𝙨𝙚𝙫𝙚𝙣 𝙨𝙥𝙞𝙧𝙞𝙩𝙨 || الأرواح السبع

4

خطى إيان باب القصر رفقة فيونكا التي لم تتحدث طوال الطريق ولم يفعل هو كذلك، نظرت فيونكا إلى القصر من الخارج حيث أنه شاهق الإرتفاع يناطح السحاب ببنيته الضخمة والمتراصة يطغى عليه اللونين الكحلي والذهبي، لم يحدث به أي تغير منذ آخر زيارة لها أي قبل إثني عشر سنة، تحولت نظراتها إلى أرض المدخل التي نقشت عليها نقوش عديدة بينما كِلا جانبي المدخل حوض من الزهور المتنوعة حفر عليه حفريات بداخلها أحجار لامعة ملونة، تمعنت النظر بالحوض تتذكر بأنها زرعت العديد من الورود به رفقة إيميلي والدة إيان فلقد كانت إيميلي مغرمة بالزهور.

كسر إيان الصمت بينهما قائلاً: "سوف آخذك بجولة في القصر فلابد أنك نسيتي تعاليمه، بعدها سنجلس لتناول الفطور فلدينا حديث طويل، بلورة الثلج"

قلبت الآخرى عينها بملل "لا تنادني بهذا اللقب مجدداً، لم نعد أطفال سيد إيفاندروس كورتيز"

همهم الآخر بابتسامة ساخرة ارتسمت على محياه؛ فهي لا تعلم بأنه سيصبح اسمها من الآن فصاعدا.

صعدت فيونكا الدرج تمشي بشموخ واضعة يدها على حافة الدرج تتحسس الرسومات الموجودة لتتشكل طبقة رقيقة من الجليد على النقوش لتبدو وكأنها تتألق وتبرز بفضل لمساتها، نظر إيان إلى حافة الدرج يبتسم بخفة؛ فهو يعلم أنها تحب أن تترك أثر في كل مكان تذهب إليه حتى لو كان ذلك في قلب أحدهم..

وصلا إلى نهاية الدرج ل يبادر أحد الحراس بفتح باب القصر محني رأسه باحترام ل إيان يبتسم بامتنان بادله إيان الإبتسامة تحت نظرات فيونكا المتعجبة؛ فلقد لاحظت بأنه يحظى بحب واحترام سكان مملكته.

دخل كلن منهما القصر تفحصت فيونكا المكان بأعينها فلا يوجد أي ضوضاء بالقصر فهو هاديء جداً، لاحظ إيان نظراتها المستغربة ليردف "إن الخدم في إجازة"

أومأت فيونكا قائلة "أين إخوتك؟ لم أراهم في عقد القرآن"

جمدت ملامح إيان ناظراً للفراغ بهدوء ولم يتحدث، لذا عرفت فيونكا بوجود مشكلة ولم تسأله ثانية، بعد مدة أخذ إيان فيونكا بجولة في القصر كاملاً ولم يتبقى سوى الحديقة الخلفية للقصر المكان الأحب لقلب إيان ...

وقفا بجانب بعضهما ينظران إلى الزهور أمامهما بألوانها المتنوعة جذبت أنظار فيونكا وردة سوداء اللون لترفع يدها تتلسمها لتقوم بتجميدها بعدها ولم يزدها الجليد سوى جمالاً، قال إيان بجدية واضحة بينما نظراته متسطلة نحو فيونكا: "ولدنا في اليوم نفسه، وكنا صديقان طفولة، كلانها يحظى بذكاء كبير و بقوة كبيرة، حتى أن الكثير من من في المملكة يرون بأننا نناسب بعضنا، إنني متأكد بأنك سمعتي الكثير من الجمل بأننا يجب أن نتزوج كما سمعتها أنا لقد وضع المعظم أمله بنا للتخلص من ظلم ذلك الملك، وضعوا أملهم بنا لهزيمته، أتذكرين ذلك الوعد ؟ ذلك الوعد قبل إثني عشر سنة في آخر لقاء لنا في هذه الحديقة وفي هذا المكان تحديداً، حين وعدنا بعضنا بعضاً بأننا سنتخلص منه سنتخلص من عذابه وسنتحد ونهزمه معاً، سننتقم منه على طفولتنا التي خسرناها بسببه، وعلى كل ما عانينا من ألم بسببه"