الفصلْ الثاني "مَفقُودة"

9 0 0
                                    

عَزِيزِي يَا صَاحب الظل الطوِيل
لقد مرّت أيَام وليالي ولم أكتب لك سطراً
ما أسوء ذلك الشعور حين لا ينتظرك أحد ولا تنتظر أحدًا، حين تحتاج للتحدث لكن لا تستطيع
إنك أعزُّ أليَّ من أنْ ينتهي أثرك.
-لقائله
---------------------------------
"مساء الثُلاثاء الساعة الواحدة بعد منتصف الليل"
"منزل نيكولاس"
يجلس نيكولاس بجانب آريس على الأريكة وهو قلق ويعصر يديه بتوتر ثم إستقام ليقول بغضب
"كيف لم نجدها؟
خرجت صباحًا ولم تعد حتى الآن، لم تكن بيلي تُقيم عند أحد من صديقاتها ليلًا للمبيت معاها وإن كانت لابد وأن تتصل بي!
إذًا أين هي؟!"
خرج نيكولاس من المنزل وتبعه آريس ليستمروا في محاولات إيجاد 'بيلي'، ذهب نيكولاس للمقهى المجوار لهم ليسأل النادل عنها ويصف لهُ شكلها ليومأ النادل لهُ بإنهُ رأها صباحًا فسأل نيكولاس متلهفًا:
"هل تعرف أين ذهبت؟ أو مع من كانت؟"
رد عليهِ النادل بقلة حيلة:
"لا سيدي لقد جلست خمسة دقائق وحدها حسب ما أتذكر حتى خرجت من المقهى ركضًا"
زفر نيكولاس بقلة حيلة ثم سألهُ
"هل يمكنني مشاهدة الكاميرات؟
هي مفقودة مُنذ الصباح ولا أعرف أين هي"
أومأ النادل لـ نيكولاس ثم قال بخفوت:
"أنتظر هنا سوف اسأل مدير المقهى"
وبالفعل ذهب النادل إلى مديرهُ ليسألهُ، بعد عِدة ثواني يظهر رد المدير موافقًا ودلهُ عامل آخر على غرفة الكاميرات حتى يرى نيكولاس إتجاه ركضها ومن كان يركض خلفها،دقق نيكولاس النظر حتى رأى ملامح الذين كانوا يجلسون خلفها ليعرفهم فور أن رأهم وشكر العامل ثم ركض بسرعة هو يلهث لخارج المقهى ويقابل آريس في وجه ليقول لهُ بتعجل وقلق:
"أظن إنها تورطت مع كريستيان..هيا"
ليركضوا مسرعين إلى زقاق بجانب حانة صغيرة وبالفعل وجدوا "رينز" جالسًا على الأرضية يتعاطى الممنوعات ليمسكه نيكولاس من تلابيبه ويصدمه بالحائط صارخًا عليهِ:
"اين هي؟!"
رد عليهِ بخمول أثر المخدر:
'لا أعرف عمن تتكلم نيكولاس..ولا أريد المعرفة فقط أتركني"
بعد إنتهاء كلماته سدد لهُ نيكولاس عِدة لكمات غاضبة لكونه يعرف إنهُ على علم بما حدث لها ليخرج من فم رينز عِدة كلمات متفرقة بصوت خافت:
"في.. زقاق(*) لقد كانت..المتورطة معنا"
لم ينتظر نيكولاس إنتهاء كلماته ليطلق لقدمه عنان الريح وبقى آريس مع رينز
----
ركض نيكولاس حتى وجد آخره ورأى الدماء السائلة على الأرض لتتصاعد دقات قلبه وتدمع عينه متمنيًا أن لا يكون حدث ما أدركه ليبحث في جانب الزقاق حيث الرُكام ليرى الرمال والدم مُغطي ملامح بيلي المذعورة والباهتة..بقى نيكولاس واقفًا مذهولًا لا يستطيع تصديق أن شقيقتهُ الوحيدة الآن أمامه دون أن توبخه أو تتكلم معه فقط تنظر إليه بعينين فارغتين من الحياة ولا أثر لأنفاسها، سقط نيكولاس جاثيًا على ركبتيه بعينين دامعة وتأبى تصديق الذي تراه، أحتضن نيكولاس شقيقته وضع رأسها على صدره وهو يتمتم من بين دموعه بحسرة:
"بيلي..بيلي لا تتركيني، عودي وأعدك سوف أترك الحانات ولن أعود مجددًا للرهانات عودي و وبخيني مجددًا ولن أحزن فقط عودي حبيبتي"
بقى نيكولاس يحتضن شقيقته بقوة ماسكًا يديها الباردة يبكي على فراقها وتتساقط دموعه على وجنتها وأخذت شفتاه ترتجفان
، يقسو الليل عليهم ببرودة أجوائه ورياحه الشديدة تلسع أجساد من لا مأوى لهم.
---------------------------
"بعد ثلاثة أيام، صباحًا"
استيقظ نيكولاس على صوت طرق الباب ليذهب مترنحًا أثر أستيقاظه ويفتح الباب ليرى آريس دالفًا المنزل ومعه أكياس بلاستيكية تفوح رائحة الطعام منها
ويفرغ آريس محتوياتها قائلًا بمزاح للتخفيف على صديقه:
"إن لم تكن واقفًا أمامي خلال عشر دقائق سوف أكل الطعام وحدي"
ابتسم نيكولاس بخفة قائلًا بصوت خافت
"لست جائع أساسًا"
تنهد آريس بقلة حيلة قائلًا:
"أنت لم تأكل شئ مُنذ وفاة بيلي..هل تعتقد إنها مسرورة منك الآن؟ إن كانت على قيد الحياة لم تكن تتركك هكذا"
حدق نيكولاس في الفراغ لمدة ليذهب بجانبه آريس سائلًا إياه:
"بماذا تفكر؟
رد عليهِ متمتمًا:
"لا شئ، سأذهب للنوم عندما تنتهي لا تترك المصابيح مضاءة"
أنهى حديثه ودلف الغرفة دون أن ينتظر رد آريس يكفيه سماع أفكاره.
----------------------------------
"في منتصف الليل"
يجلس رجل أمام ماكينة عد الأموال وأمامه العديد من الأموال والمجوهرات، تخلخل لمسامعهُ صوت طرق الباب يليه صوت ابنه القلق قائلًا:
"الشرطة داهمتنا أثناء تسليم الشُحنة"
ابتسم الرجل بسخرية قائلًا:
"أعطي باقي الشحنة إلى رينز ولكن بسعر أعلى لتعويض الخسائر"
زفر 'كريستيان' قائلًا بسخرية
"اقسم لك إنهُ لو علم بعدم تسليم الشحنة اليوم ولن يتعاطى لمدة ثلاث أيام أخرى سوف ينتحر"
ضحك الرجل بخفة ليقطع قهقته صوت حارسه الشخصي قائلًا:
"سيدي.. لقد تم القبض على رينز وهو في المشفى بسبب إصابات بالغة في جسده تم التبليغ عنه مِن قِبل غريب"
صمت كريستيان بُرهة ثم قال بغضب:
"بالتأكيد هو من قال عن تسليم الشُحنة لرجال الشرطة..أحمق."
ساد الصمت الأجواء قليلًا ليقطعه صوت الرجل قائلًا:
"لا فائدة ترجو منه إذا بقى في يديهم فقط لن يدلهم بمعلومات جديدة"
أومأ كريستيان بموافقة على رأي والده ليخرج من الغرفة مقابلًا أحد أصدقاء والده القدامى الذي دلف مبتسمًا بإصطناع قائلًا:
"لقد أفتقدك مايكلز.."
--------------------------------------------
"في منزل نيكولاس"
دلف آريس الغرفة وهو قلقًا ليقل:
"لماذا تتصل بي ليلًا؟ هل أنت بخير"
أومأ نيكولاس ثم رد عليه:
"انا بخير، فقط اريد مساعدتك في شئ"
رد عليه آريس موافقًا ليبدأ آريس حديثه:
"عندما كنت أرى الكاميرات رأيت رينز وكنت قد رأيت صديقه قبل ذلك معهُ، هل تعرف اسمه؟"
أومأ آريس قائلًا:
"عيبًا عليك يا رجل بالتأكيد، كريستيان ..كريستيان مايكلز ...والده رئيس أكبر العصابات في واشنطن..يتعامل مع أكثر التجار شهرة في مركز الشرطة، لماذا تسأل؟"
هز نيكولاس رأسه لمعرفة ما يريده ثم تمتم بغموض:
"لا شئ"
أنهى حديثه محدقًا في الفراغ بخبث..

يتبع...
-----------------------------------------------

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 25 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مَا بِدَاخل حَانَاتْ وَاشنْطُنْ.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن