مرحبا قرائي الغاليين
استمتعوا بفصل اليوم
*
" ربما الحياة ليست للجميع "
رسالة أحدهم قبل أن يقدم على الانتحار
هناك قلوب تتحول إلى قبور
حياة و أيام لن تكون سوى مثل حبات التراب التي تدفننا تحتها
عندما ننسحب من الدنيا غير مكترثين بها لن يكون سقوط الأيام منا مهم
من قبل أحببت الحياة و كنت أعشق زهوها و البريق الذي ميزتني به، أحببت شهرتي و حب الناس لي، العديد من الناس قالوا رسمت البسمة على وجوهنا، حفرت الأحلام من جديد في قلوبنا، كتبتُ عن كثير من المشاعر، كتبت عن مشاعر الأم لابنها لكنني أهملتها في الحقيقة فاكتشفت أنني في مرحلة ما تحولت
في وقت ما سرقتني الشهرة و سطوتها فكنت غير حقيقية و أنني كتبت عن شيء أنا لم أفعله مع أنني أم و لديّ مشاعر تجاه ابني لكنني لم أستثمرها فيه، مشاعري منحتها لشخصية حبرية في روايتي فنفذت مني في واقعي
حاولت مرة أن أنتحر عندما قطعت شراييني، يومها كنت خائفة جدا لكنني قررت التنفيذ حتى أشعر بالراحة أخيرا، أدري أنني أنانية كثيرا فحتى مشاعر العذاب و تأنيب الضمير الذي يفترض أن أتحملها أريد الهرب منها بالموت
أنقذني أوسكار و وضعني أمام ذنبي من جديد، فسكن في قلبي و عقلي التمني، ليتني في ذلك اليوم السيء كنت رفضت كعادتي أن أصحبه معي
نظرت لهاتفي الذي وضعته على جانب الطاولة ثم استقمت و سرت حتى وقفت أمام المرآة محدقة بنفسي، اختفت دليشا القوية، المرأة الأنيقة ذات الملامح الواثقة ما عادت موجودة
نظرت حولي ثم التفت نحو الستار الذي لم يفتح منذ شهور، اقتربت ببطء منه مقررة فتحه و عندما فعلت آلمني الضوء في عينيّ بشدة حتى وضعت كفيّ عليهما بسرعة محاولة حماية عينيّ، و هكذا باتت الحياة و السعادة بالنسبة لي، مؤذية للغاية مثل أشعة الشمس و ضوئها
ببطء من جديد أبعدت كفيّ عن عينيّ مجبرة نفسي على فتحهما رغم الألم، لقد وعدت أوسكار ألا أجعله يشعر بالذنب، بالرغم من أنني متأكدة أنني لن أهمه بعد الآن ... ربما هذه حجة فقط حتى أتعلق بالحياة
أخذت حماما ساخنا و بعدها قررت شغل نفسي، التصرف كأم تهتم بأمور ابنها، تنظف وتطبخ وتهتم بغرفته، أبعدت الستائر المظلمة عن جميع أرجاء المنزل فدخل الضوء له الذي لم يدخله منذ سنتين و وقتها فقط تمكنت من رؤية الغبار المتراكم ... نفسه الغبار المتراكم فوق قلبي