4_

119 3 0
                                    

Back to the present
_مرت الساعات و حل الصباح من جديد يوم جديد. شمس جديدة.لكنه بالنسبة للبعض "يوم مشئوم"
"إذا هل لديكي عمل اليوم؟!"سألتها صاحبة العيون الخضراء . وهي تجمع دفاترها لكي تذهب للمدرسة
"نعم . سأذهب على الساعة الرابعة مساءاً" أجابتها و هي تقبل فروة رأسها . لتكمل"إعتني بنفسكي جيداً . لن أتأخر" لتعانقها
"هل ستذهبين إلى...."لم تكمل بسبب ذلك الخط المالح الذي شق خدها .
"لا تحزني. أعدكي أنني سأصطحبكِ معي " أردفت وهي تضم تلك الصغيرة إلى حضنها كي تعطيها دفئ أمها الذي فقدته من زمن بعيد
______________________
"أظن أن لأستاذ غائب اليوم؟!" سألت صديقتها و هي تدون ملاحظتها البسيطة
"نعم إنها معجزة يا إيفا" أجابتها بسعادة كبيرة . لتكمل"اليوم لدي موعد مع مايكل" إبتسامة رسمة على ثغرها دلالة على حماسها للموعد
"حقا. بالتوفيق يافتاة" رفعت نظرها لترى فرحة صديقتها لترتسم إبتسامة خفيفة تكاد لا ترى على وجهها
_إنها الرابعة مساءاً . تلك الفتاة تمشي بخطوات مسرعا و تراقب ساعة يدها بين الحين و لأخر . حتى وصلت لذلك المقهى البسيط الذي يعج بالناس لتضرب جبهتها"تأخرتي عشر دقائق . حتما سيقتلكي ذلك العجوز" لتدخل بتسلل و تخلع معطفها و ترتدي بدله مريولا أبيض في وسطه رسمة قطة تحمل كوب شاي مع بعض الحروف اليبانية
"إذا تأخر أخر أنسة إيفا"صوت رجولي من ورائها لتلتفت بسرعة . لتزفر بطمأنينة."اللعنة . جايس ضننته العجوز "قالت وهي تزيل الخوف من قلبها. كانت تظن أنه العجوز صاحب المحل الذي سيوبخها عن التأخير
"لا عليكِ إنه لن يحضر اليوم"قال جملته ليضحك على معالم الصدمة التي إعتلت وجه القابعة أمامه
"أنتَ تمزح"قالتها وهي لا تصدق.كيف للعجوز الذي دائما جدي في عمله غائب على عمله شيء لا يصدق
"بلا سمعت أنه يفتح فرعاً . أخر في الحي المجاور" قالها و هو يحمل صنية الأكواب ليكمل"هيا تعالي اليوم لدينا عمل كثير" ليهم بالخروج من الغرفة
____________________
"ماهو طلبكِ سيدتي" سألت بصوت حنون رقيق وهي تحمل القلم و الدفتر الذي على شكل كوب
"أريد كوب من كابوتشينو و قطعة من الكعك بطعم الفراولة" قالت و إبتسامة تزين وجهها
"حسنا. أي شيء أخر"قالت وهي تدون الطلب
"لا شكراً لكِ". ذهبت تلك الفتاة مسرعة لتجهز الطلب لسيدة
_قامت بوضع الكعك في علبة وردية عليها رسم قطة. و كوب من كابوتشينو
"طلبك جاهز سيدتي حسابكي 25 دولار" قالت وهي تمد لها الطلب
"تفضلي . شكرا" إستلمت طلبها و شكرت الفتاة و غادرت
_مرت سعتان و نصف بعد لإنتهاء من الطلبيات الكثيرة لأن كل يوم في سادس و العشرين من ديسمبر يكون حسم على منتوجات المقهى لأنها ذكرى تأسيسه . صوت تلك لأجراس اللطيف معلناً قدوم زبون أخر لهذا اليوم كان شابا في عشرينيات يرتدي معطف أسود غامق و بذلة رسمية في الون لأسود أيضا شعره البني المجعد تقدم ناحية  طاولة  ليجلس هناك
"مرحبا بك. ماهو طلبك سيدي" قالت لترتسم إبتسامة خفيفة على ثغرها
"فنجان قهوة بدون سكر" قالها و هالة البرود عليه
"أي شيء أخر" قالتها و هي تدون طالبه
"لا"
_ذهبت لتعود بعد عشر دقائق و تضع فنجان القهوة معه كوب ماء
_ظل يتفحص هاتفه ببرود تام كانت الساعة تشير إلى السادسة و خمسة و أربعون دقيقة
*هذا الشخص غريب جداً.  كل يومٍ أشكال أغرب من سابقة حقا أمرٌ غريب*قالت وهي تحدث نفسها و تتسأل عن هدوئه الغريب
_مرت ربع ساعة من قدومه.  والساعة تشير إلى السابعة مساءاً موعد إغلاق المحل.  نهض الرجل و وضع مبلغ خمسون دولار و هم بالرحيل
"سيدي تفضل الباقي" قاطعه صوتٌ أنثاوي ليكمل طريقه بدون عودة
"ماذا.  حقا هذا الشخص غريب"  قالت لتذهب تغير ثيابها و تحمل حقيبتها و تغلق المحل بعدما بقيت فيه وحدها و غادر جل العملاء قبل ربع ساعة من لأن
"وأخيراً إنتهى يوم شاق من العمل" قالتها لتزفر براحة "تبقى خمسة أيام على الموعد؛ وأنا لم أجمع نصف المبلغ حتى" أردفت لترتسم علامات الحسرة و الخوف وجهها
_كانت تسير  إلى أن أحست بقطرات تصبُ على رأسها.  إنه المطر إبتسمت بإنكسار لتذكرها ما حدث ذلك اليوم وكأن الزمن يعيد نفسه من جديد نفس التفاصيل نفس الجو البارد و الأمطار"أمي" كلمة هربت من ثغرها.  لتتبعها تلك القطرات المالحة جلست على كرسي في منتصف الطريق
"لماذا حدث كل هذا رغم أنه مر وقتٌ طويل إلا أنني لا أستطيع نسيان و لو تفصيلاً صغير...."  لم تستطيع أن تكمل بسبب الدموع التي ملأت عيونها
_رغم كل هذا نهضت و واصلت طريقها لذلك البيت البسيط.  لتدخل بهدوء لكي لا تيقض من فيه دخلت غرفتها لتضع حقيبتها على مكتبها
"أين كنتي.  تأخر الوقت"  صوت مبحوح سألها

.
.
.
.
.

"إنتهى "

 

شبح الأوركيد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن