2

28 4 0
                                    

مرت الايام وكانت علي بالمئات ، شعرت بالفراغ يحوم حولي ، وكأنني من عائلته .. لم يكن لديه أحد يتمني له السلام بموته ، صوت زمجرته بالطرقات يقتلني ، لا يفارق نهاري او ليالي او حتي أحلامي

مرت الأسابيع ، السنوات ، وها أنا ذا بمكتبي ، مكتب المحاميه ليلان

تركت بلدتي فورآ بعد وفاه ولادتي ، لم أستطع تحمل رؤيه منزله من نافذتي كل صباح

لم يهتم أبي كثيرآ .. علي ما أظن

أنظر الي ملف القضيه التي اعمل عليها الأن ، ممله كالعاده

: سيدتي ، رجائآ تفهميني ، هذا زوجي ولا أستطيع أن أسجنه

سخافات ، هذه هي الجمله التي أسمعها من جميع النساء المُعنافات عندما جائوا لي طلبآ للطلاق بأول مره ، كلمتين جميلتين وها هي تتطلب مني غلق القضيه

: بالطبع ، حظآ سعيدآ ، بالموت ببطئ

بالطبع قلت الجمله الأخيره داخل قلبي ، حسنآ ، ها هي ذا تذهب فرحآ مع ذالك الوحش ، يذكرني بأبي ، عدوانيّ ، شجع ، اناني

جاء لي مساعدي بدر ، وكالعاده دخل مكتبي دون استئذان .. من يهتم

: أهلآ أنستي ، شخصآ ما بالخارج يطلب رؤيتكِ ويقول أنه من بلدتك القديمه ، وأنه موضوعآ مهم

توسعت عيناي قليلآ ، شعرت بشعورآ غريب عندما سمعت جملة 'بلدتك القديمه' ولكن بنفس الوقت هذا ليس سيئآ للغايه ، صحيح؟

: حسنآ يا بدر ، رجائآ أدخله

استدار بدر ناحيه الباب ، علي استعدادآ للخروج ولكن فجأه أدار وجهه لي مجددآ، بوجهآ متسائل

: أنستي ؟ لم اسألكي من قبل ولكن أين هي بلدتك القديمه ؟

رفعت حاجبي أشعر بأن حلقي يريد قول 'وما شأنك انت'؟ وشعرت بأن هذا ظهر علي ملامحي بشكلآ واضح

: أعتذر يا انستي ، لم انتبه لما اقوله

غادر مجددا ، تلك المره اخذت نفسآ عميقآ مستعده لرؤيه جارآ قديم ، لم أكن مستعده بالتحديد

فجأه ، دخل رجلآ ، طويل القامه ، ملامحه يبدو عليها العجز

: مرحبآ يا سيدي ، رجائآ أخبرني ، كيف اساعدك ؟

جلس الرجل بالكرسي الذي أمامي، يأخذ نفسآ ثقيلآ، ثم نظر لي بعيناه المتعبه

: أستمعي لي يا أبنتي ، الذنب لم يفارقني طوال حياتي ، أنا لست سوا مجنونآ يستحق المصحه النفسيه

نظرت له بالتعجب، من الذي يأتي الي هنا ليخبرني عن مشاكله النفسيه؟

: اوه ، سيدي أنت تدرك انك بمكتب بمحاماه هنا صحيح؟

: رجائآ فقط دعيني أحكي لكي ، أنتِ ليلان ، أبنة إليزابيث، صحيح؟

كيف لهذا الرجل أن يعرف اسم امي؟ ولماذا يتكلم عنها الأن؟!

المُزمجر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن