الفصل الأول: من أنا؟

35 7 2
                                    

فتحت عيناي مجبرة بسبب ذلك الضوء الوالج من النافذة وصوت أمي ككُل صباح :

"استيقظي يازينب انهضي من ذلك الفراش الذي لو كان ينطق لكان الآن يشتمك"

تأففت بانزعاج من كلماتها التي اسمعها كل صباح كتغريدة الطيور الا أنني لازلت انزعج منها وأستغرب كيف انها تعيدها بلا كلل ولا ملل ..

"أمي اغلقي النافذة ودعيني اكمل نومي بالكاد نمت ساعتين"

"وماشأني ان كنتِ تسهرين الليل كله وتستصعبين النهوض صباحا ويذهب نهارك في النوم ، ماهذا يابنتي الا تلاحظين نفسك وماأنتِ عليه ، الم يكفيك هذا السبات الذي انتِ فيه انهضي وانفُضي الغبار عنكِ ، انكِ تتعبينني معك "

كنت أصك على اسناني بغضب واضغط بكفاي ببعض لكي لا أرد عليها ،
ليس لأنها مخطئة بل العكس تماما لأن كلامها صحيح ، ولانها تواجهني بحقيقتي التي أهرب منهاكل مرة بعذر ، وهذا يغضبني ،
لا أريد التركيز على ما آلت اليه نفسي ولا أريد النهوض فراشي ومواجهة حياتي البائسة وعائلتي الأكثر بئسا ، نعم ربما أنا جبانة او أنا اريد أن اكون هكذا..

لم أعرف بنفسي بعد ياللهول ...

انا زينب .. ااا ماذا أيضا!

هل أنا زينب فقط؟ يبدو انني صرت جاهلة بذاتي..ياللبؤس

حسنا انا زينب أبلغ من العمر 20 خريفا.. شاحبة ومتساقطة كحال الأشجار في فصل الخريف ،

ولكن الاختلاف بيننا هو أن الخريف يأتي بعده الشتاء ليغيث الأشجار والنبات ويعيد اليهم الحياة ويبثهم بالأمل وأن بعد كل تساقط نهوض وبعد كل ذبول تفتح وأن الربيع قريب...ولكن الفرق بيننا انني خريف لا وجود للشتاء بعده..ولا أمل لتفتُّح أزهاري في الربيع..

عائلتي متكونة من 3 أفراد أمي أخي وأنا الأصغر
لابُدّ أنكم تتسائلون عن والدي .. هو حيٌّ يُرزَق لكنه لا يقطن معنا.. قبل سبع سنوات انفصلا هو وأمي .. لأنّ أبي يريد الزواج ثانية وأمي رافضة لهذا كأي زوجة..
فتوصلا الي قرار الانفصال..

وذهب أبي وتزوج
وأعاد بناء عائلة أخرى بعيدا عننا..

أخي أُسيد عمره 26 سنة ، أنهى دراسته في الجامعة ويشتغل في شركة ما كمحاسب..

الابن البار .. منذ انفصال والدينا
وهو يقوم بدور الأخ والأب في المنزل ..
عطوف بأمي والحقيقة أنه كذلك معي ولكن علاقتنا متوترة آخر فترة..

حالتنا المادية متوسطة الحمد لله لا ينقصنا شيء
وأخي يقوم بالواجب..

لنأتي اليّ الآن..
أخذت شهادة الباكالوريا منذ 3 سنوات ومنذ ذلك الحين لم أفعل شيئا

لم أكمل دراستي في الجامعة او بالأصح كل سنة أسجل في شعبة ما وأتوقف في بداية العام أو منتصفه..
لأنني لم أجد نفسي بعد..لم أجد مايناسبني ..
مشتتة لأقصى حدّ..
وهذا سبب اكتئابي..أعتقد يعني فالفراغ يملئني
وأنا ضائعة وسطه..

أود النهوض من مكاني هذا وأحقق مايمكنني تحقيقة..
لم أكن هكدا..طموحاتي أحلامي وكل ماكنت أصبو اليه .. تلك الفقاعة الجميلة انقشعت ..
وكل ما أردت بناءه هبت به الرياح الى أماكن مختلفة..

وليست لدي القوة الكافية لأركض وراء كل هذا وأعيد لملمة أحلامي..

بتُّ الآن شخصا كسولا كئيبا .. تحيط بي مساحتي الخاصة..
ولا أود من أحد الاقتراب منها او اقتحامها بأي شكل من الأشكال
حتى أمي..أقرب شخص الي..
أعلم بأنني لست الابنة التي تتمناها..
لست كما تريدينني ياأمي..
أنا أيضا لست كما أريد..
أعلم أيضا بأنك أكثر شخص يحبني في هذه الدنيا..
وأنك تريدين سحبي من تلك البقعة السوداء والنجاة بي قبل أن اغرق أكثر من غرقي هذا
..
ولكن يا أمي لا سبيل للنجاة فقد سحبني الوحل
لنقطة لا رجوع منها..
.
.
.
.
.
مرحبا 🤍

فصل قصير جدا
أو لنقل مجرد مقدمة تعريفية لبطلة الرواية ..
.
.
الباقي ستعرفونه مع تقدم الفصول
برأيكم ماهي قصة الرواية وكيف ستكون؟


لِقاءُ قَلبَينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن