتولآ...