مرت الايام وكانت علي بالمئات ، شعرت بالفراغ يحوم حولي ، وكأنني من عائلته .. لم يكن لديه أحد يتمني له السلام بموته ، صوت زمجرته بالطرقات يقتلني ، لا يفارق نهاري او ليالي او حتي أحلامي
مرت الأسابيع ، السنوات ، وها أنا ذا بمكتبي ، مكتب المحاميه ليلان
تركت بلدتي فورآ بعد وفاه ولادتي ، لم أستطع تحمل رؤيه منزله من نافذتي كل صباح
لم يهتم أبي كثيرآ .. علي ما أظن
أنظر الي ملف القضيه التي اعمل عليها الأن ، ممله كالعاده
: سيدتي ، رجائآ تفهميني ، هذا زوجي ولا أستطيع أن أسجنه
سخافات ، هذه هي الجمله التي أسمعها من جميع النساء المُعنافات عندما جائوا لي طلبآ للطلاق بأول مره ، كلمتين جميلتين وها هي تتطلب مني غلق القضيه
: بالطبع ، حظآ سعيدآ ، بالموت ببطئ
بالطبع قلت الجمله الأخيره داخل قلبي ، حسنآ ، ها هي ذا تذهب فرحآ مع ذالك الوحش ، يذكرني بأبي ، عدوانيّ ، شجع ، اناني
جاء لي مساعدي بدر ، وكالعاده دخل مكتبي دون استئذان .. من يهتم
: أهلآ أنستي ، شخصآ ما بالخارج يطلب رؤيتكِ ويقول أنه من بلدتك القديمه ، وأنه موضوعآ مهم
توسعت عيناي قليلآ ، شعرت بشعورآ غريب عندما سمعت جملة 'بلدتك القديمه' ولكن بنفس الوقت هذا ليس سيئآ للغايه ، صحيح؟
: حسنآ يا بدر ، رجائآ أدخله
استدار بدر ناحيه الباب ، علي استعدادآ للخروج ولكن فجأه أدار وجهه لي مجددآ، بوجهآ متسائل
: أنستي ؟ لم اسألكي من قبل ولكن أين هي بلدتك القديمه ؟
رفعت حاجبي أشعر بأن حلقي يريد قول 'وما شأنك انت'؟ وشعرت بأن هذا ظهر علي ملامحي بشكلآ واضح
: أعتذر يا انستي ، لم انتبه لما اقوله
غادر مجددا ، تلك المره اخذت نفسآ عميقآ مستعده لرؤيه جارآ قديم ، لم أكن مستعده بالتحديد
فجأه ، دخل رجلآ ، طويل القامه ، ملامحه يبدو عليها العجز
: مرحبآ يا سيدي ، رجائآ أخبرني ، كيف اساعدك ؟
جلس الرجل بالكرسي الذي أمامي، يأخذ نفسآ ثقيلآ، ثم نظر لي بعيناه المتعبه
: أستمعي لي يا أبنتي ، الذنب لم يفارقني طوال حياتي ، أنا لست سوا مجنونآ يستحق المصحه النفسيه
نظرت له بالتعجب، من الذي يأتي الي هنا ليخبرني عن مشاكله النفسيه؟
: اوه ، سيدي أنت تدرك انك بمكتب بمحاماه هنا صحيح؟
: رجائآ فقط دعيني أحكي لكي ، أنتِ ليلان ، أبنة إليزابيث، صحيح؟
كيف لهذا الرجل أن يعرف اسم امي؟ ولماذا يتكلم عنها الأن؟!
أنت تقرأ
المُزمجر
Mysterie / Thrillerمنذ زمنآ ليس ببعيد ، رأيتُ الرجل المعروف ببلدتنا بلقب ' الراوي المجنون ' وكان يصرخ صراخآ شبيهآ بالزمجره بجميع أنحاء البلدة بحثآ عن معشوقته التي تسمي حياه ، ' أين حياتي؟ ' تلك هي الجملة التي اسمعها كل يومآ وهو يناديها ، ألمعجب بأمره انه وجد مقتولآ...